الجزيرة - الرياض

سجلت أسعار الذهب أمس مستوى قياسياً جديداً بلغ 1216.8 دولارا للأوقية في المعاملات الأوروبية مع استمرار ارتفاع اليورو مقابل الدولار مما غذى اهتمام المستثمرين بالمعدن النفيس كأصل بديل كما سجل الذهب مستويات قياسية باليورو والجنيه الإسترليني بعد أن عززت موجة شراء من بنوك مركزية وصناديق اهتمام المضاربين بالمعدن وفي المعاملات الفورية جرى تداول الذهب بسعر 1211.90 للأوقية مقابل 1196.00 دولاراً في أواخر تعاملات ببورصة نيويورك أمس الأول إلى ذلك وفيما يتعلق بالشرق الأوسط أكد مجلس الذهب العالمي أن الطلب على الذهب في المنطقة انخفض خلال الربع الثالث من 2009 ثلاثة أضعاف أي بنسبة 300%، مقارنة بالزيادة القوية غير المتوقعة التي سجلها الطلب في الربع الثالث من عام 2008، إلا أنه ارتفع بمقدار 6% في مستويات الربع الثاني من 2009م.

وبلغ إجمالي الطلب المُسجل على الذهب في الربع الثالث من 2009م 800.3 طن، بما يعادل 24.7 مليار دولار أمريكي، مسجلاً زيادة قدرها 15% عن الربع الثاني. ويرجع ذلك إلى أن مميزات الاحتفاظ بالذهب كقيمة وثروة لا تزال مصدر جذب لكلٍ من المستثمرين والعملاء. كما ارتفعت نسبة الطلب على المجوهرات والاستثمار في الأسواق غير الغربية بعد أن سجلت انخفاضًا كبيرًا في الربع الأول، بينما بدأ الطلب على المشغولات من الذهب في استعادة مكانته، استجابةً للتحسن في الأحوال الاقتصادية، جاء ذلك في تقرير نشره مجلس الذهب العالمي.

وقال أرام شيشمانيان، المدير التنفيذي لمجلس الذهب العالمي: (في الوقت الذي تلوح فيه علاماتٍ تشير إلى تحسن مستويات الطلب على الذهب في المنطقة، فمن السابق لأوانه أن نقول متى يمكن لنا أن نرى العودة مرة أخرى إلى المستويات المعهودة بشكلٍ أكبر بالنسبة للطلب؛ فقد أصبح سعر الذهب المرتفع، والتذبذب الذي شهده السعر المحلي مؤخرًا يشكلان عاملين رئيسيين في التأثير في الطلب، إلا أن هذا أيضًا اقترن باستمرار حالة من عدم التأكد حيال الظروف الاقتصادية في المنطقة، ولاسيما في دبي، إلى جانب تراجع أعداد السائحين).

وتُظهر اتجاهات الطلب خلال الربع الحالي ما تتسم به طبيعة سوق الذهب من تنوعٍ ونشاط؛ وهو الأمر الذي أدى إلى ارتفاع في أسعار الذهب. هذا وقد شهدت الإشارات المبكرة على تعافي الاقتصاد وتحسن ثقة المستهلكين حدوث ارتفاع في الطلب على المجوهرات والمشغولات الذهبية مقارنة بالربع السابق، إلى جانب الانخفاض الملحوظ في حركة تحقيق الأرباح التي شهدتها الأسواق في مطلع العام الحالي.

وفيما يتعلق بالاستثمارات، فإن الوضع بشكل عام يبدو إيجابيًا، على الرغم من وجود قلق نتيجة حالة التذبذب الاقتصادي وأسعار العملات، والمخاوف المتزايدة بشأن التضخم، والبحث عن تنويع الاستثمارات. وفي القطاع الرسمي، توقعنا أن نشهد اتجاهًا مستمرًا من البنوك المركزية نحو تنويع حجم تعرضها لمخاطر في تعاملاتها بالدولار في صالح مستودع القيمة الذي أثبت جدارته وهو الذهب.

إن الحجم العام للطلب على الاستثمار الذي تم تسجيله، الذي يتضمن تبادل الذهب بالأموال المتداولة والصكوك والقطع النقدية، قد بلغ227.2 طناً، مسجلاً زيادة طفيفة عن مستويات الربع الثاني، ولكن بانخفاض بلغ 64 % عن أقصى مستويات الربع الثالث لعام 2008، هذا وقد تراجع إجمالي معروض الذهب بشكل طفيف في الربع الثالث عن القيمة التي سجلها بواقع 833.0 طناً، مسجلاً انخفاضًا بنسبة 8% عن الربع الثاني وتراجعًا بنسبة 5% عن أدنى المستويات السابقة لهذا العام.