بصراحة لم يكن أكثر المتشائمين من الرياضيين العرب أو غيرهم يتوقع ولو واحد بالمائة من ما حدث بين مصر والجزائر، وفي اعتقادي أن هذه المشادات والتجاوزات التي تجاوز النطاق الرياضي تحدث لأول مرة ووصل الأمر إلى أعلى المستويات في كلا البلدين، ورغم أن المباراة التي أقيمت على إستاد القاهرة الدولي بحضور أكثر من مائة ألف متفرج وكانت مباراة نظيفة بما تعنيه هذه الكلمة حتى إن الكرت الأصفر لم يخرج إلى مرة أو مرتين بالكثير إلا أن الغريب أن يؤجج الشارع الرياضي كل من إعلام البلدين وانعكاسه السلبي على الشارع الرياضي، وقد رأينا كيف استقبل المنتخب الجزائري بالحجارة - كما سمعنا - وأصيب ثلاثة لاعبين منهم وبعد مباراة سمتها الأخلاق العالية بين الفريقين أعلن من قبل الجزائريين وفاة أربعة مشجعين في مصر وذهب البعض من اللاعبين الجزائرين ووصف ذهابهم إلى مصر بأنهم ذهبوا للعب في دولة إسرائيل، ولقد استمعت إلى صحفيين من كل دولة، وأحد في قناة الكأس يوم الأحد الماضي في برنامج عناوين والذي كان مباشراً، فقد سمعت ما لم أتمن أن أسمعه من شتم واتهام حتى أن الصحفي المصري قال: الجزائر والجزائريون قد تنكروا لموقف مصر معهم في تحرير بلدهم، وكان للصحفي الجزائري رد أقسى من ما قاله زميله المصري، ولم تقتصر الأمور عند هذا الحد فقد ذهبا جميعاً إلى الخرطوم ورفض وزير الشباب الجزائري السلام ومصافحة زميله وزير الرياضة المصري على مائدة رئيس السودان، ولقد سمعت تصريحاً لرئيس وزراء مصر (أبوالغيط) يطالب الجانبين بالهدوء والتزام الحكمة واحترام ما بينهما من علاقات، بعد هذا كله هل بقي من احترام وهل تكون الرياضة أحد أسباب وزيادة في الانتشقاق العربي؟.. هل يعقل أن تتحول الرياضة من متعة إلى نقمة؟.
دائماً ما يكون هناك تصادم بين الجماهير مثل ما يحدث في أوروبا وخاصة الجمهور الإنجليزي والكل يتذكر عندما ذهب المنتخب الإنجليزي إلى تركيا وماذا حدث حيث توفي أحد المشجعين الإنجليز ولكن أن تصل الأمور إلى المستوى السياسي واتهام كل طرف بالآخر بالعدو وإطلاق الاتهامات ووصف كل بلد بإسرائيل فهذا غير مقبول، وقد تعدى وتجاوز الأعراف الدولية.. ولو كنت المسؤول الأول عن الاتحاد الدولي لأبعدت كلاً من مصر والجزائر نهائياً ورشحت المغرب أو تونس عن عرب إفريقيا ليكونا عبرة لغيرهما.. فالرياضة أسمى وأعلى من ما حدث. وعموماً كل ما أقوله مبروك للمنتخب الجزائري الذي سيكون الممثل الوحيد للعرب مع الأسف في جنوب إفريقيا بعد خروج البحرين وعدم تأهل السعودية غير المعتاد وسقوط دولي لجميع المنتخبات العربية الباقية.
مستقبل النصر
أولاً مبروك لجميع النصراويين بطولة شباب النصر والتهنئة يجب أن تكون مفرحة جداً لوجود كوكبة من مستقبل النصر للكرة السعودية قبل أن نبارك بالبطولة المستحقة والتي حافظ عليها شباب نادي النصر وللموسم الثاني على التوالي ورغم محاولة البعض التقليل من الإنجاز معللاً نقص بعض لاعبي فريق الأهلي على الرغم من غياب خمسة لاعبين من النصر مع المنتخب ويكفي أن الفريق حصل على البطولة بدون هزيمة ولكن المصيبة والذي حذرت منها سابقاً هي عدم تثبيت اللاعبين وتصعيد بعضهم للفريق الأول وتحول البعض للأولمبي كما حدث أمام الشباب والذي خسرها 4- 2 وهذه النتيجة أحبطت وألغت فرحة البطولة على الحارس المتميز (عبدالله العنزي) وكذلك زميله أسامة عاشور.. فلقد نادينا مراراً وتكراراً للمسؤولين بالإبقاء على الفريق بأكمله حتى يكونوا جميعهم من يمثل النصر مع تطعيمهم بلاعبين أجانب مميزين، ولكن الواضح أن ما يدور عكس ذلك، وإذا ما تفرق هذا الفريق المميز فلن ترون نصراً يعيد الأيام الجميلة حتى ولو رصدت أموال قارون لهذا النادي الممزق شرفياً وإدارياً، وكلٌّ يغني على ليلاه.
وبمناسبة هذه البطولة يجب أن ينسب لأهله فجميع ما حققته الفئات السنية في النادي يعود بعد الله إلى الداعم الخفي الذي لا يفضل ذكر اسمه والمهندس الإداري النموذجي العقيد خالد الرشيدان، الذي استطاع خلال موسم واحد أن يعمل ما لم يستطع أن يعمل غيره سنوات عديدة، فهو من يقف وراء ترتيب الفريق إدارياً وتنظيمياً وسياسته مع فريق العمل الذين كانوا معه عملوا على صقل المواهب الشابة وإرشادهم وتعريفهم بالانضباط واحترام الخصم لكلٍّ من فريق الشباب والناشئين، ولقد تمنيت من رئيس النادي إعادته مرة أخرى خاصة أنه معجب به جداً، وللمعلومية فالعقيد خالد الرشيد هو أحد منسوبي الحرس الوطني ويشرف على أكثر من ألف وخمسمائة رياضي في أهم القطاعات على المستوى العام، وهو محب للنادي حتى الثمالة ولم يكن يرغب أن يغادر النادي، ولكن قاتل الله المصالح الشخصية والمحسوبيات، فهي من أبعد معظم منسوبي النادي ومحبيه.. ولكم عبرة في أشخاص كثر وعلى رأسهم الأمير محمد بن عبدالله وحسام الصالح وسامي الطويل وسليم عجينة، ولكن هذا هو قدر محبي العالمي هو الحرمان من كل شيء حتى من أعضائه البارزين.
قرارات غير منطقية
مؤسف جداً أن ننشد التطوير ونحن لا نسمعها لتطوير أنفسنا ورغم أن تشكيل لجان لتطوير الرياضة السعودية واستقطاب خبرات أجنبية وطموح القيادة الرياضية إلا أننا نجد من يعبث بمكتسباتنا البشرية ويعمل على هدم وتحطيم نجوم وثروة هذا البلد الحقيقي، فلا المال ولا المعادن ولا غيره يعتبر ثروة مقابل أبناء وشباب هذا البلد الطيب، ولكن انظروا لما يحدث وللأسف أنه منا وفينا فهناك من يحاول التقليل من العمل الذي يحدث للتطوير، وهناك من يهاجم التحكيم ويحاول إحباطه والقضاء على منسوبيه، ولكن بالعمل والاجتهاد يمكن الرد عليهم وإسكاتهم.
إن المحزن والمخيب للأمل أن بعض القرارات التي تصدر من الجهات ذات الاختصاص وخاصة اللجنة الفنية فماذا يفسر منسوبو هذه اللجنة الموقرة إيقاف اللاعبين الذين ليس لهم أي ذنب لما يحدث فأوقف اللاعب عبدالملك الخيبري شهرين بدون ذنب واللاعب كان في مهمة وطنية مع المنتخب وبخطأ إداري من أحد إداريي نادي الشباب.. وأخيراً وليس الأخير اللاعب سعد الذياب أوقف بخطأ غيره مع الرغم أن الاتحاد الدولي يقف دائماً ضد إيقاف اللاعب مهما كان السبب والاكتفاء بالغرامات المالية ومعاقبة فريقه إذا كان الخطأ إدارياً أو قانونياً، ويستثني الاتحاد الدولي إيقاف اللاعب فقط في سوء السلوك أو تجاوزات شخصية ليس لناديه علاقة بها، فهل يعي منسوبو لجنتنا الموقرة مصلحة اللاعب واعتباره إحدى ثروات البلد.
نقاط للتأمل
* حصل خطأ مطبعي الأسبوع الماضي حيث إن الاسم الحقيقي للمنشد الذي تشرف بحضور وتلبية دعوته هو ماجد الضبعان وليس ماجد الضلعان، فأقدم اعتذاري له وأشكره مرة أخرى وجميع صحبه الكرام.
* يوم بعد يوم يزيد إعجابي بما تطرحه الزميلة سمر المقرن من خلال زاويتها (مطر الكلمات) عبر جريدة الجميع (الجزيرة)، وقد يكون مقالها الأخير وموضوعه وأهميته وإشادتها بأحد الكوادر الوطنية في موضوع يهم شريحة من أبناء هذا البلد، فكان موضوعه (فرط الحركة)، فشكراً على الطرح والموضوعية وإلى الأمام يا أخت سمر.
* هل تستطيع لجنة التطوير أن تقدم لها رأياً وتوجهاً للقضاء على الفوضى الحاصلة في بعض المناسبات مثل ما حدث في يوم الجمعة الماضي والتتويج من أهل ذوي القربى!!.
* كل مقال في كل أسبوع سوف أشيد بالحكام السعوديين والمتميزين منهم ومن يجبرك على احترامه منهم ولقد أعاد الحكم فهد المرداسي وزميل عباس إبراهيم مكانة الحكم السعودي، وهناك أسماء قادمة إن شاء الله.
* بعد أن صدقت توقعاتي وآرائي حول بعض اللاعبين وخاصة الأجانب طالب مني البعض الرد على من أساء إليّ، ولكن لن أرد ولن أقول إلا أنني أكبر من أن أرد على جاهل أو على من لا يملك الفكر.
* حديث الأمير سعود بن ممدوح واقعي وديمقراطي وينم على وعي سموه وذكره عن أحقية الهلال بنادي القرن بنبذ التعصب، ولو كنت أتمنى من سموه عدم ذكر بعض العبارات، فالكلمة الطيبة فيها خيراً للجميع.
* بعض القرارات هي من سبب وجود فجوة بين الأندية والاتحادات، وانعكس على اللاعبين، من يلاحظ أن البعض يبكي عندما يخسر ناديه ويضحك عندما يخسر المنتخب.
* ما ابتلي بها بلادنا هذه الأيام ابتلاء من الله سبحانه ومن حاول إقحامنا بهذه الحرب ينطبق عليه المثل الشعبي (ابعده يطأ رجلك) اللهم احفظ هذه البلاد من كل مكروه.
* تقبل الله من الحجاج حجهم وغفر لنا ولهم ذنبهم.. ونلتقي عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي.