منح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - جائزة الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات والنشاط الثقافي العربي لعام 2009م، وهي جائزة موجهة لتكريم الشخصيات العربية الداعمة بشكل مميز للقطاع المكتبي والعمل المعلوماتي الثقافي في المملكة أو خارجها.
إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - هو الرئيس الأعلى لمجلس إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، وقدمت له هذه الجائزة في المؤتمر العشرين للاتحاد العربي للشخصيات والمعلومات والذي ينظم بالتعاون تحت الرعاية الملكية لجلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية الشقيقة، ولي شرف تسلم الجائزة نيابة عن خادم الحرمين الشريفين أمد الله في عمره. وخادم الحرمين الشريفين له الباع الطويل واليد العليا في هذا المضمار، حيث كان له دور مميز في إنشاء أول مكتبة نسائية في المملكة العربية السعودية، وأول مكتبة أطفال إضافة إلى تأسيسه ورعايته لمؤسسة الملك عبدالعزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية بالدار البيضاء بالمملكة المغربية، وذلك لربط المشرق العربي بمغربه لا سيما ان خادم الحرمين الشريفين يحرص كل الحرص على التواصل العربي والربط فيما بين دول وشعوب هذا العالم وهو عالم لديه بنية مستمرة للإنتاج متى ما توفرت الإرادة الذاتية، لا سيما وأن التاريخ العربي يزخر بمساهمات كثيرة وفعّالة في ميادين العلم والمعرفة في المجالات المختلفة، وكان للمكتبات العربية آنذاك السبق في توصيل الحضارة اليونانية بالحضارة التي بنيت عليها النهضة العلمية الحديثة، كما ان الإضافات الهامة والكبيرة لأبناء الأمة العربية والإسلامية قد رفدت تلك المعلومات فاستفادت منها شعوبها، بينما تخلفت شعوب أخرى عن هذا الركب العلمي الهام، فمن العجب أن تقوم وتنتج هذه الأمة هذا الكم الهائل من المعلومات ومع هذا فهي لم تستفد منها الاستفادة التي استفاد منها غيرها من الأمم.
إننا لا نريد أن نكون جسراً لنقل المعلومات فحسب، بل علينا أن نسعى لنكون أداة فاعلة وعملية للمساهمة مع المساهمين في هذا العالم الذي يتبوأ العلم فيه مكانة خاصة، ومؤثرة، اضمحلت معه الأدوات الأخرى، فأصبح الاقتصاد معتمداً على العلوم وموازيا له تكوين الجيوش وتجييشها، ووسائل حماية الإنسان والحيوان والبيئة وغيرها، فأصبح العلم التطبيقي هو الذي تتمحور حول الدول، ويحكم على الشعوب من خلاله في مدى تطويرها. لقد تمت تسمية خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - لنيل هذه الجائزة من جهات مختلفة من العالم العربي، وقد قدمت الجهات مبررات لترشيحه لنيل هذه الجائزة، لما عرف عنه من دعم واضح للعلم والمعرفة، مثل دعمه للعديد من المكتبات إضافة إلى تبنيه ورعايته للمهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) وتبنيه لجائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة، والمشروع الثقافي الوطني لتجديد الصلة بالكلمة، والمكتبات منابر علم ومعرفة لمن أراد الاستفادة العلمية، لكن المعرفة في ذاتها لا يمكن الاستفادة منها إذا لم يواكبها تطبيق عملي في الحياة اليومية للبشر، ولهذا فإن المكتبات ذات أهمية قصوى في توفير المعرفة، ويبقى على الإنسان في كل مكان لا سيما في عالمنا العربي أن يستثمر ما في جوف هذه المكتبات في حياته العملية وسلوكه الشخصي والتزامه وأخذ الأمور مأخذ الجد، وإلا سيبقى وعاء يحمل الطيب ولا ينشر عبق رائحته.