تعليقاً على كارثة جدة أقول: إنه ليس بالضرورة أن العلل بجميع أشكالها تقضي دائماً على الإنسان وتُنهي حياته. كثير من العلل التي يتم كشفها ومعالجتها تعيد الجسم أكثر عافية وأفضل صحة من ذي قبل. نعم الجميع هنا يدعو بالرحمة والمغفرة لكل من قضى نحبه في هذه الكارثة، بل إننا نحسبهم شهداء عند الله. كارثة جدة ستصبح تاريخاً، ولكن ما الذي يمنع أن يكون الدور قادماً على من نجوا من كارثة جدة لتظهر عليهم الكارثة بوجه آخر وفي مكان آخر؟ سيحدث ذلك ما لم نتدخل سريعاً لاستئصال شأفة (الخلل) الذي صنع كارثة جدة وأمثالها. والخوف هو أن يكون ما ظهر من خلل هو رأس جبل الجليد.
إنني عظيم التفاؤل بوجود رجل مثل صاحب السمو الملكي خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، الذي يمرر الآن مشرطه باحترافية هائلة على مَوَاطن الألم والمواجع في جدة.
أليس هو الرجل الذي قال مراراً إنه من الظلم أن تبقى بلد بحجم وإمكانات ومكانة المملكة العربية السعودية في العالم الثالث؟ لعله سموه اليوم وهو يتابع شخصياً هذه الكارثة يكتشف بعض خيوط المأساة التي أبقتنا في دائرة العالم الثالث.أسأل الله أن يطيل في عمر هذا الرجل ليسهم بفكره النيِّر وعقلانيته في كشف ومعالجة كل العلل التي أبقتنا في دائرة التخلُّف.