سألتقط بعضا من الفقرات التي أشارت إلى أحوال المرأة في بعض الجرائد السعودية ليوم الثلاثاء 12 محرم _ 29 ديسمبر 2009. لنتأمل دلالاتها: وهي منقولة هنا كما جاءت بالنص:
عكاظ: الصفحة الأخيرة: معنفات في المحكمة: اسجنوا أزواجنا: سجلت المحكمة الجزائية في مدينة الخبر دعوى شرعية أطرافها نساء معنفات يطالبن بتأديب أزواجهن وأولياء أمورهن شرعا بالسجن جراء تعرضهن للإيذاء الجسدي والنفسي.
عكاظ: الصفحة قبل الأخيرة: قتيلة غليل رحلت تحت ضربات طليقها: جدة: توصلت الشرطة بعد عمليات تعقب طويلة إلى الرجل الذي أنكر في البداية لكن آثار دماء بشرية على مقعد سيارته دفعته للاعتراف فأشار أنه اصطحب طليقته في سيارته بغرض حل خلافاتهما ونشبت بينهما مشاحنات لسانية حادة انتهت بتسديده ضربات متتالية إلى وجه المغدورة حتى فارقت الحياة!
عكاظ: ص 19: أبلغ فهد الحمادي ان نسبة السعوديات اللاتي يعملن في مجال المقاولات تصل إلى عشرة في المائة وأكد الحمادي ان انخفاض عدد العاملات في نشاط المقاولات في المملكة يرجع إلى العادات الثقافية والاجتماعية التي تعتبر من العقبات التي تواجه المرأة المقاولة.
عكاظ: ص 15: بقلم محمد بن علي الهرفي»لم أصدق عيني وأنا أتصفح جريدة الحياة وقد كتبت موضوعا بارزا في صفحتها الأولى تحت عنوان: « الدمام: هيئة الأمر بالمعروف تدهم دورة مياه للنساء وتسحب فتاة وتضربها»: الحياة أكدت أن مراسلها كان يتابع تفاصيل الحدث وقد أكد أن أعضاء من هيئة الدمام لاحقوا فتاة داخل دورة مياه نسائية، تخيل المنظر « الفتاة أصيبت بالإغماء وبدلا من إيقاظها ومساعدتها، أيقظوها بالركل والضرب، الفتاة المسكينة تكشفت أعضاؤها بسبب السحب والجذب لعدة أمتار، حملها مجموعة منهم من يديها ورجليها فدفوها داخل السيارة وفي صندوقها «
جريدة الرياض: ص 29 تحقيقات: أزواج أنانيون: يستغلون ثغرات النظام والأوراق الثبوتية تحرم أمهات من رعاية أبنائهن: تمثل الأوراق الثبوتية للأبناء العائق الأكبر الذي تواجهه كثير من الأمهات في حال الانفصال أو تغيب الزوج. ونتيجة لبطء سير الدعاوي القضائية ورفض الأب حضور الجلسات يغرق الأبناء في دوامة المشكلات وعلى رأسها رفض المدرسة إبقاءهم في الصفوف الدراسية مما يؤدي إلى تأخرهم تعليميا كما تعاني ألما من إجراءات المراجعة بين القضاء والمحامين بحثا عن حل والرياض طرحت المشكلة على سيدات مررن بالمشكلة وفي غالبيتهن متعلمات ومثقفات يعملن في مجالات طبية وإدراية مما يؤكد أن المشكلة لم تقتصر على فئات معينة من المجتمع علما ان هذه المشكلات تستمر في القضاء لسنوات.
الرياض: الصفحة الأخيرة: حياة سندي تحاضر عن اختراع لقياس وظيفة الكبد ورصد آثار العقاقير القوية لمعالجة الايدز تعمل
د.حياة في جامعة هارفرد وقد تم اختيارها عام 2009 من قبل منظمة (Tech pop) ضمن أفضل 15 عالما يتوقع أن يغيروا الأرض عن طريق أبحاثهم وابتكاراتهم.
جريدة الحياة: الصفحة الأولى: حقوق الإنسان: العنف الأسري في المملكة يتصدر شكاوي المرأة: أكدت هيئة حقوق الإنسان أن قضايا العنف الأسري تصدرت الشكاوي التي وردت إلى الفرع النسوي فيها بنسبة 24 في المائة خلال العام الماضي مشيرة إلى ان 35% من تلك القضايا كان الدافع الرئيس لارتكابها إدمان المخدرات.وذكرت الهيئة ان القسم النسوي نجح في إنهاء 79% من 275 شكوى تتعلق بحقوق المرأة خلال العام الماضي.
ص 12: بقلم حسن بن سالم: عن قضية فتاة الدمام: في دراسة قدمت لجامعة نايف للعلوم الأمنية تحت عنوان: الستر وأثره في الوقاية من الجريمة: دراسة تطبيقية على مراكز الهيئة بمدينة الرياض: إذ سأل الباحث عددا من أعضاء الهيئات العاملين في الميدان السؤال التالي: في حال الستر هل يتم تسليم المقبوض عليه لوليه؟ وهل يعد ذلك نوعا من الفضيحة؟ فكانت الإجابات جميعها متفقة على أن ذمة الستر لا تبرأ الا بتسليم المرأة أو الفتاة لأبيها أو من ينوب عنه من إخوانها وإخباره بما حدث وتوجيهه للعلاج المناسب ورأوا عدم اعتبار ذلك نوعا من الفضيحة بل هو عين الستر حتى لو كانت المرأة متزوجة والعجيب أن بعضهم أشار إلى أن المقبوض عليه إن كان رجلا كبيرا فمن الأولى إطلاق سراحه من دون الرجوع إلى من يكفله خشية الفضيحة!!!
ما الذي يمكن أن نخرج به من هذه الفقرات؟؟؟؟
العنف الأسري.. من الولي زوجا أو أبا أو شقيقا.. التعنت في تسليم الأوراق الثبوتية للمرأة وأطفالها القوانين التي وضعها رجال لخدمة الرجل حتى في الحصول على حقوق أساسية يجب أن تكون مكفولة للمواطن بغض النظر عن جنسه مثل أوراق ثبوتية أو تمكين من عمل أو تعليم أو عمل تجاري... المرأة لا تستطيع استخراج جواز سفر أو فيزة لعاملة أو سائق أو الحصول على قرض لبناء منزل لها إلا في حالات استثنائية ويعمل الذكوريون داخل النظام حتى لو وجد هذا النظام لصالح المرأة على عرقلته وتمييعه قبل حصولها عليه عدا مشقة المرأة في الوصول إلى المكان أو الجهة الحكومية حيث تحتاج للمراجعة بسبب عدم القدرة على الحركة فإذا كانت المشكلة مع ولي فكيف لها أن تصل إلى القاضي لينصفها إذا كان غريمها هو من سيسمح لها أو لا يسمح بالوصول كما أنه هو من سيقوم بهذا التوصيل في سيارته لكون أي منا معرضة للتساؤل لو استخدمت سيارة نقل عامة دون محرم...
إنه عالم معقد من التفاصيل المجتمعية المترتبة على بعضها قانونينا وثقافيا بحيث أفرزت هذه الأوضاع الاستثنائية للمرأة وأوصلتنا لدرجة الاستسلام لحكم الواقع مع الدعاء دون انقطاع أن يحمي الله كلا منا بولي لا نشترط فيه الآن إلا أن يخاف الله ويراعيه فيمن هو ولي لهم من نساء وأطفال، وبعد ذلك لا يبقى شيء سوي التأمل.. والمراقبة والتحسر الذي تجيده النساء في مجالسهن دون أن يصرخن إلى متى.. وأنا أقول هنا: ليت هؤلاء الرجال يلبسون أحذيتنا ويحتلون مقاعدنا النسائية ليس ليوم هذه المرة بل لنصف يوم يفقدون فيه أهليتهم ويواجهون عنف زوج أو الحرمان من طفل أو مصرف!