ما إن تنقضي مواسم إلا وتأتي مواسم أخرى حافلة من عام دراسي جديد إلى إجازة وأعياد وسفر ورحلات ومناسبات أسرية من حفلات زواج ونجاح ولقاءات وأصحاب.

وتجري الليالي باجتماع وفرقة، وتطلع فيها أنجم وتغور. وجميعها مواسم يسبقها رحلة طويلة من الاستعداد لها فكل منها يحتاج إلى أشياء جديدة بتفاصيل تختلف من جنس لآخر في دقتها، من أدوات جديدة وخطط معدة وميزانية مستقلة وخطوات متتالية لأماكن عديدة.. وأنفاس لاهثة! ولو تأمل كل منا أحد استعداداته لموسم ما منها لوجد كم من الأشياء التي فعلها وكم من الطرق التي سلكها وكم من الأماكن التي ذهب إليها وكم من الأشخاص قابلهم، وكيف كانت عليه صورته الشكلية النهائية أمام ما بذل من وقت وجهد لأجل موسم منها، وكم من الممتع النادر أن يجد نفسه قد أدى ما يرضيه وتألق في ظاهره كما كان يبتغيه، ذلك لأن في داخله شيئا أكثر أهمية قد ينقصه من سعادة داخلية تتوافق مع خارجه وسعي للأفضل بها يحقق رغباته ويخلق جمال روحه فتكون مرآة ظاهره له.

فماذا عن تخصيص موسم لذاتك؟

فقط يستلزم بعض جهدك لأجل أن تصلح من نفسك في كل جوانبها من علاقاتك وسلوكياتك وعاداتك مع ربك ثم نفسك ومن حولك.

فالنفس غالية فلا تجعلها دونية مبهرجة في الظاهر مستضعفة في الداخل، ولك أن تتخيل ماذا ستكون حياتك عليه حينما تبذل بعض جهدك في إصلاحها فترى أثر ذلك علوا واعتزازا بنفسك وسلاما يطمئن به قلبك ويطيب به فكرك وسلوكك فحياتك كلها.. اعقد العزم من أجل ذاتك.

وإليك هذه الومضات المعينة لتحلق في بدء موسم حافل بإنجازاتك:

* تساءل واستخرج ما الذي تريد أن تكون عليه؟ ما الذي سيسعدك في ذاتك حينما تصلحه ؟ وما هو الأثر والإنجاز الذي تتمنى تحقيقه وتتركه من خلفك في الدنيا.. وتذكر :{وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ}.

* حدد ما تريده وضع خطتك على قدر استطاعتك وتذكر: (قليل مستمر خير من كثير متقطع).

* حدد متى سيبدأ انطلاق موسمك الإصلاحي الممتع؟

* حدد المعينات لك في موسمك وكأنها الأماكن التي ستجد حاجتك فيها مثلا أصحاب وزملاء معينين ومحفزين لك وأيضا كتب قيمة تثري جانبك الذي حددت إثراءه أو محاضرات ودورات تطويرية أو أشرطة نافعة أو برامج تعليمية وتذكر: (إنما العلم بالتعلُّم).

* في كل طريق ستجد القدوات والنوابغ، اسلك مسلكهم واسألهم ما تجهله وما تود معرفته واستشرهم واحضر مجالسهم. وتذكر: (الاحتكاك بالعظماء يعلمك باستمرار).

* ضع خططا بديلة وابدأ التنفيذ بخطتك الأولى.. نفذ.. نفذ.., وتذكر: (عند مواجهة الصعوبات دوما ما يكون الثابت الوحيد فيها هو مرورها) فكن صبورا طموحا مُجِدا..

* اشكر الله واسأله العون والتوفيق وتذكر: (اللهم أرني الحق حقا وارزقني اتباعه وأرني الباطل باطلا وارزقني اجتنابه).

* انطلق بأريحية ونفس زكية مستمتعا بصناعة موسمك الذي حتما سينقلك لأعلى درجات الرضا والتألق الأنيق الداخلي والخارجي.