تتسابق القلوب قبل الألسنة مرحِّبة بعودة سيدي صاحب السمو الملكي ولي العهد -حفظه الله- إلى أرض الوطن معافى سالماً بفضل الله ومنّته، فها هو يعود ليواصل مسيرة العطاء جنباً إلى جنب مع قائد المسيرة مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين- أيدهما الله-، فهو الساعد الأيمن لمقامه الكريم، وهو العضد الذي يُشدُّ به الأزر عند الشدائد، أوْلاه المقام الكريم مسؤولية عظمى، فكان بفضل الله ثم بعزمه أهلاً لحملها، مثّل المملكة في المحافل الدولية خير تمثيل، وعكس بجلاء تسخير الذات لخدمة الوطن ومقدّراته، والمواطن وآماله، لم يقتصر هاجسه وهمّه على تطوير الجانب العسكري الذي يتسنم سدّة القيادة لأكبر قطاعاته، بل تعداه ليشمل المواطن في مختلف جوانب حياته، كما شمل باهتمامه الإصلاح الإداري للأجهزة الحكومية وخلافها، والبيئة وما يتعلق بها، ولإدراك المقام السامي بعلو همّة سموه وتسامي طموحاته فقد أوكل له العديد من المهام الكبرى ومن بينها مهمة تطوير التعليم بالمملكة، حيث أولاه رئاسة اللجنة الوزارية لمشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام بالمملكة.
وعموماً... فإن من عايش سموه عن قُرب فسيلحظ بأن سموه نذر نفسه ووقته وماله لخدمة الوطن والمواطن، ومن دلائل ذلك حرصه الشديد على إنجاز الأعمال فور ورودها، وسعة صدره وبشاشته عند استقبال المراجعين مهما كثروا، وحلمه على جفوة السؤال من بعضهم، وتلمُّسه العذر لهم، ومتابعته للأعمال المهمّة وتذليل عقباتها، وعدم انقطاعه عن العمل حتى خلال إجازاته، حيث يعايش أثناءها هموم الوطن والمواطنين، إيثاراً لمصالحهم، واستشعاراً لعظم المسؤولية تجاههم. ولتعدّد مواضع عطاء سموه فلا غرو بأن نقول بأنه قلَّ أن يقام مشروع إلا ولسموه اليد الطولى في انبثاق فكرته، أو تبنِّي إنشائه، أو وضع حجر أساسه، أو تعاهده أثناء تنفيذه، أو افتتاحه، ونظراً لجهود سموه البارزة على الصعيدين الداخلي والخارجي وتواصلها مُنح الشهادات الفخرية، ونال أرفع الأوسمة والجوائز.
وابتهاجاً بعودة سمو سيدي لأرض الوطن سالماً، يشرفني أن أرفع التهنئة بذلك لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين -أيده الله-، كما أرفعها لوطن تاقَ لسلطان الخير ليبث الخير في ربوعه، وللمواطنين الذين رفعوا أكفّ الضراعة لله ليحقق لهم عودة سموه، والأنس ببقائه، فكان لهم بفضل الله ما أرادوا، سائلاً الله تعالى أن يعين سموه على مواصلة العطاء، وأن يديم عليه نعمة الصحة والعافية، وأن يبقيه نبراس خير لوطن الخير، إنه سميع مجيب.