الحديث عن الكبار والكتابة عن العظام.. ليس شأن الكتَّاب ولا الإعلاميين.. بل هو شأن رجال التاريخ الذين يخلّدون الحوادث والوقائع.. وينقلون الحقائق كما هي.. ويحفظون هذه السجلات وتُنقل للأجيال بعد الأجيال.
سلطان بن عبدالعزيز.. واحدٌ من هؤلاء العظماء الذين صنعوا التاريخ.. فحياتهم كلها أمجاد وإنجازات أينما وُجدوا وأينما حلّوا ورحلوا.
وعندما أخذت قلمي وهممت بالكتابة عن هذا الرجل الكبير.. وجدت القلم يسبقني.. ووجدت الأفكار والموضوعات تنهمر أمامي.. كل موضوع يسبق الآخر..
كيف نكتب عن هذا الرجل العظيم؟ ومن أي زاوية؟
رجل وصل بذله وخيره وجوده ومواقفه وإنسانيته كل مكان..
رجل أعطى وأعطى وأعطى.. وكانت حياته كلها بذلاً وإخلاصاً وإيثاراً وحباً للآخرين.
كم من اليتامى كفلهم سلطان بن عبد العزيز وأنساهم فقد والدهم أو والديهم؟
وكم من أرملة شملها بعطفه؟
وكم من عاجز ومريض وجد سلطان يوم أن جار عليه الزمن؟
وكم من معوَّق أو متعب صحياً.. لم يجد سوى هذا الرجل الكبير الذي أنساه معاناته؟
سلطان بن عبدالعزيز.. يعرفه اليتامى والأرامل والمرضى والمعوّقون.. الذين أثقلتهم الحياة بصعوباتها ومشاكلها وبكل تداعياتها.
سلطان بن عبد العزيز.. تعرفه المساجد ودور الخير والعلم.. وتعرفه حلقات العلم.
سلطان بن عبد العزيز.. تعرفه حلقات تحفيظ القرآن وميادين البر والمسابقات في ميادين العلم الشرعي..
كم من الحلقات العلمية الشرعية فُتحت في الداخل والخارج بدعم سموه الكريم؟
وكم من المساجد والمراكز الإسلامية شُيِّدت بالداخل والخارج بإنفاق هذا الإنسان المؤمن الصادق؟
وكم يحظى العلماء والفقهاء والدعاة والقضاة وأهل الخير ورجال الحسبة بدعم ومساندة رجل الخير والبر والإحسان.. سلطان بن عبد العزيز؟
وكم من المساجد شُيِّدت بأمر ودعم ومساندة سلطان.. فقامت مآذن تصدع بالحق وتردد.. الله أكبر الله أكبر، رافعة هذا النداء العظيم في كل بقاع الأرض؟
وكم من المشروعات الخيرية توقفت وتعثَّرت وأوشكت على الموت بشكل نهائي.. لولا دعم ومواقف سلطان بن عبد العزيز؟
ثم.. كم شملت هذه المشروعات والعطاءات الخيرية التي دعمها سلطان بن عبد العزيز.. كم شملت من شخص؟
لا أبالغ إذا قلت.. مئات الملايين المنتشرين في عالمنا الإسلامي كله.. ومن المسلمين في خارجه..
وكم من المشروعات الخيرية والإنسانية قامت وأعطت وانتفع بها المسلمون بجهود هذا الرجل الكبير؟
ثم.. كم من الأكف والأيادي تُرفع آناء الليل والنهار بالدعاء لهذا الإنسان العظيم.. الذي صارت حياته كلها عطاء في مجالات وميادين الخير والبر؟
كم من القلوب تخفق بحب إنسان حوَّل حياته كلها.. إلى عطاءات ولمسات خير وبر وإحسان لأشخاص قست عليهم الحياة.. واسودّت الدنيا في عيونهم.. لولا لطف الله تعالى أولاً.. ثم مبادرة رجل المبادرات؟
كم من البيوت والمساكن شُيِّدت لإيواء من عجز عن مواجهة الحياة لمرض أو يتم أو عجز أو ترمّل.. وكلها من نفقة صاحب الأيادي البيضاء.. سلطان بن عبد العزيز؟
كنت أقرأ قبل أيام تقريراً سنوياً صادراً عن مؤسسة الأمير سلطان بن عبد العزيز الخيرية.. وقد حوى أرقاماً تثلج الصدر.. عندما شملت هذه الأيادي البيضاء.. يد سلطان بن عبد العزيز.. مئات الآلاف من البشر في الداخل والخارج.. ووصل إليهم عطاء سلطان بن عبد العزيز.
سلطان بن عبد العزيز.. مؤمن صادق مخلص لدينه ولوطنه ولأمته ساقه الله تعالى.. غيثاً لمن أرسل يديه إلى السماء رافعاً أكف الضراعة إلى ربه.. سائلاً تفريج كربته على يد إنسان صارت حياته كلها.. عطاءً ونفعاً للآخرين.
سلطان بن عبد العزيز.. له في كل محفل خير.. ويد عطاء.. ولمسة وفاء.. له حضور لا ينقطع.. وعمل لا يتوقف.
إن الحديث عن الرجال الكبار.. ليس شأن رجال الإعلام والصحافة.. وليس شأن الكتَّاب.. ولا حتى التقارير والأعمال الإعلامية السريعة.. بل شأن التاريخ ورجال التاريخ.
هناك رجال عظماء حياتهم كلها عطاء..
سلطان بن عبد العزيز.. واحد من أبرز عظماء التاريخ.
أسأل الله تعالى.. أن يمد في عمر سموه.. وأن يمنحه الصحة والعافية.. وأن يثيبه على هذه العطاءات.. وأن يجعل كل هذا الجود في ميزان حسناته.. إنه سميع مجيب.