أبها - عبدالله الهاجري:
خيمت أجواء الحزن على ذوي الجندي أول عامر أحمد عامر آل شويش العكاسي الذي استشهد صباح أمس الثلاثاء أثناء مواجهة مع ثلاثه من الفئة الضالة والتي وقعت أحداثها بنقطة الحمراء بمركز الدرب التابع إدارياً لمنطقة جازان.
والفقيد البالغ من العمر ثلاثين عاما هو ابن قرية العكاس غربي مدينة أبها على امتداد طريق السودة السياحي، متزوج ولديه طفلتان؛ الأولى يمنى عمرها ثلاثة أعوام، والثانية لمار عمرها عام ونصف وزوجته تنتظر مولودها الثالث الذي فقد والده صبيحة أمس.
الشهيد يعمل في الجهاز الأمني منذ 12 عاما يحمل شهادة وقد تسلمت أسرته جثمانه بعد عصر أمس الثلاثاء حيث تم غسله بجماع الراجحي بأبها فيما صلي عليه بعد صلاة عشاء بجامع الملك عبدالعزيز بمدينة أبها ودفن بمقبرة الموصلية حيث تقدم المصلين صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير.
وقد ظهر والد الشهيد متماسكا ويتحسب ذلك فخوراً بما قدمه ابنه في سبيل وطنه لحماية من كل عابث وإرهابي وعبر عن مدى اعتزازه وفخره بكونه أبا لأحد الأبطال الذين قدموا أرواحهم لخدمة دينهم ووطنهم ومات ميتة الأبطال في ميدان الشرف والكرامة، فيما أبدت والدته موقفا مشرفا حيث أظهرت رباطة جأش كبيرة إثر تلقيها النبأ واعتبرت موته شهيدا وسام شرف توجت به وحمدت المولى جل وعلا أن رزقها ابنا صالحا قدم روحه لدين ووطنه واعتبرت ذلك العزاء الوحيد في هذه القضية إلا أن مشاعر الحزن والألم تعصر فؤادها وتنهك قواها.
وللشهيد من الإخوة الذكور أربعة ومن البنات اثنتان أشقاؤه الذكور هم يحيى وعلي ومحمد وعبد الله وهم عدا يحيى لا يزالون يبحثون عن وظائف يلتحقون بها، والده متقاعد من إدارة السجون بعسير وعمره يناهز الثانية والستين وكان عامر هو العون بعد الله جل وعلا على نوائب الحياة مع والده في ظل المرتب الزهيد الذي يتقاضاه بعد تقاعده وكبر أسرته التي يعولها وهو يسكن مع والده في نفس المنزل ولظروف القاسية لم يتمكن من بناء منزل مستقل له ولبنتاه وزوجته بالرغم من أن هذا كان حلما يراوده قبل رحيله كما نقله شقيقه.