Al Jazirah NewsPaper Thursday  12/11/2009 G Issue 13559
الخميس 24 ذو القعدة 1430   العدد  13559

الأسرار
شعر: عبدالله محمد باشراحيل

 

يا ربّ يا مبتدا التكوين والأزل

يا عالم الغيب رب الناس والرسل

ما كنت أعلم والأسرار خافية

يدق عن فهمها عقلي ومحتملي

سرّ السرور وسرّ الحزن منبهم

أبكي وأضحك مجبولاً على النقل

أُريد راحة نفسي كيف أبلغها

بحثت عنها ولم أعثر على أملي

عشت الحياة وآلامي مبرحة

مشغولة وأنا منها على شغل

ملكت في دُنيتي الأموال طائلة

ما أسعدتني سوى بالجود والعمل

وتلك بهجة نفسي حين أنفقها

للمدقعين وللأخيار في عجل

ومن يظن بأن المال يسعده

هو الفقير من الإحساس بالمُثل

لكنه هبة الديان يكسبه

لمن يشاء وجيب الميت منه خلي

أرود عمري تُعْييني مقاصده

مجاهد والأماني تقتفي سبُلي

أريد شيئاً وأشياء فأدركها

وما تحقق يدعوني إلى الملل

أحار في كل شيء وهو يُقلقُني

به أعيش أسير الفكر والجدل

وأسأل المعجزات العلم كشفها

وأنظر الكون آياتٍ من النحل

أرمي بسهم ظنوني أبتغي أثراً

يُجيبني عن مصير الدهر والأجل

وألتقي كل أفكاري محجبة

إلا من الخوض في الأحلام والهزل

ما عدت أعرف إلا ما يُخاطبني

به الشعور يقويني على وجلي

مَن المعين على دهر فواجعه

كما الصخور هوت من قمة الجبل

من شقوة الإنس أن العقل أورثها

ما يجعل النفس بين الهم والعلل

ترى التشاغل بالآراب مُلتجأ

ومهرباً من دواهي الأرض بالحيل

وما الحياة نعيم أنت ناظره

إلا على قدر ميسور من الجعل

كأنك الخادم الموفور مطعمه

لا أنت تملك ما تحوي من النفل

الملك أن تملك الأشياء خالدة

فكيف والدهر موقوت على بدلِ؟

كل يغادر عن دنياه مرتضياً

إلى الغيوب فلا حول لمرتحل

خذ من زمانك ما تهوى مصانعة

واضحك له ضحكة المطبوع بالخجل

وكن إلى غرر الأيام منتبهاً

لكل ما يحمل السلوى عن الزلل

تعبت كم أرتجي الآمال تنجدني

من صولة الظلم والآثام والخطل

وما يئست ولكني رأيت هدى

يقودني ضوؤه للخالق الأزلي

آراه سر نجاتي حين تفجؤني

من الزمان شكول الحادث الجلل

كل النفوس بها الآلام ساهرة

لم تلق إلا الذي يشكو من التّكل

مقادر شاءها الرحمن مقتدراً

واللطف يسبق ما ألوي بمتكل


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد