الحج عبادة عظيمة وشعيرة جليلة يجب على كل مسلم أن يؤديها على الوجه المشروع الذي بينه الله في كتابه وبينه رسوله - صلى الله عليه وسلم - في سنته.
وأن يختار الحاج الرفقة الصالحة التي تعينيه على أداء هذه العبادة.
والذين يتعهدون مع الناس في حملات الحج مقابل مال يدفع لهم لقصد إيصالهم إلى مكة وتمكينهم من أداء الحج والتنقل بهم إلى المشاعر المقدسة وأماكن العبادة في مكة، قد تحملوا أمانة ومسؤولية، عليهم أن يكونوا محلاً لها، وأن لا يكون الهم والمقصد هو الربح المالي فحسب، فإذا كانت النية صالحة في نفع الناس وإعانتهم على الحج يسر الله لهم كل الأسباب المعينة ومنها الحصول على المال وجعل الله فيه الخير والبركة.
وليتذكر صاحب الحملة في الحج أنه قد التزم مع الحجاج في أداء الأمانة والوفاء بالوعد والعهد والله تعالى يقول: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}، ويقول تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ}، ويقول سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ}، وهذا الإلتزام عهد وميثاق والله تعالى قد أمر بالوفاء بالعهد وأدائه لأهله في قوله سبحانه: {وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً}
فالذهاب للحج عبادة وشعيرة من شعائر الإسلام وإذا استيقن المسلم ذلك علم عظمة هذا الأمر الذي تحمله وخاصة فيما يتعلق بحقوق الناس، فمن لم يستطع الوفاء ولا الإلتزام ولم تتوافر لديه القدرة ولا المعرفة الكافية بتوصيل الحجاج في أداء مناسكهم فلا يجوز له أن يجتهد في ذلك أو أن يتحمل ما لا يستطع، فمن فعل فقد غش إخوانه المسلمين وتسبب في إيصال الأذى والضرر لهم وإذا وجد مثل ذلك فإنه يحول الحج إلى خصام وجدال وصخب ولغو بسبب عدم الوفاء بالشروط في العقد.
فلا يكون هم القائمين على الحملات النظرة المادية والمصلحة العاجلة فحسب، وعليهم أن يراجعوا أنفسهم ويتقوا الله في الحجاج ويلتزموا بالأنظمة التي وضعتها الدولة لهم، كما هو معروف ومتبع، فإن الحج عبادة وليس سفر نزهة أو رحلة سياحية، فمن تحمل الأمانة وجب عليه القيام بها على الوجه الأكمل والأتم ولا ننسى أن هناك حملات تقوم بواجبها خير قيام وترعى الحجاج منذ ذهابهم إلى رجوعهم وهذا هو المؤمل في الجميع..والله ولي التوفيق.
* وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية