تخلصت إيران من حكم الشاه بثورة الخميني عام 1979هـ، لكنها أبقت على كل طموحاته التوسعية، تدخلت في الشؤون الداخلية لعدد من الدول العربية ابتداء من لبنان إلى مصر إلى المغرب، وما طرد المغرب للسفير الإيراني عنا ببعيد.
محاولات التمدد الإيراني لم تعد سرية؛ تحتل جزرا إماراتية وترفض الحوار حولها، وتهيمن على أكثر المناطق حيوية في العراق! ولها في لبنان حزب تدعمه بالسلاح والمال؛ ليكون دائما حجر عثرة في طريق الوحدة الوطنية اللبنانية، ذلك الحزب يحمل الولاء لإيران أكثر من الولاء لبلده، ويضع صور الإيرانيين في مكاتبه والمناطق التي يسيطر عليها، ولا يضع صوراً للرئيس اللبناني! وقد سبق للشيخ القرضاوي أن قال رأياً واضحاً حول ما تقوم به إيران من نشر مذهبها بطرق منظمة ومدعومة بما يشبه أشكال التبشير من خلال المال وتجنيد الإعلام بل وتسليح الموالين لها؛ ما يؤكد أنها تسعى إلى تحقيق أجنده سياسية تهدف إلى السيطرة على بلدان تجاورها أو زرع القلاقل فيها!!
إيران حاولت تصدير مذهبها علناً منذ ثورة الخميني في العام 1979م، لكنها لم تفلح؛ فتوجهت إلى أساليب خفية باستهداف فئات من مواطني دول مجاورة محاولة تأليبهم على مجتمعهم وأوطانهم كما تفعل الآن مع الحوثيين، الذين يبدو أنها تريد أن تصنع منهم ما يشبه حزب الله في لبنان؛ ليكون شوكة في حلق وحدة اليمن واستقراره، وتريد أن تكون لها حدود مع المملكة لتستطيع من خلالها أن تدخل المتسللين والسلاح لزعزعة أمن المملكة؛ فالعداء الذي تنفث بسمومه القنوات المحسوبة عليها تعلن حرباً إعلامية على المملكة منذ عدة أشهر وبلا مبرر ظهر مبرره الآن؛ فقد كانت تهيئ لحرب يقوم بها الحوثيون عنها بالوكالة! والعدوان الحوثي على حدود المملكة الجنوبية سيُدحر إن شاء الله، ولكن تأمين الحدود البرية والبحرية أصبح الآن ضرورة لا مفر منها لقطع الطريق على مخططات الإيرانيين والحوثيين والقاعدة التي تلتقي مصالحهم الآن في هذه القضية التي تمس الأمن القومي العربي، وتكشف عن شر قد اقترب سيطول ضرره وشرره كل أمة العرب. قد يستغرب المرء ردود أفعال بعض الدول العربية تجاه ما يحدث! وإذا كانت المملكة تقوم بتأمين حدودها البرية والبحرية فإنها في الواقع تقوم بالدفاع عن العرب من مخططات بعيدة المدى، ربما تستهدف أكثر من أن يكون لإيران حدود مباشرة مع المملكة في حال تمكَّن الحوثيون من أن يكون لهم حكم ذاتي كما يريدون! لكن اللافت للنظر أنه في هذه القضية الوطنية والسيادية في اليمن، وبرغم أن عدداً من المسؤولين اليمنيين أشاروا إلى دعم إيراني للحوثيين وتم إغلاق المستشفى الإيراني في صنعاء واكتشاف سفينة محملة بالأسلحة؛ ما يعني أن إيران وبشكل علني تحارب إلى جانب الحوثيين ضد اليمن كشعب ودولة ! لكن رغم ذلك لا أجد أي مبرر للصمت الرسمي اليمني في اتخاذ إجراءات دبلوماسية مثل الشكوى ضد إيران في مجلس الأمن وهيئة الأمم وجامعة الدول العربية، حتى الآن لا نسمع إلا مجرد تصريحات وإشارات وتلميحات، ولكن ليس هناك موقف رسمي يمني يوازي الهجمة العلنية الإيرانية على اليمن ووحدته وسيادة أراضيه!
alhoshanei@hotmail.com