Al Jazirah NewsPaper Thursday  12/11/2009 G Issue 13559
الخميس 24 ذو القعدة 1430   العدد  13559
سلام اللقاءات
هدى ناصر الفريح

 

لا ريب أن الثروة المعرفية سهَّلت اللقاءات.. فبعيداً عن المؤتمرات السياسية والاقتصادية التي تصدرت أحداثنا وأحاديثنا كذلك لفترة طويلة, ها هي تظهر وبقوة حضارية المؤتمرات العلمية والندوات الأدبية والمحاضرات الدينية والدورات التدريبية والورش العملية، وتنعقد بشتى الوسائل التكنولوجية ولاحت لأفراد المجتمع تربة خصبة جاذبة تعدو الأقدام إليها، وتتطلع العقول نحو ماهيتها ونراها تجتمع مع بعضها محبةً لا كراهيةً وارتشافاً واعياً لا سوقاً مغيباً, ولعل الجميل الملاحظ في مثل هذه اللقاءات في أيامنا هذه هو اختلاف الأعمار وتفاوتها في اللقاء الواحد منها.. والأجمل هو الرغبة الذاتية التي تبصرها في أعين كل من يأتي إليها.. إما ليطلع على شيء جديد أو يثري ذاته بعلم وثقافة يود الاستزادة منها والتظلل بنعيمها أو التحاور معها.. إما لتوافق أو تضاد وتبيان حق.. أو إبداء رأي.. أم لأجل الاطلاع على حقيقة قائمة من مصدرها وإن خالف حاضرها سمعاً أو قراءةً شيء منها.. إلا أن ثقافة لقاءات المجالس ما زالت تتصدر كأكثر اللقاءات الثابتة الدورية، بل والمبالغة الصدامية التي تتسبب في اختلافنا مع الآخر والمبالغة في عدم تقبلنا له فضلاً عن رأيه وفعله الذي يكاد يشير في بعض اللقاءات إلى قيام حرب أهلية فكرية في المجلس الواحد! على الرغم من توافق الرؤى كثيراً إلا أنه التشدق وعدم الرغبة في الإنصات والحوار والرمي المجحف والمهلك للآخر الذي ما أنزل الله به من حكم!

نعلم جميعاً في بئر ذاتنا النابع أنه قد تتعارض الآراء ويتباين الوعي بين هذا وذاك.. وقد يخطئ البعض كثيراً أو قليلاً.. وهذا حال البشر ولعل ذلك أفضل بكثير من أن تتشتت العلاقات الإنسانية وتهدر كرامة بني آدم في غيبته ويذاب بمكر علماء ومفكرين وباحثين ومجتهدين.. وتقبر مجتمعات وفئات في صراعات مستبدة ديكتاتورية ومخجلة في زمن قد هُيئت فيه كل سبل السلام والتقارب والاحتواء..

أيا وطنا أروم لك المعالي ... وعيشا مستقلا وانتظاما

كل فرد من هذا الوطن الصاعد بحاجة لسلام ذاتي ولا يتحقق ذلك إلا بإبداء الرأي بسلام ليستطاب الكلام لدى فكر الآخر أياً كان, ولنرفع وعينا كما نحن في لقاءاتنا المخصصة ونحيي اللقاءات وبخاصة لقاءات المجالس بما فيه تعاضد أكبر لفهم أكثر.

مثل هندي

القلب المتمتع بالسلام يرى عرساً في كل القرى.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد