مكة المكرمة - عمار الجبيري
دشن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية بديوان الإمارة بمكة المكرمة أمس انطلاق الحملة الوطنية الإعلامية لتوعية الحجاج لموسم حج هذا العام تحت شعار(الحج عبادة وسلوك حضاري).
وقد بدأ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القران الكريم ثم ألقى سمو أمير منطقة مكة المكرمة كلمة رفع خلالها الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا على اهتمامهم وتوجيهاتهم السديدة التي تهدف لخدمة التي ضيوف الرحمن الذين يتوافدون في كل عام إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج.
وشكر سموه المسؤولين والمؤسسات والأفراد الذين جندوا أنفسهم لخدمة ضيوف الرحمن، مبيناً أن كل فرد في هذه المنطقة يضع نصب عينيه أن هذه الخدمة شرف عظيم يقوم بها لوجه الله سبحانه وتعالى أولا ثم لمحبة إخواننا من المسلمين الذين نرجو من الله سبحانه وتعالى أن تكون زيارتهم ووفادتهم في هذه الأراضي مريحة وموفقة وأن يكون حجهم مقبولا وسعيهم مشكورا وأن يعودوا إلى بلادهم سالمين غانمين.
وركز سموه في كلمته على أن هذه الحملة التوعوية تهدف إلى تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن في ظل توجيه ومتابعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وأن هذه الحملة تأتي تفعيلاً للمرتكز الثاني في إستراتيجية تنمية منطقة مكة المكرمة الهادف إلى التعامل الراقي مع الحاج والمعتمر وإبراز الصورة الحضارية لشعيرة الحج من خلال العلاقة الطردية بين الحج كعبادة والسلوك الحضاري للحجاج والعاملين في الحج والتأكيد على أهمية الالتزام بالأنظمة والتعليمات وتحقيق التوازن بين أعداد الحجاج والطاقة الاستيعابية المكانية للمشاعر وإعطاء الفرصة لمن لم يحج أن يحج والقضاء على ظاهرة الافتراش المخلة بالعمل في المشاعر والمؤثرة تأثيرا سلبيا على راحة الحجاج.
وأبان سموه أن الحملة كذلك تأتي لتفعيل المرتكز الخامس في إستراتيجية تنمية المنطقة الهادف إلى تحقيق الشراكة الجادة والفاعلة مع القطاع الخاص من خلال رعاية شركة الاتصالات السعودية للحملة والتأكيد على أهمية الحصول على تصريح الحج وعدم دخول المركبات التي تقل حمولتها عن 25 راكبا لمكة والمشاعر أيام الحج. وبين سمو أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية أن حملة التوعية لحج هذا العام تأتي ترجمة للرؤيا التنموية لإمارة منطقة مكة المكرمة منوهاً بالمشروعات التي نفذت وتنفذ في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة لخدمة ضيوف الرحمن التي تبلغ تكاليفها مليارات الريالات إضافة إلى تجنيد عشرات الآلاف من الطاقات البشرية والأجهزة الأمنية لخدمة ضيوف الرحمن، مشيراً إلى أن من أهداف الحملة لهذا العام رفع السلوك الحضاري والمسؤول لدى الحجاج أنفسهم.
وشدد سموه على أهمية الحصول على تصاريح الحج بالنسبة لحجاج الداخل من المواطنين والمقيمين مؤكدا أن القصد من الحصول على تصريح الحج ليس وضع العراقيل أمام المواطنين والمقيمين ومنعهم من تأدية شعيرة الحج وإنما الهدف منه منع الحجاج غير النظاميين لإعطاء فرصة للحجاج النظاميين في تأدية حجهم بكل يسر وسهولة وتمكين الأجهزة الحكومية في تقديم خدماتها بأفضل مستوى ورفع المستوى العام للنظافة وإجراء الحج في نظام بيئي تحت السيطرة كما أن الهدف من ذلك أيضا القضاء على ظاهرة الافتراش التي تتسبب في الكثير من الفوضى والعرقلة لحركة المركبات والمشاة وكذلك تحقيق التوازن بين أعداد الحجاج وبين الطاقة الاستيعابية للمشاعر، مشيراً إلى أنه سيتم تطبيق منع دخول المركبات التي تقل حمولتها عن 25 راكب لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة.
كما ألقى الرئيس التنفيذي لشركة الاتصالات السعودية المهندس سعود بن ماجد الدويش خلال الحفل كلمة عبر فيها عن شكره وتقديره لسمو أمير منطقة مكة المكرمة لرعايته وتدشينه للحملة واختياره لشركة الاتصالات السعودية لتكون راعية لهذه الحملة وتطرق إلى أهداف الحملة ووسائل تنفيذها.
بعد ذلك أجاب سمو أمير منطقة مكة المكرمة والمشاركين في تدشين الحلمة على أسئلة وسائل الإعلام فحول ظاهرة الافتراش التي تحدث في كل عام في موسم الحج بين سموه أن الدولة بجميع قطاعاتها ووزاراتها مهتمة بهذا الأمر ولا يمكن إلقاء اللائمة على جهة بعينها دون أخرى فهذه مشكلة تراكمية منذ سنوات ماضية والسبب فيها هو زيادة عدد الحجاج وعدم زيادة المساحة في المشاعر كما أن المفترشين هم من الحجاج الذين يحجون بدون تصريح وأن معظمهم ليسوا تابعين لمؤسسات أو شركات الحج حيث أن طريقة الوصول إلى المشاعر سهلة حيث أنها أصبحت حيا من أحياء مكة المكرمة والتحكم في المنافذ يعد صعبا جدا في هذه المنطقة وهذا لا يعني أن هذه المشكلة لا تحل فلابد من حل لها وأحد هذه الحلول الذي بدائنا فيه هو لا حج بدون تصريح وإنني لا أدعي إننا سوف نقضي على هذه المشكلة في سنة أو في سنتين أو ثلاث ولكن بتطبيق الأنظمة والحزم في تطبيقها وهذا ما بدئنا به العام الماضي وسنستمر في الأعوام القادمة ونضيف إلى هذا الحل حلول أخرى ومع الزمن واكتشاف الثغرات عاما بعد عام ومحاولة سد هذه الثغرات.
وحول رسوم أداء مناسك الحج بالنسبة لحجاج الداخل أوضح سموه أنه تم هذا العام تطبيق نظام الحج المخفض الذي تتراوح رسومه من 1200 ريال بعد ما كانت 3900 ريال وفي كل عام سنحاول إيجاد الحلول المناسبة ونطبقها على مراحل.
وبين سموه أن هناك دراسات تجريها وزارة الشؤون البلدية والقروية لموضوع زيادة الطاقة الاستيعابية للمشاعر المقدسة تقوم بها شركة عالمية وخبراء دوليين وسعوديين يدرسون مخططا شاملا لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وهناك معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج بجامعة أم القرى له دراسات وهناك هيئة تطوير مكة المكرمة لها دراسات في هذا الموضوع وكذلك وزارة الحج وهناك جهات عديدة أخرى لها دراساتها في هذا المضمار وبعد الانتهاء منها سيتم رفعها إلى الجهات العليا للنظر فيها.
وردا على سؤال حول تسييس الحج قال سموه (المملكة حكومة وشعبا لن تسمح بتسييس الحج ولن تسمح بأي فوضى أو الخروج عن الأنظمة المتبعة في خلال هذه الموسم أو أي موسم أخر وهذه مهمة الدولة والحكومة ومهمة كل مواطن في المملكة العربية السعودية أن يؤمن للحاج الراحة التامة والأمن أثناء تأدية الحج وهذا ما ستقوم به الدولة ولن يأخذها في ذلك لومة لائم).
وأوضح سموه أن هناك توجيها ساميا بنقل مقرات الإدارات الحكومية من المشاعر المقدسة إلى خارجها بهدف زيادة الطاقة الاستيعابية لهذه المشاعر.
وأكد سمو أمير منطقة مكة المكرمة أن المملكة لا تفرق بين حاج وأخر وأن جميع ضيوف الرحمن الذين يأتون إلى هذه البلاد المقدسة لأغراض دينية والحج مسؤولية وسوف نقوم بمسؤوليتنا إن شاء الله ونرجو من الحجاج كذلك أن يتحملوا مسؤوليتهم فالحج ضيافة وسنقدم كل ما نستطيع من أجل تحقيق أفضل الخدمات لضيوف الرحمن.
حضر حفل التدشين معالي وزير الحج الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي ووكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية الدكتور حبيب زين ألعابدين ووكيل إمارة منطقة مكة المكرمة الدكتور عبدالعزيز الخضيري ومدير الأمن العام الفريق سعيد بن عبدالله القحطاني.
اجتماع هيئة مراقبة نقل الحجاج
من جهة ثانية راس صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة رئيس الهيئة العليا لمراقبة نقل الحجاج بديوان الإمارة بمكة المكرمة أمس اجتماع الهيئة العليا لمراقبة نقل الحجاج بحضور أعضاء اللجنة معالي ووزير الحج ومعالي وزير النقل ومعالي مدير الأمن العام ورئيس وأعضاء اللجنة التنفيذية لمراقبة نقل الحجاج المكونة من وكيل وزارة الحج ووكيل إمارة منطقة مكة المكرمة ووكيل وزارة النقل لشؤون النقل ومدير الإدارة العامة للمرور وأمين عام الهيئة العليا لمراقبة نقل الحجاج كما شارك في الاجتماع وكيل وزارة الحج لتنسيق المشاريع والنقل ورئيس لجنة التصعيد والنفرة بالوزارة.
وناقش الاجتماع التقرير المقدم من وكيل وزارة الحج رئيس اللجنة التنفيذية لمراقبة نقل الحجاج ومن أمين عام الهيئة العليا لمراقبة نقل الحجاج عن الأعمال والتجهيزات والإجراءات التي اتخذتها اللجنة التنفيذية لمراقبة نقل الحجاج وأمانة الهيئة العليا لمراقبة نقل الحجاج عام 1430هـ استعدادا لموسم حج هذا العام.
وتضمن التقرير متابعة استعدادات النقابة العامة للسيارات وشركات نقل الحجاج لموسم حج هذا العام بتجهيز الأعداد الكافية من الحافلات لنقل كافة حجاج الخارج حيث وفرت نحو عشرين ألف حافلة حديثة مكيفة منها حوالي 1600 حافلة جديدة وفرتها هذا العام والعام الماضي لنقل الحجاج وهي كافية لنقل أكثر من مليون ونصف المليون حاج فيما بين مدن مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة وخلال رحلة المشاعر المقدسة وفقا لمتطلبات واحتياجات كل فئة من فئات الحجاج ورغباتهم كما استعدت بتوفير كافة قطع الغيار اللازمة والسائقين والفنيين والعاملين المساندين اللازمين لأداء مهام نقل مهام الحجاج بالإضافة إلى تجهيز نحو عشرين مركز مساندة في مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة وعلى الطرق الرابطة بينها.
كما تضمن التقرير الإجراءات المتخذة من قبل اللجنة الفنية التابعة للجنة التنفيذية لمراقبة نقل الحجاج والمعنية بمتابعة قيام شركات نقل الحجاج بفحص الحافلات لدى محطات الفحص الدوري قبل اعتمادها والسماح لها بالمشاركة في نقل الحجاج والتأكد من استكمال باقي متطلبات ومسوغات اعتمادها للعمل مثل وجود التامين الشامل على المركبة والركاب وحسن المظهر العام لوسائل النقل المعتمدة.
وتضمن التقرير أيضا الإيضاح بما قامت به اللجنة التنفيذية من تشكيل اللجان الميدانية الخمس لمراقبة عمليات نقل الحجاج في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة والابيار والجموم على طريق الهجرة للقيام بعمليات الرقابة والمتابعة الميدانية لحسن الأداء والالتزام بموجب التعليمات ومتابعة أوضاع الحجاج للتأكد من راحتهم وسلامتهم خلال مراحل تنقلهم بين مدن الحج وفي المشاعر المقدسة وهي لجان مكونة من مندوبين عن إمارة منطقة مكة المكرمة أو المدينة المنورة كل في حدودها الإدارية ووزارة الحج ووزارة النقل والأمن العام.
وقد باشرت هذه اللجان الميدانية أعمالها منذ بداية شهر ذو القعدة وستتواصل عملها حتى مغادرة كافة الحجيج إلى بلادهم سالمين غانمين بإذن الله حيث تم تجهيز هذه اللجان بكافة ما يلزمها من آليات حديثة وإمكانات جيدة لاداء مهمتها على أكمل وجه وفقا لتوجيهات سمو أمير منطقة مكة المكرمة رئيس الهيئة العليا لمراقبة نقل الحجاج.
وفي نهاية التقرير تم استعراض ما لدى اللجنة التنفيذية لمراقبة نقل الحجاج من مهام وأعمال قيد الدراسة حيث تم استعراضها بأخذ توجيهات الهيئة العليا لمراقبة نقل الحجاج بشأنها حتى يتم استكمالها والرفع بنتائجها النهائية للهيئة، كما تم العرض على الهيئة بالتوصيات التي ارتأتها اللجنة التنفيذية لمراقبة نقل الحجاج لتطوير الأداء والإجراءات المتعلقة بعمليات نقل الحجاج وتم اتخذا القرارات المناسبة بشأنها.
عقب ذلك قدم رئيس لجنة التصعيد والنفرة بوزارة الحج عرضا مفصلا بخطط واستعدادات لجنة التصعيد والنفرة لموسم حج هذا العام الهادفة إلى القيام باستكمال تصعيد كافة الحجاج من مساكنهم بمكة المكرمة من مرحلة التروية ثم إلى عرفات للوقوف على صعيدها الطاهر يوم الوقوف بعرفات ومن ثم متابعة استكمال نفرتهم إلى مشرع مزدلفة للمبيت بها ومن ثم نقلهم إلى مخيماتهم في منى لقضاء أيام عيد الأضحى والتشريق بها قبل العودة إلى منازلهم في مكة المكرمة استعدادا لمرحلة العودة إلى بلادهم أو السفر إلى المدينة المنورة.
وأوضح رئيس لجنة التصعيد والنفرة أنه تم وضع خطط وإجراءات تصعيد ونفرة الحجاج بما يتوافق مع كافة المتطلبات الوقتية والشرعية ومراعاة مذاهب ورغبات الحجاج مع الحرص على عدم تدفق الحافلات دفعة واحدة على الطرق لتفادي التكدس والازدحام المروري حرصا على سلامة وراحة الحجاج.
وعلى ضوء ما سبق من توجيهات للمقام السامي بشان التوسع في عمليات نقل الحجاج بنظام النقل الترددي بين المشاعر المقدسة تدريجيا ليشمل كافة فئات الحجاج بمتابعة وإشراف من سمو أمير منطقة مكة المكرمة رئيس الهيئة العليا لمراقبة نقل الحجاج لتحقيق توجيهات القيادة الرشيدة فقد اعتمدت المبالغ اللازمة للعمل على تنفيذ المرحلة الثالثة للنقل الترددي ليشمل نقل حجاج مؤسسة إيران وحجاج مؤسسة دول إفريقيا غير العربية والذي يبلغ عددهم 275 ألف حاج حيث أوضح انه تم مباشرة العمل في تنفيذ المشروع هذا العام وسيكون جاهزا للاستفادة منه لنقل حجاج المؤسستين خلال موسم حج عام 1431هـ.
عقب ذلك تم مناقشة عدد من الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال واستعراض المقترحات والتوصيات المرفوعة بشأنها حيث قامت الهيئة العليا لمراقبة نقل الحجاج باتخاذ القرارات المناسبة حيالها لتقوم اللجنة التنفيذية لمراقبة نقل الحجاج بمتابعة تنفيذ تلك القرارات.
وفي نهاية الاجتماع أكد سمو الأمير خالد الفيصل على ضرورة وأهمية حشد كافة الإمكانات وبذل أقصى الجهود خلال المرحلة المقبلة لتقديم أعلى مستوى من الخدمات لضيوف الرحمن وتوفير كافة ما هو متاح من تلك الإمكانات لتحقيق سلامتهم وراحتهم بدا من لحظة وصولهم وحتى مغادرتهم.
الجدير بالذكر أن هذا الاجتماع يأتي في إطار مجموعة الاجتماعات واللقاءات التي عقدت منذ انتهاء أعمال موسم حج العام الماضي للاطلاع على كافة الملاحظات والسلبيات ومناقشتها والعمل على تلافيها خلل هذا الموسم لتقديم أفضل مستوى من الخدمات لحجاج بيت الله الحرام وزار مسجد نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم.