هناك اعتقاد لدى لفئة عريضة من الجماهير الرياضية بأن لجان اتحاد الكرة تعمل وفقاً لردة الفعل وليس العمل المنظم القائم على الممارسة اليومية والمتابعة والتواجد.. لذلك ترتبط كثير من القرارات بمدى ارتفاع الصوت والمطالبة سواء عبر الإعلام أو مسؤولي الأندية.. فأصبح المنتسب للوسط الرياضي يسمع دائماً أينما حل أو تواجد تلك الأصوات الجماهيرية المطالبة بتصعيد التعاطي الإعلامي مع هذه الحالة أو تلك.. حيث أكدت كثير من الأحداث أن القرارات تصدر كرد فعل لما يطرح في الإعلام وفي أحيان أخرى ترتبط بأندية معينة وألوان محددة.. وهو ما يجعل الجماهير الرياضية تلقي اللوم دائماً على الإعلام في عدم (تصعيده) لما يستحق العقوبة أو القرار من الأحداث التي يشهدها الوسط الرياضي.. ونحن أمام هذا الوضع نجد أنفسنا محرجين في الإقرار بهذا الواقع المؤلم لصدور القرارات وارتباطها بردة الفعل أكثر من الفعل نفسه.. وفي تصوري أن اللجان مطالبة بالمبادرة في ممارسة أعمالها والتجاوب مع الأحداث الرياضية والتفاعل مع الوسط الرياضي بما يحقق القناعة والثقة بالقرار وسلامة هدفه ومقاصده وعدالة مجراه، فالوقع العام للمباريات وطريقة تنظيمها وبرمجتها لا تتيح الوقت الكافي لا للجان نفسها ولا للرياضيين إلا للأندية في وجود مساحة زمنية كافية لاتخاذ القرارات المناسبة ومنحها ما تستحق من دراسة ومراجعة.. فالمباريات متتالية والجميع في حالة طوارئ وسباق مع الزمن رغم أن هناك فسحة من الوقت ومجالا كبيرا يتيحه الموسم لو استثمر بشكل جيد.. وتم عمل حساب لكثير من الأمور التنظيمية والاستثمارية ومنحت الأندية والمدربين الوقت لتقديم عمل منتظم مدروس بعيداً عن الارتجالية..!
الأهلي على أطلال الاتحاد
يبدو الفريق الأهلاوي في طريقه لخلافة الاتحاد في المنافسة القوية على البطولات وتحقيقها بدءاً من الموسم القادم.. فمؤشرات الأهلي حالياً وما يضمه من عناصر شابة وجهاز فني قدير ونوعية العمل المقدم لرقي الأهلي تؤكد أن تجربة الاتحاد خلال العشر سنوات الماضية قد تنتقل للأهلي مستقبلاً.. وبغض النظر عن نتائج الأهلي حاليا فإن الموسم القادم قد يشهد فريقاً أهلاوياً مختلفاً خصوصاً في ظل ابتعاد الاتحاد وهبوط مستوى معظم عناصره وصعوبة عودة الاتحاد قريباً كما كان منافساً قوياً يحقق الألقاب والبطولات.. وهو ما يجعل الأهلي الأقرب لتمثيل القطبين في المنافسات السعودية.. شخصياً أعتقد أن الأهلي لا ينقصه شيء ليكون بطلاً من أبطال الكرة السعودية الدائمين.. ولعل التوجه الأهلاوي الجديد في الصرف القوي على الفريق وضخ أضعاف ما كان يصرفه الأهلاويون سابقاً يعني أن العودة الأهلاوية اقتربت وعودة الزمن الجميل باتت ممكنة وتحتاج فقط إلى بعض الرتوش واللمسات الأخيرة لتقديم فريق بطل.. يليق بمكانة بطل الكؤوس وقلعة البطولات.
لمسات
منذ بداية هذا الموسم والحديث يكثر حول إلقاء عقد مدرب المنتخب الأول البرتغالي بوسيرو.. السؤال هو طالما أن النية موجودة للاستغناء عنه لماذا يستمر حتى الآن؟! ولماذا لم يتم الاستفادة من الوقت في التعاقد مع مدرب قدير يتابع الدوري ويختار اللاعبين ويختصر الزمن؟!!
رغم الظروف الصعبة التي تكالبت على الشباب هذا الموسم إلا أن الفريق ما زال يصارع ويحاول الاستمرار فريقاً قوياً وبطلاً في كل الظروف والأحوال، شخصياً أعتقد أن هذا الموسم يعد من أسوأ المواسم للشباب، ومع ذلك وصل للمنصات وحقق الألقاب!
تدريب جيرتس لمنتخب ساحل العاج سيكون سلاحاً ذا حدين.. فإما أنه يخفق أو لا يحقق النجاح المأمول بالنظر لضيق الوقت وصعوبة المهمة وبالتالي يحتفظ الهلاليون بمدربهم لسنة ثالثة.. أو أنه يحقق نجاحاً باهراً يلفت الأنظار ويعيد طرح اسمه على الساحة العالمية وعندها سيكون من الصعوبة جداً الاحتفاظ به لموسم ثالث لأن الموسم القادم سيكون خلاله المدرب موجوداً، خصوصاً في ظل عدم وجود استحقاقات عالمية تستحق الذكر.
يجب أن نبدأ الإعداد للموسم القادم وبرمجته من الآن والاستعانة بأفضل الخبرات داخلياً أو خارجياً وذلك حتى لا يكون تنظيمنا للمسابقات هدفاً بدلاً من أن يكون وسيلة تطور من خلالها كرتنا ورياضتنا!
تتحدث بعض الجماهير الهلالية عن مدى قدرة الفريق في الفوز بهذه البطولة أو تلك.. والبعض يفاضل بين البطولات يريد هذه ولا يريد تلك.. فإذا كان الفريق الهلالي بهذا الوضع الفني الجيد وهذا العدد من اللاعبين المتميزين وتم إعداده والصرف عليه بأعلى مستوى إذاً لماذا لا يكون طموحه الفوز بكل البطولات والسعي لتحقيق أي بطولة يدخلها.. هذا هو التفكير الهلالي الذي منح الزعيم 49 بطولة وجعله يبحث عن المزيد!