تحقيق - منيف خضير
على الرغم من المحاولات الموسوعية التي قام بها الأقدمون عبر أزمان الحضارة الإسلامية، إلا أن المكتبة العربية الحديثة لم تعرف الكثير من الموسوعات العامة، بمعناها المنهجي الحديث. وقد بُذِلت محاولات لإصدار موسوعات شاملة، ظهرت في القرن العشرين، سدت هذا النَّقص إلى حدٍّ ما.
ومن أهم الموسوعات العربية العامة والمتخصصة التي ظهرت في القرن العشرين الميلادي:
دائرة المعارف ودائرة معارف القرن العشرين والمنجد في اللغة والإعلام. وكتاب الاعلام من إعداد خير الدين الزِركلي، ثم ظهرت دائرة المعارف الإسلامية. وهي موسوعة مترجمة إلى اللغة العربية من دائرة المعارف الإسلامية التي أصدرها فريق من المستشرقين باللغات الألمانية والإنجليزية والفرنسية. ثم الموسوعة العربية الميسرة. بعد ذلك ظهرت الموسوعة العالمية، ثم موسوعة بهجة المعرفة وموسوعة الغد وموسوعة المورد. وصاحبها منير البعلبكي، وعالم المعرفة، ثم أطلس تاريخ الإسلام.
ونظراً لحاجة العالم الإسلامي لموسوعة شاملة ومنصفة فقد جاءت الموسوعة العربية العالمية. وهي مترجمة بتصرف عن دائرة المعارف العالمية مع التنقيح والمواءمة للثقافة العربية الإسلامية، صدرت عن مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع بالرياض عام 1416هـ، 1996م، بتمويل وتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام بالمملكة العربية السعودية، وتقع في 30 مجلدًا ومرتبة حسب الألفبائية العربية، ومزودة بأحدث الوسائل الإيضاحية الملونة والرسوم والخرائط والأشكال التاريخية قديمها وحديثها، واضطلعت لأول مرة في تاريخ الموسوعات العربية، بتعريب عدد كبير من المصطلحات العلمية. كما تحتوي إضافة إلى الموادّ المترجمة، على موادّ ثقافية وعلميّة تغطِّي كثيرًا من جوانب الثقافة العربية الإسلامية كما رُوعي في الموادّ المترجمة ألا تخرج عن البعد العربي الإسلامي.
وقد صدرت الطبعة الثانية من الموسوعة العربية العالمية عام 1419هـ، 1999م، منقحة ومزيدة ومحدثة. ومنذ عام 1999م جرى العمل على النشر الإلكتروني للموسوعة العربية العالمية التي صدرت الطبعة الإلكترونية منها في عام 2004م. ولم يتوقف دعم سموه عند الموسوعة فقد قام بدعم الموسوعة الأثرية وهي تعنى بالآثار في المملكة.
الموسوعة العربية العالمية
أول وأضخم عمل من نوعه وحجمه ومنهجه في تاريخ الثقافة العربية الإسلامية قام بدعمه وتمويله صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام. وهي عمل موسوعي ضخم اعتمد في بعض أجزائه على النسخة الدولية من دائرة المعارف العالمية World Book International وشارك في إنجازه أكثر من ألف عالم، ومؤلف، ومترجم، ومحرر، ومراجع علمي ولغوي، ومخرج فني، ومستشار، ومؤسسة من جميع البلاد العربية.
توسع في المعرفة ومواءمتها وشمولها مع تحديث للمعلومات مع الحفاظ على المصداقية والشمول والتوازن.
30 مجلداً فاخراً في 17 ألف صفحة، بما في ذلك معجم الموسوعة عربي - إنجليزي، وإنجليزي - عربي، والكشاف الرئيسي.
24 ألف مدخل رئيس، ونحو 150 ألف مادة بحثية تشمل مصطلحات ومواقع وأعلام وأعمال علمية وأدبية وفنية مرتبة حسب الألفبائية المعجمية العربية.
ونحو 20 ألفاً من الصور والخرائط والإيضاحات: 12 ألف صورة، 2500 خريطة، 4000 إيضاح، 1000 جدول إحصائي وزمني، 500 مقطع صوتي ولقطة فيديو (في النسخة الإلكترونية).
وهي مرجع علمي، مفيد وممتع، وضروري للمدرسة والجامعة والمنزل والمكتب والمؤسسات المتنوعة.
أهداف الموسوعة
سعت الموسوعة إلى تحقيق جملة من الأهداف هي:
تقديم مادة متنوعة متكاملة شاملة، دون النزوع إلى التعمق المتخصص، في جميع مجالا ت المعرفة الإنسانية، مع محاولة صياغة المادة بلغة عربية سهلة واضحة ودقيقة.
التوجه إلى أوسع جمهور من مختلف الأعمار والاتجاهات والمستويات التعليمية والثقافية والاجتماعية.
تحري الدقة فيما يتعلق بالدين الإسلامي والأديان السماوية الأخرى.
تحري الإنصاف فيما يتعلق بالعرب والمسلمين وثقافتهم، أو فيما يتصل بشعوب العالم الأخرى وثقافاتها.
استهداف المصداقية والنزاهة والشمول. تأسيس تجربة علمية حضارية جديدة على الصعيد العربي المعاصر في مجال إنتاج الموسوعات الشاملة الكبرى.
قالوا عن الموسوعة
- (الموسوعة إنجاز حضاري عظيم ومبادرة عربية أصيلة) د. عصمت عبد المجيد (الأمين العام السابق لجامعة الدول العربي).
- صدور الموسوعة العربية العالمية يمثل حدثاً فكرياً في تاريخ الثقافة العربية أ.د. غازي عبد الرحمن القصيبي، سفير المملكة في بريطانيا سابقا، (ووزير العمل حالياً).
- إن إصدار هذه الموسوعة يؤكد أن العالم العربي والإسلامي يستطيع أن ينجز عملاً يضاهي كبرى الموسوعات العالمية المعاصرة فيدريكو مايور المدير العام للمنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو سابقاً.
- تأتي هذه الموسوعة لتسد نقصاً هاماً في حياتنا العملية والعلمية (د. أحمد مستجير عميد كلية الزراعة، جامعة القاهرة).
- صدور الموسوعة العربية العالمية إنجاز علمي فريد في تاريخ اللغة العربية فهي أول موسوعة عامة كبرى تصدر باللغة العربية أسهم في إنتاجها آلاف العلماء من أنحاء العالم. (وليم ريتشارد ديل رئيس تحرير دائرة المعارف العالمية شيكاغو).
ما هي النسخة الكاملة ؟
مرجع متكامل في جميع العلوم والفنون.
مواد الموسوعة العربية العالمية كاملة ومحدثةً ومنقحةً.
150.000 مادة بحثية، 20.000 صورة وخريطة وإيضاح وجدول، 500 لقطة فيديو ومقطع صوتي، معجم عربي-إنجليزي وإنجليزي -عربي بالعناوين الرئيسية في الموسوعة.
جهود أكثر من 1000 عالم وباحث وفني ومستشار.
ملايين المعلومات المترابطة باللغة العربية في موقع واحد.
طرائق بحث مشوقة وسريعة في العناوين والنصوص والوسائط.
تصنيف موضوعات ومقالات الموسوعة حسب المجال المعرفي.
إحصاءات خاصة بالموسوعة
المشروع
30000 (ثلاثين ألف) صفحة حاسوبية.
5000 (خمسة آلاف) مدخل رئيسي.
30000 (ثلاثين ألف) مادة بحثية.
3000 (ثلاثة آلاف) شخصية (أعلام - تراجم).
5000 (خمسة آلاف) صورة وخريطة وجدول إحصائي.
500 (خمسمائة) لقطة فيديو ومقطع صوتي.
الموسوعة الأثرية للمملكة
وهي العمل الأضخم في تاريخ الآثار والتراث في المملكة قام بدعمه وتمويله صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام وتعد إحدى الأفكار النيرة للعالم الأثري المعروف الأستاذ الدكتور سعد بن عبد العزيز الراشد، أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة الملك سعود، ووكيل وزارة المعارف - سابقاً - لشؤون الآثار والمتاحف، حيث تتكون هذه الموسوعة من ثلاثة عشر كتابا أو مجلدا، كل واحد منها يختص بمنطقة من مناطق المملكة العربية السعودية حسب التقسيم الإداري الجديد لبلادنا يقول الدكتور ناصر الحارثي في كلمة له عن هذه الإضافة المهمة (في حديث سابق نشرته الجزيرة في يوم السبت 13 جمادى الآخرة 1422):
(إننا نحيي في سمو الأمير سلطان هذه البادرة العظيمة، وإن كنا لا نستغرب قيامه بمثل هذا العمل الجليل، فقد سبق لسموه الكريم أن أهدى مجموعته الأثرية النادرة للعديد من المتاحف الوطنية في الرياض، ومعلوم مدى دعمه ورعايته للآثاريين والآثار والمتاحف منذ أمد ليس بقصير).
والموسوعة الأثرية التي تحظى بدعم سموه الكريم سوف تسد فراغا كبيرا ومهما جدا في المكتبة العالمية التي تفتقر إلى أي شيء عن آثار المملكة العربية السعودية، وبذلك فإن الموسوعة ستكون أكثر أهمية عند علماء الآثار في الجامعات والمراكز العالمية الذين يتعطشون إلى معرفة آثار المملكة العربية السعودية، بما يمكنهم من الإفادة منها في تتبعهم لتطور التاريخ الحضاري للبشرية، إن هذه المبادرة الإنسانية الغالية تدل على أن المملكة مخزون حضاري وآثاري يعود تاريخه إلى عشرات القرون.
وهذا ما يفصح عنه معالي الأستاذ الدكتور محمد بن أحمد الرشيد، (وزير المعارف ورئيس المجلس الأعلى للآثار سابقا) حيث قال: لقد تعودنا من سموه الكريم الدعم والمؤازرة في المشروعات الحضارية والفكرية والثقافية في مختلف المجالات.
وسوف يكون لهذا الدعم بحول الله الأثر الكبير في التعريف بثقافة بلدنا العظيم، المملكة العربية السعودية، وهي البلد الغني بتراث حضاري وثقافي ينتشر في كل بقعة من أرضنا الطيبة.
بعدد مناطق المملكة
ويقول الدكتور سعد الراشد (المشرف على الموسوعة في حديث نشرته الجزيرة آنذاك في يوم السبت 13 جمادى الآخرة 1422هـ): ان الوكالة المساعدة للآثار والمتاحف تقدمت بمشروع للمجلس الأعلى للآثار يتضمن إصدار ثلاثة عشر مؤلفا بعدد مناطق المملكة، بحيث يخصص كل مؤلف لواحدة من مناطق المملكة يشتمل على معلومات جغرافية وتاريخية وتوثيق بالصورة والرسم لإبراز الآثار الباقية فيها.
وقد أوصى المجلس في جلسته الـ(44) المنعقدة مساء الثلاثاء 1 شوال 1416هـ الموافق 5 مارس 1996م بالموافقة على هذا المشروع، وقد تم تشكيل لجنة علمية لكل كتاب مكونة من أساتذة جامعيين متخصصين ومن منسوبي الآثار ومن المهتمين بالتراث والحضارة من أبناء المملكة.
ويضيف عن تبرع سموه الكريم فيقول: إن تبرع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز جاء نتيجة لإدراكه أهمية الآثار ولكون هذا المشروع يغطي جميع مناطق المملكة.