غاب عن شعبه أشهراً.. فاغترب عنهم الفرح دهوراً.. كان يعزيهم طيلة تلك الشهور.. غرسٌ أينع من كف سلطان الخير.. تلك التي لا تكل أو تمل من زراعة النور والفرح.. أنّا كان الاتجاه وأين كانت الوجهة.. على امتداد خارطة الوطن الحبيب..
لم يكن حديث الوطن.. عندما اغترب كل الوطن بغياب سلطان.. سوى شيئين؛ صلاوات ترتفع إلى السماء بأن يعيد حبيبهم سلطان سليماً معافى.. وتسبيح بفضائل تركها سلطان الخير في كل شبر من أرض هذا الوطن..
هو المطر.. سلطان بن عبدالعزيز.. يأتي ليروي الأرواح والأرض معاً.. فينبت نخلاً ذا طلع نضيد.. وزهر تقتاته الأبصار.. وعبير عطر تنتشيه الأرواح.. وعطاء دفء حميمي وارف..
تأملنا سلطان.. فوجدناه وجهاً تبتسم به قلوب من يرقدون على أسرة مركز الأمير سلطان لعلاج أمراض القلب وشريان تعود عبره روح شيخ من أقاصي الجنوب أو قلب عجوز من أطراف الشمال..
تأملنا سلطان فوجدناه كفاً من بياض وعطف، تضم الموجوعين المتعبين المقعدين في مدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية..
تأملنا الخير سلطان بن عبدالعزيز.. فألفيناه كتاباً من علم يبدد حوالك الجهل بل ويؤسس بنظرة مستقبلية ثاقبة أجيال علم ومعرفة ومنهج..
تأملنا سلطان فوجدناه صدراً بمثابة درع.. يغفو تحت ذالك الصدر/الدرع شعب بأكمله.. دون أن يزعج منامه مارقٌ على حد أو طامعٌ في خيرات.. فسلطان الشجاعة رأس الدفاع وترسانته وقائد الحماة الأشاوس..
تأملنا سلطان.. فوجدناه مساحة من شموع تضيء في كل ركن قلماً أو قلباً أو عقلاً.. فأيقنّا حينها أننا عندما نتأمل سلطان فنحن إنما نتأمل الخير ذاته.. ذاك الذي لا نحصيه ولن نملك.. كل ما يتبادر إلى ذهن محب منصف هو الإشارة إلى (مؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية).. كدليل ظاهر يقودنا إلى شمولية العطاء وتنوع البذل في شخص سلطان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - لننتهي جميعاً إلى أنه (المؤسسة الإنسانية العالمية).. سلطان الخير والعطاء.. سلطان بن عبدالعزيز.. وكفى!