الجزيرة - متابعة - عبدالكريم الشمالي - جمال الحربي:
أكد عدد من الموطنين بينهم مسئولون ومشايخ في أحاديث متفاعلة ل(الجزيرة) أن قرار الملك عبدالله التاريخي هو انطلاقة فعلية لتوجهاته الحكيمة لتطور هذا الوطن والمحافظة على مكتسباته وذلك بالتفعيل الحازم لمبدأ المساءلة والمحاسبة للمقصرين عن القيام بمهامهم والتقصير في أداء الأمانة الوطنية، حيث أكد وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لخدمة المجتمع وتقنية المعلومات الدكتور أحمد الدريويش أن خطاب خادم الحرمين الشريفين يعد خطاباً تاريخياً شجاعاً ونبراساً وضاءً تتمثل به شخصية قائد فذ شجاع وحاكم عادل يخاف الله ويخشاه صادقاً مع ربه ومولاه تسري الإنسانية في أعماقه وهو راعٍ يقدر حق الرعاية ومعناها ومبناها وعظم الأمانة والمسؤولية المترتبة عليها، فقد وضع حفظه الله فيه النقاط على الحروف والأمور في نصابها الصحيح محملاً فيه الأمانة على كل مسئول في هذه الدولة المباركة التي قامت على التوحيد والحق والعدل والرأفة والرحمة وقمع الفساد وأهله ومحاسبة كل مقصر أو ظالم أو معتدٍ أو عابث في الوطن ومقدراته ومكتسباته وماله العام، مشيراً فيه حفظه الله إلى أن الأمانة التي تحملها المسئول أين كان هذا المسئول؟ ليست فقط قولاً يردد وإنما أفعال وتصرفات وأخلاق وسلوك وألا مكان لكل من يقصر أو يتقاعس عن أداء ما كلف به.
وأوضح الدريويش أن هذا القرار يفصح عن قدرة القائد والحاكم والراعي على معالجة الأمور بحنكة واقتدار وسرعة في اتخاذ القرار في وقته المناسب ووضعه موضعه الصحيح وعدم التراخي أو المداراة أو تجاهل أي تقصير أو خطأ يقع في الدولة من أي كائن من كان سواءً كان كبيراً أو صغيراً وفي المقابل يعد محفزاً لكل مجدٍ ومجتهدٍ ومسئول واعياً راعياً حق الأمانة وأداء أعماله بصدق وإخلاص، فمصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار، فهي تعيش أعماق هذا الحاكم العادل الإنساني المسلم وتفصح عن حسن سياسته وتدبيره لشؤون أمته ورعيته.
وأوضح الدريويش أن هذا الخطاب لم يهمل جانباً إنسانياً مهماً ألا وهو مواساة كل متضرر في هذه الحادثة والتخفيف من لوعة كل مصاب وإحسان لكل مفجوع ومن ثم كان عطاؤه جزلاً وإحسانه مجزياً قرن فيه الأقوال بالأفعال وترجم أحاسيسه بواقع ينم عن وفاء وحب وإخلاص وصدق لهذا الوطن وأهله ووفاء بما عاهد الله عليه ثم عاهدهم على العمل فيما يسعدهم وينميهم ويبعد عنهم كل سوء ويصد عنهم كل مكروه بإذن الله عزَّ وجلَّ.
ومن جانب آخر تحدث الشيخ عبدالله السويلم قائلاً: هذه الكلمة التي تكلم بها الملك حفظه الله هي بلا شك فيها إشارة تحذير وتخويف لكل من تسول له نفسه بالفساد في هذا البلد، مشيراً بقوله إلى أن الأوراق تغيّرت ولله الحمد في الوقت الحاضر وليست كسابقاتها، موضحاً بأنه كان في السابق يتم السكوت والتجاوز عن بعض الأخطاء.
وأشار إلى أن هذا الحزم الذي نسمعه من هذا الملك الحازم العادل وفقه الله، ينبغي أن نفهمه بدقته وأن يعلم المسئول إذا كان قدر المسئولية وإلا فليتنح عن الطريق، فالوطن بحاجة إلى من ينفذ هذه التوجهات التي دعا إليها الملك حفظه الله، مستطردا بقوله: إن كلمة خادم الحرمين الشريفين بشأن ما حدث في جدة أمر يثلج الصدور وواست الجميع فيما حدث هذه الأيام في جدة.
وتحدث وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان المساعد لشؤون وزارة البلدية والقروية المهندس محمد حامد النقادي أن قرار المليك هو برهان يرسخ هذا المفهوم ويضع منهجاً للحكم ويبعث رسائل للمسؤولين أن الثقة التي أولاهم هي غالية وعليهم إثبات أنهم لها وأن الأمانة التي حملهم إياها سيسألون عنها وان الدعم الذي أعطاهم إياه فيما هو صالح للمواطن والمواطنين إنما عليهم أن يحافظوا عليه ويصرفوه فيما هو في صالح الجميع.
وفي نفس السياق تحدث المواطن إبراهيم بن ناصر التمامي قائلا: إن التوجهات الإصلاحية والتصحيحية التي يقودها خادم الحرمين الشريفين وفقه الله واضحة للعيان منذ كان ولياً للعهد ولقد استطاع حفظه الله من خلال أعماله وتوجيهاته المتوالية أن يحقق للمملكة نمواً مشهوداً ولا يخفى على الجميع سعيه الحثيث نحو تحقيق الاستقرار الاقتصادي وكل ما من شأنه رفاهية المواطن وخطاب المليك المفدى الأخير بشأن ما حدث في جدة خير دليل على صدق هذه النوايا والتوجهات وتأكيدا لمبدأ الشفافية ومحاسبة المقصرين في حق الوطن والمواطن التي يتبناها رعاه الله.