في بيت إحدى الأسر كان الزوج يرى زوجته منهكة القوى فسألها عن السبب؟ فقالت بنبرة حزينة: إن متابعتها المستمرة للأولاد هي السبب حيث يرفضون أن ينجزوا أي شيء دون أن تشرف عليهم وتدير كل تحركاتهم مهما كانت بسيطة فهم لا يستيقظون للذهاب إلى المدرسة إلا إذا أيقظتهم مرارا وتكرارا ولا يتناولون الطعام إلا إذا أطعمتهم وألححت عليهم حتى أنني أشكو صداعا وقلقا منهم ولا أستطيع الراحة في النوم خشية أن ينسى أحدهم شيئا، فقرر الزوج أن يجمع الأسرة ذات مساء وحينما كان ذلك قال الأب لأبنائه: سأسألكم عدة أسئلة وعلى الجميع أن يجيب وفق قدرته وبصدق، فهب الأبناء هاتفين: بالطبع يا أبي.
فسأل الأب الأولاد:
من منكم يستطيع أن يستيقظ صباحا باستخدام المنبه ودون أن ينتظر والدته لتوقظه بنفسها؟
فرفعوا كلهم أيديهم.
ثم سألهم: من منكم يستطيع أن يرتدي ويعد ملابسه وحده؟
فرفعوا جميعا أيديهم مرة أخرى.
فسألهم: من منكم يستطيع أن يتناول إفطاره قبل أن يذهب للمدرسة؟
فرفعوا أيديهم جميعا مرة ثالثة.
فسألهم: من منكم يستطيع أن ينجز كل هذا في توقيت مناسب ليذهب بعد ذلك للمدرسة وحده؟
فرفعوا كلهم أيديهم.
بعد ذلك نظر الزوج لزوجته وقال: أرأيت؟! كلهم يمكنهم القيام بهذه المهام دون أن تضطري لإنهاك نفسك والمبالغة بمتابعتهم، اتركيهم ومكنيهم لفعل ذلك بمفردهم قد يتعرضون لخطأ أثناء تطبيقهم لذلك لكن ذلك سيجعل منهم إيجابيين بسعادتهم باعتمادهم على نفسهم، إن المشكلة الأساسية أنك لا تثقين بهم وتخافين عليهم أكثر من اللازم وهذا هو السبب الحقيقي لتعبك وقلقك المستمر طيلة يومك.
(إن الذي لا يضع ثقته في الآخرين لن يجدهم أبدا أهلا للثقة)