صَمَتَ دهراً، ونطق كُفراً، هكذا هم الذين يدعون الدعوة إلى الإسلام فيسيؤون إلى الإسلام الدِّين القويم، من خلال تجريده من كلِّ مضامينه الروحية والدينية، وتحويله إلى مجرّد حزب سياسي تنضم إليه مجموعة من الناس، وتعارضه مجموعة أخرى، وتحاربه مجموعة ثالثة.
هكذا هم مجموعة الإخوان المسلمين الذين يختزلون الإسلام العظيم بتوجيهاتهم السياسية، وهؤلاء الذين يدّعون وحدهم فَهْم الإسلام ظلّوا صامتين عن إثم وإجرام المتسللين الذين اخترقوا أرض المملكة، واعتدوا على سكان القرى السعودية الآمنين، ونهبوا أغراضهم وممتلكاتهم وسرقوا المواد الغذائية من البقالات، ولم يصدر أي شيء عن هذه الجماعة التي حصر تمثيل الإسلاميين بها. ورغم استنكار العديد من الدول والجماعات لجريمة الخارجين على القانون وعلى الشرعية في اليمن، ومحاولتهم جرّ المملكة العربية السعودية إلى عبثهم، إلاّ أنّ الإخوان المسلمين وأفرعهم ظلّوا صامتين، حتى صدرت الإشارات ممن حرّضوا المتسللين من اليمن إلى أرض المملكة العربية السعودية، فقد دعا مهدي عاكف مرشد الإخوان المسلمين إلى وقف الاشتباكات الدائرة على الحدود السعوية اليمنية، ودعا الجيش اليمني إلى وقف مطاردة المتمردين الذين أشعلوا حرباً وللمرة السادسة، وقودها أهل اليمن ومدنيّوها الأبرياء.
ست حروب والمتمردون في اليمن يشنّون المعارك، ويعلنون التمرد، ويجنّدون أبناء القبائل الشمالية بالقوة، ومن لم يستجب لدعوتهم المشبوهة يُقتل ويُسجن ويُعذَّب وتُصادر أمواله، ومع هذا لزم مرشد الإخوان المسلمين الصّمت.
قام المتمردون بالاستيلاء على المدارس، وخاصة مدارس تحفيظ القرآن الكريم، وحرقوا المساجد واعتدوا على المصلين طوال أكثر من ستة أعوام، وقد أعلنت الحكومة اليمنية هذه الأحداث، وكشفت عن كلِّ المعلومات والجرائم التي ترتكبها طغمة المتمردين التي تأتمر بما يصدر إليها من تعليمات من خارج اليمن.. ومع هذا، ومع معرفة الإخوان المسلمين ومرشدهم، ظلّوا صامتين ولم ينتقدوا أو يعترضوا على الأعمال الشريرة لهؤلاء المتمردين.
ظلَّ مهدي عاكف وفروع حركته صامتين عن إرهاب المتمردين في شمال اليمن، حتى صدرت الأوامر من طهران تطالب بوقف مطاردة هذه الطغمة الفاسدة، بعد أن حاصرتها القوات الشرعية في اليمن والمملكة العربية السعودية.
واللافت أنّ الإشارة بدأت من طهران، حينما طالب رئيس نظام ولاية الفقيه في طهران أحمدي نجاد في مؤتمر صحفي وقف إطلاق النار في شمال اليمن وعلى الحدود السعودية اليمنية.
وكم كانت الإشارات البرقية سريعة بين رئيس نظام ولاية الفقيه في طهران ومن يسيرون على نهجهم، في تشجيع ونشر الإرهاب في بعض الجيوب العربية، وإن سبق الجميع مرشد الإرهاب مهدي عاكف، فالمتوقع أن يحذو حذوهم الآخرون الذين لا يريدون لأصابع الشر على الحدود السعودية اليمنية أن تقطع تماماً ويتخلّص السعوديون واليمنيون من شرورهم.
jaser@al-jazirah.com.sa