تضع الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله ورعاهم كافة الجهود والإمكانيات لخدمة ضيوف الرحمن الذين يأتون من كل حدب وصوب سنوياً ليؤدوا مناسك الحج وهيأت لهم كل الخدمات التي يحتاجون لها منذ دخولهم بلاد الحرمين الشريفين عن طريق البر والجو والبحر ونفذت مشاريع عملاقة في مجال الطرق والنقل وتوسعة الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة في منى ومزدلفة وعرفات أنفقت عليها مئات المليارات من الريالات من أجل الإسلام الذي يتباهى به البعض قولاً وعملاً يسير عكسه ليجد كل حجاج بيت الله بجميع أجناسهم ولغاتهم وألوانهم كل الراحة والأمن والاستقرار كضيوف عند الله قدموا يتضرعون له بالدعاء والعبادة لوجهه الخالص لا سواه، الجميع في خدمتهم ملكاً وحكومة وشعباً وفي كل موسم حج تقيم الدولة الرشيدة تلك الجهود والخطط التي تنفذها لخدمة ضيوف الرحمن في مواسم الحج وتعمل على تحقيق مزيد من التحديث والتطور لتلافي الأخطاء وتصحيحها وحققت خطط جميع مواسم الحج للأعوام السابقة نجاحا باهرا خلفه قيادة ملهمة ورشيدة رسالتها هي خدمة الإسلام الذي تستمد منه قوتها للتصدي لكل من يحاول الإساءة أو المساس ببلاد الحرمين الشريفين منبع الإسلام وعزته ونجاح موسم حج هذا العام برغم تشكيك المعادين للإسلام خاصة الذين يرتدون عباءته ويحرضون حجاج بيت الله على المظاهرات لتشويه الحج أحد أهم أركان الإسلام وتحويله إلى فوضى لخدمة مصالحهم وأغراضهم لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة جاء تأكيداً بأن الدولة تسير بخطوات ناجحة ومتقدمة إلى الأمام وبكل وثبات واثقة بكتاب الله ومتمسكة فيه لخدمة الإسلام والمسلمين لا تؤثر عليها مثل هذه الأباطيل ولديها القدرة والإمكانية للتصدي لأي عمل مهما كان نوعه قد يسيء بشكل أو بآخر إلى أي صور من صور الإسلام وخاصة في بلاد الحرمين الشريفين والحمد لله فقد حقق موسم حج هذا العام نجاحاً كبيراً في جميع جوانبه الأمنية والتنظيمية والصحية والخدمية رغم أنوف أصحاب البدع والخرافات التي أكل عليها الدهر وشرب وهذا لم يأت من فراغ بل جاء نتيجة جهود مكثفة لمنظومة متكاملة من الخدمات على رأسها الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز الذي أشرف بنفسه على سير تطبيق العمل لخدمة ضيوف الرحمن في موسم الحج وتابع سير العمليات العسكرية للتصدي للمتسللين الذين اقتحموا حدودنا الجنوبية وردوهم على أعقابهم خائبين كدرس لكل من يحاول المساس بشبر واحد من بلادنا العزيزة التي نعيش فيها بأمن ورخاء واستقرار كأمة مؤمنة كالبنيان يشد بعضه بعضاً إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى وهذا ما ترجمه ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين عقب كارثة السيول التي تعرضت لها محافظة جدة يوم الأربعاء الماضي بلفتة كريمة وحنونة على عدد من أبنائه المواطنين الذين تضرروا من السيول وأمر بتعويضهم بمليون ريال لكل أسرة شهيد في هذه الكارثة وحصر جميع ما فقده المواطنون في هذه السيول الجارفة لتعويضهم مالياً في بادرة إنسانية وتاريخية لم يسبق لها مثيل بددت الأحزان وجففت الدموع.