اختتمت أخيراً بدبي أعمال المؤتمر الثالث لتطوير الوكلاء والمساعدين وكبار المديرين في الوزارات والدوائر الحكومية، الذي نظمه معهد الحكومة الإلكترونية التابع لداتاماتكس؛ بهدف تطوير استراتيجيات إدارة التغيير في عصر تطبيق مفاهيم الحكومة والتعاملات الإلكترونية، وكيفية بناء استراتيجيات التحوُّل وثقافة التعامل الإلكتروني داخل المؤسسات الحكومية؛ حيث استمر لمدة يومين، بمشاركة عدد من المؤسسات الخليجية، إضافة إلى الخبراء والمتحدثين الإقليميين والعالميين، الذين دعوا إلى عمل خطة معلوماتية موحَّدة للتعامل مع المواضيع الفنية مثل تطوير الأنظمة التطبيقية والتصاميم المناسبة الموحَّدة، مع ضرورة تقديم خدمات لمساعدة المؤسسات الحكومية في عملية التحوُّل إلى حكومات إلكترونية؛ حيث تحتوي الخطة على الكثير من المعايير العامة التي تساعد على تصميم المواقع وإدارة محتوياتها وتحديثها وتوحيد النماذج وغير ذلك من الاعتبارات. وشددوا على ضرورة توفير الميزانيات المناسبة للتمويل من قِبل الحكومة، وتبسيط الإجراءات المطلوبة للحصول على الخدمات الحكومية، والعمل على توفير البنية التحتية والاتصالات. كما أكد المؤتمر ضرورة توفير التقنيات الحاسوبية اللازمة للوصول إلى خدمات الحكومة الإلكترونية، وتطوير سياسات تسويقية تهدف إلى التعريف بخدمات الحكومة الإلكترونية، واستخدام وسائل الإعلام المتاحة كافة للوصول إلى المستفيدين كافة ، وضرورة مشاركة قطاعات التعليم من جامعات وكليات متخصصة وفنية ومدارس التعليم العام في توجيه مخرجات تلك القطاعات بما يتناسب مع مرحلة التحول إلى الحكومة الإلكترونية، وضرورة توافر مستوى عال من الأمن والسرية للمعلومات الشخصية المقدمة من قِبل المستفيدين، وتجديد الدعوة إلى ضرورة وجود بوابة الحكومة الإلكترونية الخليجية الموحدة.
وقد استعرض الدكتور عزيز رباح في اليوم الثاني ورقة عمل بعنوان (الحكومة الإلكترونية نحو تدبير راشد)، تناول فيها استراتيجية التغيير نحو الحكومة الإلكترونية، وكيفية تحويل الرؤية الاستراتيجية إلى أهداف قابلة للتحقيق، وعملية تقييم وإعداد المشاريع الاستراتيجية في الحكومة الإلكترونية، والمعايير التي تقوم عليها عملية تقييم الأداء، وإدارة الأداء بمشاريع الحكومة الإلكترونية، والموارد المالية لمشاريع الحكومة والخدمات الإلكترونية، ودعم التخطيط الاستراتيجي لتقنية المعلومات ومشاريع الحكومة والتعاملات الإلكترونية، والأنظمة التكنولوجية الحديثة وتطبيقاتها المتكاملة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية، والمقاربة الشمولية والمنهج التشاركي والشامل لتنظيم وإدارة وتأمين مشاريع الحكومة الإلكترونية، وإدارة مشاريع الحكومة الإلكترونية، وتأهيل فريق العمل ليتمكنوا من إدارة المشاريع في المستقبل، والخطط الأمنية لحماية مشاريع الحكومة الإلكترونية.
فيما ناقش علي جواد المشعل، باحث واستشاري في مجال التعاملات الالكترونية - البحرين (عوامل النجاح وتجنب الفشل في مشروعات الحكومة الإلكترونية)، مشيراً إلى أن كثيراً من المسؤولين في شتى دول العالم نادوا بالتحوُّل إلى الحكومة الإلكترونية، بل إن رئيس مجلس الوزراء بإحدى الحكومات وضع تاريخاً محدداً قرّر فيه عزل أي وزير لا تتحول وزارته إلى منظومة الحكومة الإلكترونية في بلده. وليس هذا البلد وحده الذي يحاول اللحاق بركب العالم الإلكتروني؛ فنحن مطالبون في عصر المعلومات بالاستفادة من التقنيات في مجالات نظم وتقنية المعلومات والاتصالات التي أحدثت انقلاباً في مفاهيم وأساليب الإدارة سواء على مستوى الدول أم المؤسسات أم الأفراد؛ حيث لم تعد ترفاً معلوماتياً، وإنما تحوُّل طبيعي ستجد من دونه كثير من الحكومات التقليدية في وقت من الأوقات أنها غير قادرة على مسايرة العالم من حولها. كما أشار إلى أن نجاح التحول للحكومة الإلكترونية يتطلب إعادة هندسة جميع العمليات والإجراءات الحكومية، واتخاذ قرارات حاسمة بالتغيير والتطوير، وهذه تحديات طالما توقفت أمامها معظم الحكومات لتعود أدراجها إلى البيروقراطية القاتلة للإبداع والتطوير، وذلك مع أن دول المنطقة هي الأحوج إلى تبني مشروعات التحول التي تستغل فيها إمكانات تقنيات المعلومات والاتصالات كأحد عوامل التغيير والتطوير.
