كما المناسبات الوطنية الجامعة والقومية المفرحة يحتفي السعوديون جميعاً، ومعهم جمع كبير من إخوتهم العرب والمسلمين، بعودة سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز (ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام) إلى المملكة العربية السعودية معافى بعد أن مَنّ الله على سموه بالشفاء، ولقد ظل السعوديون جميعاً والمحبون من الإخوان العرب والمسلمين يتابعون بفرح ولهفة مراحل علاج سموه ورحلته العلاجية ثم فترة الراحة والنقاهة التي أعقبت فترة العلاج، وكم كانت الفرحة والغبطة مضاعفة عندما أكمل سموه فترات العلاج والنقاهة.
وإذ يحل اليوم بين إخوته وأهله وأبنائه فالفرحة والسرور يحلان في كل بيت وبقعة على أرض المملكة العربية السعودية، وها هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يتابع الحالة المرضية ومرحلة العلاج والنقاهة التي قضاها أخوه سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز بلهفة الأخ الحميم، ثم بغبطة وفرحة، بعد أن مَنّ الله على أخيه بالشفاء، وكان أسعد الجميع؛ فقد علت البشرى محياه وهو يتلقى نبأ تمتع سلطان الخير بالصحة التامة، وظل - حفظه الله - يتابع فترات نقاهة عضده الأمين متلهفاً لعودته، وهذا الوفاء والحرص، اللذان يعرفهما الجميع عن الملك عبدالله بن عبدالعزيز، سمة وصفة العائلة السعودية؛ فقد جسَّد ذلك صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض الذي رافق أخاه سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز في رحلته العلاجية وفترة النقاهة، وترك الأهل والولد وكل شيء، وتفرغ لرعاية أخيه والاهتمام بصحته.
صور فريدة للوفاء والمحبة والتضحية يجسِّدها هؤلاء الكرام، ليس في علاقاتهم في الأسرة فحسب؛ بل في تضامنهم وتكافلهم وتراحمهم مع جميع أبناء الشعب السعودي؛ فكم من أسرة ضُمِّدت جراحها من قادة هذه البلاد، وبالذات من سلطان، الذي من كثرة ما قدم من خير أصبح اسمه (سلطان الخير)؛ فهو مؤسسة خيرية حية متواصلة تفيء بظلالها، ليس على السعوديين فحسب، بل تطرح ثمارها على السعوديين والعرب والمسلمين وكل طالب حاجة.
****