الجزيرة - جمال الحربي:
قال معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل إن المتأمل في حال المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد الإمام المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- ومروراً بأبنائه الكرام البررة الأوفياء حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك الإنسانية والسلام ورجل الفضل والعطاء والوفاء يرى ما يسره وتقر عينه ويطمئن إلى أن هذه المملكة تحظى بكل خير وتعاون على البر والتقوى وحزم وعدل وإعطاء كل ذي حقٍ حقه وذلك بالبحث عن كل الوسائل والأساليب والمناهج والطرق التي تسعد أبناءها وتعمل على جعلهم ينعمون بالأمن والنعم والخيرات ويتفيأون ظلال الأمان والإسلام ورغد العيش في كل بقعة من بقاعها بل وفي كل شبرٍ من ثراها الطاهر.. ووأضح أبا الخيل أن ما حدث قبل عيد الأضحى المبارك من تلك السيول والأمطار والتي هطلت على عموم مناطق المملكة وبالأخص أمطار جدة والتي حصل من جرائها بعض الأضرار لعدد من أبناء تلك المحافظة سواءً في أنفسهم أو في ممتلكاتهم أو في أقربائهم أو غير ذلك.. وقد بادرت حكومة خادم الحرمين الشريفين في بذل كل ما يُستطاع مادياً ومعنوياً من أجل رفع معاناة هؤلاء المتضررين من السيول ودمدمت جراحهم ولملمت شملهم والبحث عن كل ما يعيد لهم الطمأنينة والحياة المستقرة.. وقد كان هذا التوجيه الكريم والخطاب الملكي الشجاع بلسماً شافياً ودواءً كافياً وعلاجاً ناجعاً لما تمخض عن هذه الحادثة من أضرار, مضيفاً بأن هذا الخطاب جاء بعد أن تكلل موسم حج هذا العام بالنجاح وعودة الحجاج إلى بلادهم سالمين غانمين.. حيث كان حج هذا العام متميزاً بكل معطياته ومراحله وأماكنه وخطواته والأعمال التي أُديت فيه.
وأكد أبا الخيل أن بادرة الملك عبدالله رجل الوطن الأول والقائد الفذ المحنك الذي جعل وطنه وأبناء هذا الوطن همّه الأول وشغله الشاغل في إصدار خطاب ملكي تاريخي كريم يتضمن أمرين.. الأمر الأول هو التوجيه بإعانة كل متضرر وخصوصاً من استشهد جراء تلك السيول الأمر الذي معه يجعل كل من علم به أن يقول بأنها بادرة تُذكر فتُشكر.. وأنه من المحامد والمفاخر التي لا تُستغرب على خادم الحرمين الشريفين وتدل دلالة واضحة على عمق الترابط بين الراعي والرعية في وطن الأمان والسلام والسلم والإسلام.وأضاف أبا الخيل أن هذه التوجيه سيكون له آثاره الإيجابية وسيُفعِّل وطنية كل من له علاقة بمن لامستهم هذه اليد الحانية والأبوة القوية من خادم الحرمين الشريفين أو غيرهم من أبناء هذا الوطن.وأبان أن قرار الملك حول محاسبة المقصرين والمؤتمنين لا شك أنه بادرة معهودة عن خادم الحرمين الشريفين في إيجاد كل ما من شأنه إخلاص العمل والتفاني في خدمة الوطن وعدم التقصير في الواجبات الملقاة على عاتق كل مسئول كبيرة كانت أو صغيرة.. ومن هنا سيكون هذا درساً وعبرة وعظة للجميع في تأدية المهام الملقاة على أكمل وجه ويقومون بأعمالهم التي يتولونها على مختلف المستويات والأصعدة إبراءً لذمتهم أمام الله عز وجل.. ثم أمام من ولاّهم المسؤولية.. ولا شك أن هذا الحادث تبين من خلاله وجود الأخطاء والنقائص والتقصير والتي سيضع لها هذا الخطاب الملكي حداً في كل شؤون الدولة ويجعل لها منعطفاً إيجابياً في جميع مناطق المملكة من داء التقصير.
وقال أبا الخيل إن دولتنا المباركة لم تقصر مادياً ومعنوياً وليس علينا نحن أبناء هذا الوطن أن نكون مخلصين وعلى قدر من الأمانة حيث لا يوجد هناك ما يعيقنا من أن نبذل جل المستطاع وقصارى الجهد في أعمالنا لنهضة هذا البلد المعطاء.