قبل عدة سنوات لاحظ عدد من رواد العمل التطوعي في مملكتنا الحبيبة انتشار تعاطي المخدرات لدى الشباب والشابات من مواطني هذه المملكة الحبيبة على الرغم من الجهود المكثفة التي تقوم بها الدولة لمكافحة المخدرات من خلال اللجنة الوطنية.
أدركت هذه المجموعة من الرواد، أن خطر المخدرات أكبر من خطر المفرقعات فهو ينخر في جسد المجتمع ويصيب بدائه البنية الأساسية للعائلة، ويهدد مستقبل الأجيال، وأن مسؤوليتهم كمواطنين عن انتشار هذه السموم ترقى إلى مستوى مسؤولية الدولة في التصدي لما أصبح ظاهرة، لا عن طريق المكافحة بمنع التهريب وإلقاء القبض على المهربين المروجين، بل عن طريق نشر الوعي لدى الشباب والشابات وتبصيرهم بأنواع المخدرات ووسائل الترويج لها، وأساليب جرهم إلى فخاخها، وأثارها المدمرة للفرد المتعاطي، وانسحاب تلك الآثار على المجتمع برمته، وتوعية الآباء والأمهات بحالات التعاطي ومؤشراتها ومظاهرها، ليتمكنوا من رصدها لدى فلذات أكبادهم ووأدها قبل استشرائها، فأسسوا لذلك الجمعية الوطنية الخيرية للوقاية من المخدرات.
العلاقة بين هذه المقدمة وسمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز، هي علاقة قائد الخير بالعمل التطوعي، فسلطان الخير كان ولا يزال الداعم الأكبر لهذه الجمعية معنوياً ومالياً ناهيك عن توجيهات سموه واهتمامه الكبير بوقاية أبناء وبنات هذا الوطن من شر المخدرات المستطير.
عدت أهلاً سمو الأمير ووطئت سهلاً، وحمداً لله على سلامتكم، وإذ منّ الله على سموكم بالصحة والعافية وأعادكم سالمين إلى أرض الوطن، ففي ذلك إكرام للشعب السعودي برمته الذي رعته أياديكم البيضاء بحكمة القادة العظماء والنبلاء في ميادين الدفاع والصناعة والاقتصاد والتعليم والإعلام والعمل التطوعي.