هذا هو الملك عبدالله بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين لم يهدأ له بال ولم تستقر له نفس منذ حدوث أمطار وسيول جدة فهو -حفظه الله- كان شغله الشاغل الحج وخدمة الحجيج من أجل أن يؤدون حجهم بأمن وسلام والحمد لله قد تم هذا وكان هاجسه بالإضافة إلى خدمة الحجيج هو ما أصاب جدة من فاجعة لذا أصدر أمره الكريم -حفظه الله- بمحاسبة المسؤولين عن الفاجعة والمخلين بالأمانة جهات كانت أو أشخاصاً.
فعلا هناك تقصير من المعنيين والمسؤولين في مدينة جدة والذين جهاتهم لها علاقة بشبكة تصريف السيول والصرف الصحي وإلا فكيف السكوت على حال جدة وشوارعها تغرق شبه يومي بمياه الصرف الصحي والدليل على ذلك بحيرة (الزفت) لأننا ننزه (المسك) من إطلاق هذا المسمى على هذه البحيرة لأن المسك طيب الأنبياء والرسل ورائحته محببة إلى الله.
فكم تحدثت وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية عن حال جدة وصرفها الصحي وكم رصدت المليارات من أجل تحسين وتمديد الصرف الصحي الخاص بهذه المدينة آخرها ما أمر به خادم الحرمين الشريفين من تخصيص ميزانية خاصة لهذا الصرف قبل حوالي ثلاث سنوات أو سنتين أين هذا المبلغ وماذا تم بشأنه الإجابة عند محاسبة المقصرين والمعنيين ثم أن مدينة جدة من العوامل المساعدة على هذا الصرف هو وقوعها على البحر؟
وكما قال خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- أن مثل هذه الأمطار تسقط على دول متقدمة وأخرى أقل من المملكة في القدرات ولا ينتج عنها خسائر مفجعة كما شهدت مدينة جدة وكما قال -حفظه الله- أنه يحز في نفسه أن فاجعة جدة لم تأتِ تبعاً للكارثة غير معتادة بل نتجت عن أمطار لا يمكن وصفها بالكارثة لكن كما يقول المثل (جاك الموت يا تارك الصلاة) فعليكم أيها المسؤولين كنتم أشخاص أو جهات كنتم على رأس العمل أو تركتموه الاستعداد للإجابة لأن أرواح الناس وممتلكاتهم ليست بالهينة فإذا كنتم لا تستشعرون بهذه المسؤولية ولم تؤدوا الأمانة فهناك من سوف يحاسبكم في الدنيا والآخرة. فأين تأدية الأمانة التي أؤتمنتم عليها كما قال الله تعالى في كتابه العزيز {فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ} سورة البقرة. وإلا كيف يسمح بردم مجرى الوادي من السيل ويقام عليه مخطط سكني أين الأمانة التي أديت.
فها هو خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- كما قال وامتثالاً لقول الله تعالى {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).
وبناء على هذا هب خادم الحرمين الشريفين بإصدار أمره الكريم لتقصي حقائق هذه الأمطار وما نتج عنها من وفيات وهدر أموال المواطنين في ممتلكاتهم ومنازلهم ومحلاتهم التجارية وغيرها ولكن ها هو ملك الإنسانية يصدر أمره بصرف مليون ريال لذوي كل شهيد وتعويض المتضررين عن ممتلكاتهم فهذا ليس بمستغرب من أب لأبنائه وإخوانه فخيره وخير المملكة قد وصل إلى القاصي قبل الداني في أقصى البقاع الإسلامية والعربية اللهم احفظ مليكنا من كل سوء ومكروه وألبسه ثوب الصحة والعافية وأرزقه البطانة الصالحة التي تعينه على الحق أنه على كل شيء قدير وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.