Al Jazirah NewsPaper Friday  20/11/2009 G Issue 13567
الجمعة 03 ذو الحجة 1430   العدد  13567

الأشرعة
الإرهاب في مطابع أكسفورد
ميسون أبوبكر

 

ليس بغريب على مطابع أكسفورد البريطانية المعروفة أن تنتقي وتتولى طباعة كتاب (مكافحة الإرهاب ودور السعودية في الحرب عليه) لسعادة سفير المملكة العربية السعودية في باكستان سابقا ثم أخيرا في بيروت علي عسيري، والمكتوب باللغة الإنجليزية مما يمنحه تفردا بين تلك الكتب التي كتبت باللغة العربية عن الموضوع نفسه الذي شغل العالم أجمع بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، التي سببت رعبا كبيرا للأمريكيين اضطرهم للتعامل بحذر مع العرب، فقد كانت تلك الأحداث بمثابة القنبلة التي فجرت هوة كبيرة ما بين الشرق والغرب.

تناول العسيري الإرهاب بأنه لا دين له وبرأ ديننا عن انتسابه له أو تبنيه، فهو ظاهرة مَرَضية ظهرت في كل الأديان والبلاد وأكد رؤيته هذه من خلال تناوله للموضوع قبل ألفي عام، وقد اتخذ من المملكة العربية السعودية أنموذجا حيا وناجحا في مكافحة الإرهاب الذي عانت منه كثيرا وحاولت وضع إستراتيجيات نجحت في القضاء عليه ونزعه من جذوره.

للإرهاب أسباب كثيرة ومتعددة لعلها من أبرز النقاط التي تحدث عنها العسيري في كتابه الذي هو أطروحة رسالة الماجستير التي نالها من قبل جامعة برستون الباكستانية حيث كان سفيرا للمملكة لثمانية أعوام، قد تختلف أسبابه وقد تتشابه باختلاف الأنماط المعيشية والأفكار والعادات والديانات والفروق الجغرافية بين الدول، لكن الذي لا اختلاف فيه أن الإرهاب يشكل خطرا كبيرا ولا بد من التصدي له بالأساليب الممكنة وتعتبر المملكة المثل الأبرز للتصدي له سواء لأنها تعرضت لبراثن المخربين والإرهابيين في عمليات استهدفت أمنها واستقرارها أو لأن الكثير من الجهات على أرضها تبنت بعض الأعمال الإرهابية في الخارج والداخل.

ولعل من أهم السبل والوسائل التي أثرت في التصدي له ومكافحته دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين الأديان والذي يعد رسالة نبيلة ودعوة لها أبعادها بخاصة من زعيم دولة لها ثقلها وحضورها ودورها الفاعل كالمملكة العربية السعودية، وكذلك أعطت الدعوة إلى حوار الثقافات والأديان صورة حقيقية عن الإسلام دين التسامح والحوار.

إن تناول سعادة السفير علي العسيري لهذه الظاهرة الخطيرة (الإرهاب) يمثل عميق خبرته وتجربته بهذا الجانب الذي عمل في مجاله من خلال عمله بأمن السفارات وفي القوى الأمنية السعودية ثم سفيرا لبلاده في باكستان ومؤخرا في بيروت والذي لخص ثمار تجربته وخبرته في هذا المجال من خلال بحثه وإعداده الجيد لكتابه الذي لقي أصداء واسعة على المستويين العربي والغربي ولا بد أن أنوه هنا لكتب وبحوث عن الموضوع ذاته للأستاذ علي العسيري سبقت هذا المؤلَّف مما يعني اشتغاله بها عميقا.

هذه الظاهرة التي أثارت قلق العالم والتي تعتبر من القضايا المتجددة وبأشكال مختلفة والتي يعيشها العالم بكل نتائجها وتداعياتها كان لا بد من إلقاء الضوء عليها وعلى الطرق لمقاومتها وإخمادها وكذلك درء الاتهام عن ديننا الحنيف بتبنيها أو الانتساب إليها بأي شكل من الأشكال، ليس دفاعا بل توضيحا لبعده كل البعد عن كل ما يمكن أن يعيث في الأرض فسادا أو يعبث بالأمن واستقرار الشعوب.

نحن في أمس الحاجة لإيصال فكرنا ومواقفنا وآرائنا للغرب وبلغتهم وقد جاء هذا الكتاب كصوت نافذ لا بد أن يحقق حضورا لافتا، والذي شارك في هذا طبعه في أكبر دور النشر التي ستحسن توزيعه وتقديمه لأكبر شريحة ممكنة من الذين لا يجيدون العربية.

***

* من آخر البحر لسمو الأمير بدر بن عبدالمحسن

يا طيور الليل كافي هالوقوف

ارجعي لأقصى المنافي والكهوف

والذي خص (الجزيرة) بالضيا

ما ذخرنا لك سوى حد السيوف

يا بلادي.. وإن سأل عنك غريب

انتي شمس السيف وظلال العسيب

انتي ارض الله فيك الشرع خالد

وهذا عبدالله لنا ملك ووالد

maysoonabubaker@yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد