قلت في نفسي: لن أكتب عن عودته، فحبه في قلبي لا أزايد عليه، وغيري أقدر وأجدر على الكتابة والتعبير عن فرحة عمت قلوب الجميع، والحدث عندما يكبر في نفسي أجدني دائماً أعجز عن تبيانه وشرحه، ولهذا عزمت أن أقرأ فقط ما يكتب عن عودته، وأترك لقلبي وما حوى من مشاعر حرية التنقل كفراشة بين هذه المشاعر الجياشة التي يجسدها الجميع والتي لن تجدها كما تجدها في هذا البلد الذي لا يُعرف فيه غير الحب والعطاء والتكاتف.

ثم رأيته بابتسامة أعرفها، وأعرف كم أهدت إلي دون أن يدري باقة أمان كلما ضاق الوقت وتكالبت الظروف علينا، فثارت الكلمات في وجداني، وتسابقت للخروج لمقابلته والسلام عليه، فتزاحمت في حلقي، تقول حمداً لله، وتحكي ما لا أستطيع أن أقوله مباشرة له، دون سجع أو انتقاء أو ترصيص حروف.

سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، ومن منظور أناني بحت أتكلم، الحمد لله أن عدت إلينا سالماً، فبوجودكم يكتمل في نفسي الأمان، وفي حضوركم يكمل في قلبي الأمل، وفي ابتسامتكم أجد لنفسي فضاء رحباً أفضي إليه بعد الله سبحانه كل همومي، والمقامات يا سيدي تتفاوت، لكنني أؤكد لكم أن ملايين القلوب لم تستطع أن تتواجد عند قدومكم لتطبع قبلاتها على جبينكم، ولم تكتب ما جال فيها من مشاعر، ولم تبين عبر وسائل الإعلام ما تعنيه لها عودتكم، لكنها سجدت لله في ليلة لم يرها فيها أحد، شاكرة حامدة ربها على عودتكم، لأنها مثلي لا يكتمل أمانها إلا بوجودكم، ولا يكمل أملها إلا بحضوركم، ولا تجد لنفسها فضاء رحباً تفضي إليه مشاعرها بعد الله غير صدق ابتسامتكم، كلنا نحمد الله أن أنعم علينا بكم، ونسأله سبحانه أن يحفظ لنا ما أنعم به علينا.. والله المستعان.