الفلسطينيون الذين ظلوا متشبثين بأرضهم رغم كل المضايقات والحرب المعلنة عليهم من جنود الاحتلال الإسرائيلي، وقطعان الاستيطان الذين ما أنفكوا يبتكرون كل يوم وسائل جديدة للضغط على الفلسطينيين وجعلهم يتركون أراضيهم ويرحلون عنها حتى يستولي عليها هؤلاء الغرباء الذين استقدموا من خارج فلسطين.
آخر هذه الابتكارات الشيطانية لقطعان الاستيطان محاربة الفلسطينيين في رزقهم وأرضهم معاً، ففي مثل هذه الأيام ينشط الفلاحون الفلسطينيون في قطاف ثمرة جهدهم وتعبهم طوال العام، حيث يتكاتف جميع الفلسطينيين من الفلاحين وأسرهم، وبعضهم يقدم من المدينة إلى البيدر والمزرعة للمساعدة في قطاف الزيتون.
هذه الشجرة المباركة التي جعلها الله عونا للفلسطينيين؛ فعلى ثمارها وزيتها يتغذى الفلسطينيون، فأغلب الفلسطينيين داخل الأرض الفلسطينية المحتلة وخارجها يتغذون على زيت الزيتون، وبخاصة وجبة الصباح؛ فزيت الزيتون الفلسطيني يقدم مع الزعتر، ومع اللبنة والجبنة، وبعضهم لا يخلط معه شيئا، ويفضل تناوله مع الخبز الحار.
والواقع أن زيت الزيتون يعد وجبة غذائية متكاملة، وهو ما أثبتته الدراسات الطبية، وهو علاج في نفس الوقت ويندر أن يصاب أهل فلسطين وأغلبية سكان شرق المتوسط بالذبحات الصدرية.
هذا الغذاء الصحي والذي يعتبره الفلسطينيون (الأكسير) الذي يساعدهم على مواجهة الاحتلال الإسرائيلي البغيض؛ فهو بالإضافة إلى ما يمدهم بالغذاء الطيب من أرضهم وحقولهم، أيضاً يمدهم بمال، وإن كان بسيطا إلا أن ما يكسبونه من بيع زيته ومن الزيتون مخللاً أو مكبوساً، يمدهم بمال لا بأس به.
إذن.. الأسر الفلسطينية تنتظر موسم قطاف الزيتون كموعد فرح في زمن بات محزناً من حول الفلسطينيين، ولأن الإسرائيليين لا يريدون للفلسطينيين فسحة فرح، ولا يريدون لهم أن يعيشوا بأمان على أرضهم فقط سلطوا قطعان المستوطنيين المتوحشين لتحويل فرح الفلسطينيين إلى حزن في يوم البهجة، فقد قام عدد من شياطين الاستيطان بالهجوم على مزارع وبساتين الزيتون في موسم قطف الزيتون ليخربوا أشجارها ويضيعوا على الأسر الفلسطينية جني ثمار جهدها وتعبها وتضيع فرحة الابتهاج بما قدمته الشجرة المقدسة لدعم الشعب المضطهد.
jaser@al-jazirah.com.sa