لا شك أن عودة سمو الأمير سلطان إلى أرض الوطن تحمل البشائر لكل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطيبة، وهذا الفرح والحب الذي يعمر القلوب بحب سلطان لم يكن مفاجئا، فسموه رمز للوطن وشاهد مشارك بإنجازات الوطن ولي لعهد أخيه ومساند وعون لقائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين يحفظهما لله جميعا.
فسمو الأمير سلطان - يحفظه الله - صاحب سجل حافل من المبادرات الكريمة في خدمة الحالات الإنسانية بمختلف صورها وتفاصيلها، فهو صاحب قلب مرهف هو دليله إلى كل محتاج حقيقي مريض كان أو صاحب عوز فلا تحجزه عنهم حواجز الجغرافيا أو شواغل المسؤوليات المتعاظمة على عاتقه، سيادية كانت أم سياسية أم عسكرية أم اجتماعية وغيرها من الميادين والمؤسسات التي يتقلدها بحنكة رجل الدولة صاحب السهم الأعلى والأبرز في نسج أسباب ومقومات التماسك الاجتماعي والسياسي على كافة المستويات المحلية والإقليمية الدولية.
عرفنا سمو الأمير سلطان - يحفظه الله - دائمًا معتليًا منصة الخطاب السياسي والاجتماعي في كل المناسبات الوطنية وأعيادنا الدينية التي يترجمها إلى عمل حقلي مثمر في الالتقاء بشرائح المجتمع بكل جغرافيته السكانية والطبيعية الممتدة مخاطبًا أبناءه وبناته ومذكرًا بواجبات التواثق والتعاضد والتكافل بين كل أضلاعه، ومبشرًا بوعود الدولة وعطائها وهي كما تعودنا وعود صادقة يسندها عمل فوري وبذلك فإن لسموه دائمًا سهما بارزا في تماسك لحمتنا لأنه قريب من وجداننا الشعبي الذي يعشق صفات الكرم والشجاعة والنبل المتجسد في شخصية هذا القائد. حينما يذكر الخير يذكر سمو الأمير سلطان فالخير وسموه الكريم وجهان لكل معاني البذل المخلص لوجه الله تعالى... ولا يمكن - وأقولها صادقًا - أن نحيط بكل ينابيع الخير التي تتدفق من سلطان الخير..
لم يكن عطاء سموه مقتصرا على مجال واحد أو بلد واحد.. فهو عطاء أشبه بالنهر الجاري فمن قلب نجد إلى أقاصي أدغال إفريقيا كانت رحلة الخير ولازالت يقودها سموه الكريم، الذي عرف بجوده وكرمه وعطائه ففي كل بقعة من بلادنا لعطاء سموه بصمة فمن الإسكان الخيري.. إلى بناء المستشفيات إلى نقل المرضى إلى حفر الآبار، تنقلنا المشاهد التي لا يمكن حصرها.. أكف العطاء لا تنقطع في مد الخير لكل محتاج ولكل إنسان عانى قسوة الحياة.
في مؤسسة الأمير سلطان الخيرية نموذج فريد ومنظم تكرس الاهتمام الشخصي الكبير من سموه لعمل الخير.. فكم من أكف رفعت دعاءً لسموه فهنيئًا له بهذا الدعاء وذلك الحب الذي يملأ قلوب الملايين.. الصغار والكبار لهم من عطائه نصيب.. مشاهد إنسانية ولمسات حانية كنا نشاهدها لسموه مع الأطفال.. حب شغف قلوب الصغار والكبار.
فحمدا لله على عودته لأرضه وشعبه..
(*) رئيس مجلس إدارة غرفة الرياض