اليوم تندلع أم المعارك الانتخابية في العراق؛ ففي هذا اليوم ستستكمل الانتخابات التي سبقتها انتخابات جزئية لرجال الشرطة والجيش والمرضى والكوادر الطبية قبل ثلاثة أيام، وشارك فيها قرابة 800 ألف ناخب، وأمس السبت شارك فيها مليون و600 ألف ناخب عراقي يقيمون خارج العراق في الدول المجاورة والدول الأوروبية والأمريكية؛ وبهذا يكون قرابة مليونين ونصف المليون مواطن عراقي قد أدوا واجبهم الانتخابي، وهو ما يشكل أكثر من 10 في المئة من الناخبين المدرجين على قوائم الانتخابات الذين يبلغون عشرين مليون ناخب.
هذه الانتخابات الجزئية أظهرت نتائج الاستطلاعات الأولية لها، من خلال معرفة توجهات من أدلوا بأصواتهم، أن القائمة العراقية التي يرأسها الدكتور إياد علاوي، تأتي بعدها قائمة الائتلاف الوطني التي يرأسها عمار الحكيم، والمفاجأة أن التنافس على المركز الثالث كان بين قائمة (وحدة العراق) التي يرأسها وزير الداخلية جواد بولاني وقائمة (أحرار) التي يرأسها إياد جمال الدين، في حين تراجعت قائمة (دولة القانون) التي يرأسها رئيس الوزراء نوري المالكي إلى مراكز متأخرة، وتقدمت عليها قوائم (الوفاق) وغيرها من القوائم السنية، خصوصاً في الحصول على أصوات الناخبين خارج العراق.
واليوم تحتدم المعركة، خصوصاً في الجنوب والشمال؛ ففي المحافظات الجنوبية ستكون المعركة محتدمة بين قوائم (العراقية) و(الائتلاف) و(دولة القانون) و(وحدة العراق)، وقد استعملت كل الوسائل الشرعية، وغير الشرعية؛ لاستمالة الناخبين؛ من تقديم أموال وهدايا، بعضها كبير وبعضها قليل، مثل تقديم (كرتون دجاج مجمد)!
أما في الشمال فالمعركة كانت محتدمة بين التحالف الكردستاني الذي يضم الحزبين الرئيسيين (الاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة جلال الطالباني، والحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود البرزاني)، وقائمة التغير بزعامة نوشيروان مصطفى، وهذه القائمة تشكل تهديداً جدياً وقوياً؛ ففي انتخابات برلمان الإقليم حصلت على 25 في المئة من المقاعد، وفي هذه الانتخابات على عموم العراق ستسلب مقاعد كثيرة من التحالف الكردستاني.
أما في محافظات الوسط التي تضم أغلبية للسنة العرب فإن قائمة التوافق والقوائم التي يرأسها محمود المشهداني وأحمد عبد الغفور السامرائي رئيس الوقف السني، بالإضافة إلى قائمتي (العراقية) و(وحدة العراق)، هم من سيحصل على ثقة الناخبين خصوصاً أن هاتين القائمتين تضمان مرشحين من رموز السنة العرب.
jaser@al-jazirah.com.sa