لوحة حضارية رائعة يرسمها تلاحم المواطنين والمسؤولين وولاة الأمر، فرحةً واستقبالاً لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام لدى عودته من رحلة الاستشفاء خارج البلاد..
.. حيث كانت قلوب المحبين مع سموه طيلة غيابه عن أرض الوطن، فيما كانت ألسنتهم تلهج بالدعاء له أن يلبسه الله ثوب الصحة والعافية.
إن الفرح العميق، والبهجة والسرور بمناسبة عودة سموه إلى بلاده، دلالة واضحة على الحب الذي يكنه المواطنون والمسؤولون لسمو الأمير سلطان الذي اختار لنفسه مكانة عظيمة في قلوب الناس من خلال تعامله الأبوي مع الجميع، ورقة قلبه، ولين فؤاده، وحكمته في التعامل مع الأمور، ووقوفه بجانب ذوي الحاجات، ومساندة الناس في الملمات، فأكسبه ذلك حب الجميع داخل المملكة وخارجها.
سلطان الخير مدرسة في العطاء ينهل منها الجميع، ويتعلم منها الناس، البذل والإيثار وحب الخير للغير، كيف لا وقد تربى سموه في كنف والده المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- الذي رباه على العلم وتعلم القرآن الكريم، والتعاليم الإسلامية، والعدل والتمسك بالدين، وهذا غرس في نفسه حب الخير وعمّ المشاريع الخيرية، وجعله ذلك أهلاً لتولي رئاسة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالمملكة، وذلك راجع لحرص سموه على تعاليم الدين منذ الصغر، حيث تلقى علوم القرآن على أيدي كبار العلماء والمعلمين، كما أن مرافقته للملك فيصل -رحمه الله - وهو في سن مبكرة أكسبه الكثير من الخبرات، والتجارب وعزز قدراته الإدارية والسياسية، وأسهم كثيراً في تهيئته لتولي الكثير من المناصب والمسؤوليات والمهام.
إن الفرحة تملأ جوانحنا، والسرور يغمر نفوسنا، ونحن نستقبل سلطان الخير، فارس ميدان البذل والعطاء، هو الفقراء، وسند الضعفاء، ومنجد المحتاجين، ومحب الوطن والمواطنين، وهو مطور قواتنا المسلحة الفتية الباسلة التي هي مصدر الفخر والاعتزاز، وصمام أمان البلاد، وهو أب جنودنا البواسل، الذي اهتم بهم وحرص على تثقيفهم والارتقاء بقدراتهم العلمية والعملية والقتالية، وهذا كان له الأثر البالغ في تطوير القوات المسلحة وجعلها بهذا المستوى الرفيع الذي شهدت به الأعداء قبل الأصدقاء.
سلطان الخير، شجرة عطاء وارفة الظلال، أصلها ثابت وفرعها في السماء، يستظل بها كل أبناء الوطن وأبناء الأمة الإسلامية والعربية، وجذورها ضاربة في أعماق الأصالة، ثمارها البذل والإقدام، هو البحر في أحشائه الخير، وفي ساحله الجود والعطاء والنبل والخلق الكريم، هو نهر من الخيرات لا ينضب معينه، ولا تجف مياهه، ولا ينقطع عن الجريان، يتجدد نبعه، ويفيض على الشطآن نعيماً وبركةً وانشراحاً للصدور.
أياديه البيضاء امتدت بالخير إلى كل ذي حاجة داخل المملكة وخارجها، ودعمه للعمل الخيري والإنساني تجاوز البعد الجغرافي لبلده ووصل أماكن نشر العلم والدعوة الإسلامية وتعليم القرآن في أدغال القارة السمراء، وفي كثير من بلدان العالم، وهذا يعكس مدى حرص سموه على نيل الأجر والثواب، وتصيد مواقع الحاجات، وتتبع مواضع البذل والإنفاق، كما بادر سموه بتأسيس الكثير من المراكز والجمعيات ذات البعد الخيري والإنساني، فضلاً عن دعمه للمراكز العلمية في عدد من الجامعات في بعض دول العالم، في دلالة على تنوع مصارف العطاء بين الجوانب الخيرية والإنسانية والصحية والعلمية. ولكل جانب منها في نفس سموه مساحة رحبة.
إن عودة رجل بهذه القامة من الإنسانية، وبهذا القدر من حب الناس، وهذه المكانة في نفوس المواطنين والمقيمين، لهي حدث كبير، ومناسبة مهمة، وعودة تاريخية، لأنها تمثل فرحة نابعة من الأعماق، لقلوب الملايين، وبهجة تسعد نفوس المحبين، وهي احتفالية غير مسبوقة، لأنها تعبر عن مقدار الرجل المحبوب من القيادة والمسؤولين والمواطنين والمقيمين، بالإضافة إلى غير السعوديين الذين هم في بلادهم ممن وصلهم خيره الوفير أو سمعوا بمناقبه الأصيلة التي هي تجسيد حقيقي لقيم الإسلام النبيلة، وتعاليمه السمحة، ومبادئه الرفيعة السامية.
الأمير سلطان بن عبدالعزيز ترك بصمات واضحة على خارطة العطاء والبذل وخط بمبادراته الإنسانية صفحات ناصعة وزاخرة بالمواقف التي لا تنسى أبداً، المواقف التي يسجلها التاريخ بأحرف من ذهب، لأن تلك المواقف نابعة من أصالة تربى عليها سمو ولي العهد، وتشرب مبادئها منذ نعومة أظافره، ونهل من معين الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-.. ومما تميز به سموه الكريم، تلك الابتسامة التي لا تفارق شفتيه، وتلك البشاشة الدائمة على وجهه الصبوح المتفائل المحب لكل الناس.
ونحن نعيش اليوم فرحة العودة الميمونة لسموه، لا بد أن نعبر عما يجيش في نفوسنا بهذه المناسبة العظيمة وبهذا الحدث الكبير، ونطلق لنفوسنا العنان لتعبر عن الفرح والبهجة والسرور سائلين الله أن نرى سمو ولي العهد بيننا سليماً معافى، يرفل بثوب الصحة والرفاهية، وهذا غاية ما يتمناه أبناء الوطن الغالي، الذين طالما ترقبوا عودة سمو ولي العهد، معبرين عن شوقهم ولهفتهم لرؤية سموه في وطنه بين أهله ومحبيه ورحلته مكللة بالنجاح والتوفيق بإذن الله.
نهنئ مقام خادم الحرمين الشريفين وكافة أفراد الأسرة المالكة والمسؤولين بالدولة، وعموم أهالي المملكة بقدوم سمو ولي العهد من رحلته العلاجية إلى أرض الوطن متمتعاً بتمام الصحة والعافية، سائلين الله أن يديم عليه وعلى قيادتنا الرشيدة نعمة الصحة والعافية، ويحفظ بلادنا من كل سوء، ويحفظ أمننا واستقرارنا، ويجنب بلادنا الفتن والمحن إنه سميع مجيب.
aljabrah@hotmail.com