Al Jazirah NewsPaper Friday  20/11/2009 G Issue 13567
الجمعة 03 ذو الحجة 1430   العدد  13567
صندوق الحكايات
الرئيس الحرامي!

 

يحكى أنه عندما تخرج الرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت من جامعة هارفارد كان عليه أن يسافر في اليوم نفسه إلى نيويورك، وبينما هو يمشي ببطء التفت إلى أن أمامه فرصة ضيقة ولا يملك إلا وقتا قصيرا جدا للحاق بالقطار، فأخذ يجري مسرعا إلى محطة القطار فإذا به يصطدم بطفل صغير كان قد خرج لتوه من أحد الأحياء فوقع روزفلت والطفل على الأرض، وبدأ الطفل الصغير يبكي بصوت عال فأخرجت أمه رأسها من الشباك ولما شاهدت ابنها يبكي بصوت عال رفعت صوتها بالصراخ، فحاول روزفلت أن يهدئ من روع الطفل محاولا شرح ما حدث لوالدته إلا أن محاولته باءت بالفشل، هنا وجد روزفلت نفسه في مأزق فحاول أن يلهي الطفل بأي شيء ليكف عن البكاء فأخرج من جيبه دولارا ولوح به للطفل إلا أن هذا الأخير طرح به على الأرض، وبدأ يرفع صوته أكثر من السابق فانفتحت نوافذ كثيرة وأطلت منها وجوه كثيرة ومختلفة، فانحنى روزفلت ليلتقط دولاره فبدأ للناظرين وكأنه يحاول أن يسرق الدولار من الطفل فارتفعت أصوات الشتائم تنهال عليه فلم يجد حلا إلا مواصلة الهروب، فأخذ يعدو بقوة نحو المحطة وبينما هو كذلك لاحظ أن رجلين أو ثلاثة يتبعونه ولكنه واصل الجري فدوت صفارة الشرطة فلم يلتفت إليها وانضم إلى مطاردته العديد من الأشخاص.

هنا وصل روزفلت إلى المحطة وأخذ يعدو بين القضبان وفيما هو يسمع صوتا يصرخ: هو ذا أمسكوه نجح في اللحاق بالقطار وهو يتحرك ببطء وقفز فيه ونجا من مطارديه!. لقد تعلم روزفلت من هذه الحادثة درسا مهما حيث قال: إن السبب الرئيسي الذي حول مشكلة صغيرة إلى كبيرة نفعتني الصدفة وحدها للتخلص منه، هو أنني لم أقم بحل المشكلة وبدلا من ذلك حاولت أن أهرب منها بإعطائي دولارا لأشغل الطفل به وهذا الأسلوب لا يصلح لمواجهة الصعاب والأمور المعقدة .

ولقد قرر من يومها أن يواجه المشكلات ويهجم عليها وحينما أصبح رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية اشتهر بأنه رجل الأزمات الصعبة.

(واجه مشكلاتك منذ أن تكون صغيرة واعمل على حلها حتى لا تحولها لوضع أسوأ)




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد