نظام ولاية الفقيه في إيران يقدم نفسه كأكبر داعم للمسلمين، إلا أن الأفعال والمواقف التي يتخذها سدنة النظام وأركانه ومسؤولوه سواء في المحافل والمؤتمرات الدولية وحتى في علاقاته مع الدول الأخرى تؤكد غير هذا الادعاء، إذ يمارس هذا النظام مع هذه الدول كما مع الشعوب الإيرانية التي يحكمها، تسلطاً فوقياً في توظيف رخيص للدين وشعائر الدين لتحقيق معتقدات ضيقة هي محل خلاف حتى بين أبناء المذهب الواحد. ولأن هذا النظام والذي يُقدم كبير الحكم عندهم بأنه ولي وفقيه ووحده القادر على تشخيص مصالح المسلمين وتفسير معتقداتهم فإنه يعتبر كل من يخرج عن طوعه محارباً للدين يحل قتله كما يفعل مع الإيرانيين الآن الذين يتساقطون يومياً أمام المشانق بعد أحكام جائرة.
هذا النظام الذي يدعي كل هذه الإدعاءات نراه معاكساً في أفعاله وتصرفاته لأبسط قواعد الدين الإسلامي ومضامينه السمحة من خلال استغلاله الفاضح للإسلام والمسلمين والشعائر الإسلامية وطلبه منح بعثاته والجماعات التي تمثله في المناسبات الدينية كأداء العمرة والحج امتيازات تفضيلية، رغم تعارض ذلك مع تعاليم الإسلام التي لا تقر أي تفريق أو مفاضلة ما بين المسلمين الذين هم إخوة متساوون جميعاً.
ولقد استغربنا جميعاً تهديد نظام ولاية الفقيه في طهران بإلغاء قدوم المعتمرين الإيرانيين إلى الأراضي المقدسة في حال عدم توصل المحادثات مع المملكة العربية السعودية إلى نتيجة تلبي مطالبهم.
طبعاً لا يمكن لأي مسؤول في المملكة أن يوافق على طلب نظام ولاية الفقيه بمنح بعثاته ومن يرسلهم سواء للعمرة أو الحج تفضيلاً، لأن المملكة حريصة على معاملة جميع المسلمين دون استثناء وتمكينهم من تأدية المشاعر بكل يسر وطمأنينة، ولا يمكن أن تخص المملكة نظام ولاية الفقيه أو غيره من الأنظمة والدول لأي معاملة تفضيلية، لأن ذلك خروج عن تعاليم الإسلام، فلا فضل لمسلم على آخر إلا بالتقوى.. والتقوى أن يعبد الله ويؤدي شعائر الإسلام وليس خدمة النظام السياسي الذي يتبعه.
****