قبل يام سعدنا بخبر عن تأسيس جمعية للكاريكاتير التي لحقت بشقيقاتها الجمعيات الأربع التشكيلية والمسرحية والخط العربي والتصوير الفوتوغرافي، وبهذا تضيف وزارة الثقافة والإعلام في عهد وزيرها الدكتور عبد العزيز خوجة ممثلة في وكالة الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام لبنة جديدة مع تلك الجمعيات وبجهود متواصلة من وكيل الوزارة الدكتور عبد العزيز السبيل يشهد عليها كل منتسب لتلك الجمعيات التي ستبقى في ذاكرة الأجيال المبدعة روادا أو شبابا بعد أن كانت أحلاما طال انتظار تحقيقها، ومع أن هذه الجمعيات جاءت متأخرة نوعا مع ما يقال إنها بالفعل جاءت متأخرة لأسباب من أبرزها جهل البعض بأهمية تأسيس هذه الجمعيات والبعض الآخر يرى فيها ازدواجية مع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في وقت سبقنا فيه بتأسيس جمعيات مماثلة في الخليج ومنها الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية قبل أربعين عام، إلا إننا قادرون بإذن الله على أن يكون لنا الدور الفاعل والقيادي على المستوى العربي والعالمي.
نعود لجمعية الكاريكاتير التي أثارت في نفسي الكثير من الفرح المشوب بالخوف فعدد الخمسة رسامين للكاريكاتير المبدعين فيه المعروفين والذي تشكل منهم مجلس إدارة جمعيتهم مؤشر على أنهم سيواجهون صعوبات اجزم بأن الزمن كفيل بتجاوزها بالصبر، إذا وضعنا مقارنة بين هذا المجلس ومجالس الجمعيات التي سبقتهم وأشرنا إليها في بداية المقال، فمع كثافة إعداد المنتمين لتلك الجمعيات إلا أن (المتفاعل) منهم قليل ما يذكر بقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (الناس كإبل مائة لا تجد فيها راحلة).
أنا هنا لا احبط العزائم وإنما اكشف للزملاء الأحبة في هذه الجمعية ما صدمنا به في جمعية التشكيليين من تراجع وتخلي التشكيليين عنها مع كثرتهم التي تغطي كافة المناطق، مع علمهم أن انضمامهم لها سيكون اكبر داعم ومساند يريح الجمعية من انتظار ميزانية الوزارة أو البحث عن مصادر دعم يسبقها (استجداء) لتسير نحو المنافسة وارتقاء بمكانة هذا الفن بدعم الأقربون إليه.
لكننا أيضا نبارك للأحبة رسامي الكاريكاتير أعضاء مجلس الإدارة أو من سيلحق بهم كأعضاء في الجمعية الذين أثروا الساحة بعطائهم وبادروا بطرح الفكرة التي وجدت الحضن الدافئ والاهتمام على أعلى مستوى ما يجعلهم واثقي الخطي، يغردون داخل السرب، كما أن في هذه الموافقة وهذا التفرد للكاريكاتيريين ما يؤكد أهمية إبداعهم وان لهم حق كما لغيرهم في إدارة مجالهم عكس ما يشاهد من إدراج هذا الإبداع ضمن جمعيات الفنون التشكيلية، مذكرا أن هناك جمعيات عالمية مماثلة وواحدة عربية على حد علمي هي الجمعية المصرية للكريكاتير.
MONIF@HOTMAIL.COM