شد انتباهي خبر قرأته في الشريط الإخباري لقناة العربية يوم الأربعاء الماضي وذكر فيه أن (التأخير عن حضور الاجتماع بعشر دقائق في اليابان يعد جريمة لا تغتفر). توقفت كثيراً عند قراءتي لذلك الخبر وفي توقفي استغراب واستعجاب في نفس الوقت.
أيعقل ذلك؟ هل يوجد شعب بهذه المثالية من احترام الوقت، حتى يجرم من لا يحترمه!! وماذا لو طبق لدينا ذلك الشيء؟ كم عدد الأشخاص الذين سيتم تجريمهم لعدم احترامهم للمواعيد! أكاد أجزم أن النسبة في مجتمعنا سوف تتجاوز 80% من الأشخاص الذين لا يحترمون الوقت والحضور في المواعيد المحددة.
في اعتقادي ومن واقع تجربة أعايشها يومياً أن التأخير عن الاجتماعات أصبح عادة غير مستحبة في مجتمعنا، بل إن البعض وللأسف الشديد يرى أن التأخير عن الموعد يمنحه نوعا من الاهتمام من قبل الآخرين ولا يعلم أن العكس هو الصحيح.
كما أننا وللأسف الشديد أصبحنا نجدول المؤتمرات والاجتماعات والمناسبات ونضع نصف ساعة قبل الموعد الرسمي وذلك احتراماً وتقديرياً ومكافأة لمن يتأخر.
فأصبح لدينا لا فرق بين الثامنة والثامنة و10 دقائق، لذلك من الطبيعي أن يتأخر الشخص عن الموعد نصف ساعة، وقد لا يكلف نفسه عناء الاعتذار، ويتأخر عن ميعاده مع المستشفى ولا يعتذر، حتى إن العدوى انتقلت للعمالة والمندوبين.
كم هو مؤلم أن تتأخر المعاملات بسبب تأخر حضور المسؤول، أو حتى إلغاء اجتماعات بسبب تأخر سعادته.
كم أتمنى أن تزول هذه العادة السيئة من مجتمعنا المسلم المحافظ, ولعنا نستفيد من اليابانيين والأوروبيين ولو من خلال احترامهم للوقت.
Fax2325320@ yahoo.com