كنت أجلس وحيداً أمام التلفاز وأنتظر نشرة أخبار التاسعة والنصف بالتلفزيون السعودي التي أدمنها منذ زمن بعيد، وفجأة عرفت من محيا المذيع وإخراجه لنظارته أن هناك أمراً هاماً.. وبالفعل كان هناك أمر خادم الحرمين الشريفين حول ما حدث لأهلنا وأحبابنا وديارنا في جدة الغالية.. وبعد نهاية الأمر الملكي الكامل المتكامل الشافي الكافي.. وجدتني أقف مذهولاً وأردد: عشت.. عشت.. عشت.. وأنا أُناجي الصورة الثابتة بالشاشة للملك الوالد القائد الإنسان العادل الملك عبدالله.. فقد شفى وعافى وأراح قلوب الشعب السعودي كله والمحبين والمتابعين من إخواننا المسلمين.. وبعد ذلك جاءت جولة الأمير الذي يعجب الكثير في قيادته وحنكته وإدارته وعقله الكبير الأمير خالد الفيصل -سلمه الله ووفقه-.. وقد ذُهلت حسب فهمي القاصر مِن تردد مَنْ حوله عن إجابة أسئلته فقد ردد كثيراً: (هل تصب تلك الأودية في البحر أم أن هناك ما يعيقها).. وردد ذلك مراراً ولم يجد إجابة شافية كافية.. وجاء صوت خافت يقول: هناك محطة صناعية قد تعيقها.. وجاء صوت آخر يقول: تتفرق إلى عدة مجارٍ.. والأمير يردد ويشير للصور المرفقة، ويقول أين يذهب ماء هذا الوادي إذا وصل هنا.. وهل يسير طبيعياً.. ويستنجد بالأمين الصامت ويناديه ليقترب ويتشجع ويُعلّق: (يا معالي الأمين.. يا معالي الأمين.. هل تصب تلك الأودية في البحر).. وكأن القوم خائفون من إبداء الحقيقة المرة.. وأخيراً أجمعوا أمرهم وقالوا: نعم.. تصب في البحر، ولكنها إجابة متأخرة.. وبعد تردد كبير، وقد لا تكون هي الحقيقة، بل أظن الحقيقة هي أنها فعلاً تصب في البحر.. ولكن بعد أن تجرف الأرواح والممتلكات والبنية التحتية.
زيد صالح الضبعان