يحتكم العراقيون اليوم إلى صناديق الانتخاب لتصويب مسيرة الديمقراطية التي يخوضون تجربتها الثانية بعد التحول الذي حصل بعد الغزو والاحتلال الإنكلوسكوني والإطاحة بنظام صدام حسين.
والانتخابات العراقية هي الثانية بعد التغيير عام 2003م حيث جرت الانتخابات الأولى عام 2005 وكانت على أسس طائفية وعرقية أحدثت تغييرات سلبية طالت الوحدة الوطنية العراقية وقسمت العراقيين إلى طوائف مذهبية وعرقية، فرضت على الفائزين في تلك الانتخابات تقاسم السلطة وفق معادلة خصخصة كرست التقسيم المذهبي والعنصري فكانت حكومة (الشراكة الوطنية) برئاسة أحد قادة الأحزاب الشيعية ورئاسة الدولة التي أعطيت إلى زعيم كردي ورئاسة البرلمان إلى عربي سني، تقاسم على أسس طائفية وعرقية أعادت العراق إلى سنين متأخرة ونزعت عنه صفة الحداثة والتعددية التي كان يتميز بها لتنعكس على الواقع السياسي فيشتبك العراقيون فيما يشبه الحرب الأهلية قتل على الهوية اصطفافاً خلف الهوية الطائفية والعرقية.
اليوم يتوجه العراقيون إلى صناديق الانتخاب بهدف التغيير.. التغيير إلى الأفضل ونبذ الطائفية والعرقية والعودة إلى عراق الحداثة.. عراق العروبة والإسلام الذي حاول من قدموا تحت عباءة الاحتلال إلى إلغائه ولذلك فإن كل الدول المجاورة وبخاصة الدول العربية تنتظر نتائج هذه الانتخابات بأمل أن تعود به إلى محيطه العربي، وأن تعيده بلداً قوياً يخدم أمته وشعبه.
***