جازان - عوض مانع القحطاني - عبدالله عكور
نفى صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام أي تغير على رسم الحدود وتواجد القوات السعودية اليمنية، وقال سموه في إجابته على سؤال لـ(الجزيرة): إنه لا تغير على ما اتفق عليه بين البلدين وإن الاتفاقية كما هي الموقعة بين البلدين.
وحول سؤال آخر لـ(الجزيرة) عن التهديدات الإيرانية لدول الخليج بضرب المصالح الحيوية للدول الغربية، أجاب سموه: إن المملكة تتعامل مع أي تهديد سواء في الشرق أو الجنوب أو أي مكان وفق إستراتيجيات معينة ولدينا من القوة بإذن الله ما يردع أي تهديد ولكن لكل حادث حديث.
وحول تعزيز الدفاعات الجوية في المملكة وقدرتها على حماية مكتسبات الوطن، أوضح سموه: إننا نعتز بقواتنا الجوية والدفاعية وهي مسلحة بأحدث الأسلحة لحماية الوطن ونحمد الله أننا نملك منظومات دفاعية قادرة للتعامل مع أي أحداث.
وأكد سموه أن ملف المفقودين من الأحياء والأموات قد تم إغلاقه تماماً، مشيراً سموه في كلمته التوجيهية للقطاعات العسكرية على الحدود بأنه لا يعني توقف الحرب أن الموضوع قد انتهى.. أبداً علينا أخذ الحيطة والحذر ويجب أن تبقى عيوننا مفتوحة مراقبة للوضع.. وكان سموه يرافقه سمو نائب قائد القوات البرية اللواء ركن خالد بن بندر بن عبدالعزيز وقائد المنطقة العسكرية الجنوبية اللواء علي خواجي وعدد من المسؤولين في زيارة لمقر الوحدات العسكرية المتواجدة في العارضة والدائر حيث ألقى سموه الكلمة التالية وقال فيها:
تحية لكم ملؤها المحبة والتقدير حيث ألتقي بكم اليوم، أحييكم باسم كل رجل من رجالات القوات المسلحة، وباسم كل مواطن ومقيم على ثرى هذه الأرض الطيبة، تحية مقرونة بأخلص الشكر والتقدير على ما قمتم به من بطولات حقة، دافعتم خلالها ببسالة الأبطال، الذين قدموا أرواحهم فداءً لأغلى وطن، ساهمتم في الدفاع عن مقدسات وخيرات ومنجزات هذا الوطن بإخلاصكم وجهدكم وعلمكم وعملكم، إنني وبحق لمسرور جداً وأنا أرى فيكم رجالاً أكفاء، وجنداً مخلصين توفرت فيكم كافة السمات الرجولية الحقة، وكان لديكم القدرة بعد توفيق الله على الصبر وقوة التحمل وبذل الجهود الممكنة في سبيل أن تبقى بلادكم غالية عالية شامخة، ترفض أراضيها التدنيس، ويأبى رجالها الضيم، ويرفض قادتها اليأس والقنوط والرضوخ لأية مهاترات.
وقال سموه: إن ما قدمه كل رجل منكم من جهود مخلصة، كل في مجال اختصاصه لدليل ساطع على إحساسكم بجسامة المسؤولية الملقاة على عواتقكم وأنتم لها إن شاء الله، كما أثبت ذلك آباؤكم وأجدادكم من قبل وها أنتم اليوم تتمركزون في مواقعكم هذه بصحبة إخوة أعزاء لكم في مواقع أخرى تراقبون الوضع عن كثب، وتحرصون على أداء الرسالة، بعد أن منَّ الله عليكم بالنصر والتمكين، وطهرتم أراضيكم ممن أراد لها الشر وأضمر لها الحقد.
وقد حرصت حكومتنا الرشيدة أعزها الله بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية، وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام يحفظهما الله على جعل قواتنا المسلحة الدرع الحصين بعد الله سبحانه وتعالى لرد كيد الأشرار والطامعين، وما أنتم هنا إلا جزء من أبناء القوات المسلحة الذين أخذوا على عواتقهم جميعاً حمل الرسالة، وحفظ الأمانة، في البر والجو والبحر، ووزارة الدفاع والطيران التي وفقت بفضل من الله إلى حد كبير بوجود رجال مخلصين متميزين بكفاءاتهم العلمية والعملية، وقادرين بتوفيق الله على العطاء بحماس واقتدار وإحساس بالمسؤولية وإنكار للذات، نحتاج منكم جميعاً مضاعفة الجهد، والتصميم على إثبات الذات على أسس قوية وخطوات ثابتة وتصميم لا حدود له للحفاظ على ما حققتموه من إنجازات لم تكن لتتحقق لولا فضل الله أولاً ثم التخطيط السليم، والتكتيكات المدروسة، والاستبسال المنقطع النظير من كل رجل منكم، بدأت باستشهاد رجال أوفياء وجرح آخرين واختتمت هذه الملحمة أيضاً باستشهاد رجال أوفياء وجرح آخرين، وها أنتم بجهدكم وعرقكم وإنجازاتكم تتمسكون بالأرض وعليكم الفهم الأكيد بأنه مهما كانت المهام شاقة إلا أنها لن تكون مستحيلة على قواتنا السعودية الباسلة، التي تحلت بالأخلاق الفاضلة، والصبر والجلد وقوة التحمل، والتقيد بتنفيذ الأوامر والتعليمات بكل دقة وكان أهمها احترام الخصم، ومعرفة قوته، والتعامل معه وفق ما يملكه من تسليح دون إفراط. وأوضح سموه أنه في الأسابيع الماضية استقبلت وبكل سرور ثلاثة من أبنائنا الذين كانوا مفقودين بعد أن عادوا إلى وطنهم، وهم بصحة وعافية ولله الحمد، وهاهم بين أهليهم، وفي الأيام الأخيرة، هدأ بالنا، وارتحنا كثيراً باستلام جثامين إخواننا الشهداء، بعد أن كانوا في عداد المفقودين، وباستلامنا لهم فإننا نعد ملف المفقودين قد أغلق تماماً، وبهذه المناسبة، ومن هذا الموقف فإنني أنتهز هذه الفرصة لأرفع خالص الشكر والتقدير والإجلال لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية، ولسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام على ما قدماه لنا من كريم الرعاية واستمرار الدعم والمساندة طيلة فترة العمليات العسكرية، كما أنهما كانا يحفظهما الله حريصين أشد الحرص ومتابعين أولاً بأول لجميع الخطوات التي تمت فيما يخص أبناءنا المفقودين، ولم يهدأ لهما بال حتى اطمأنا على مصائر مفقودينا بعودة الأصحاء، ودفن الشهداء على ثرى الأرض التي استشهدوا دفاعاً عنها.
وختاماً أسأل الله جل وعلا أن يأتي اليوم الذي لم نعد فيه بحاجة لوجودكم هنا بعد أن يستتب الوضع، وتعود الأمور إلى مجاريها وتتحقق شروطنا التي ليس فيها ما يسيء لأحبتنا في اليمن الشقيق، بل ما يساعدهم على بسط الأمن في ربوع اليمن السعيد، وفي الوقت الذي يسرني فيه تفقد أحوالكم أوصيكم بالحرص والمتابعة والاستعداد لكل ما هو متوقع، لأن ما حصل حتى الآن لا يعني أن الوضع قد انتهى، بل الأيام والأفعال على أرض الواقع هي التي ستبرهن لنا ذلك وسنبقى مراقبين وعن أراضينا مدافعين، وأسأل الله لكم دوام العون والتوفيق، فتحية لكم، تحية لعزمكم وحزمكم، وتحية لبطولاتكم ورجولتكم، تحية لتضحياتكم وفدائكم، تحية لخلقكم وآدابكم، تحية لصدقكم وإخلاصكم، وتحية لمنعتكم وإبائكم.
وأخيراً تحية لشهدائكم الأبرار وجرحاكم الميامين، والحمد لله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سموه يستقبل المشايخ
وعقب ذلك توجه سموه إلى مقر الحفل الذي أعدته قيادة المنطقة العسكرية في جازان حيث سلم سموه على مشايخ القبائل الذين توافدوا إلى مقر الحفل معاهدين على الولاء والطاعة مؤكدين أنهم سوف يبقون مع قواتنا المسلحة في وجه أي معتد.
كلمة قائد المنطقة
عقب ذلك ألقى قائد منطقة جازان اللواء حسين محمد معلوي كلمة رحب فيها بسموه ومشايخ القبائل والحاضرين وقال: الحمد لله الذي هيأ لهذه البلاد قادة مخلصين لدينهم ووطنهم وهيأ لهذه البلاد شعباً مخلصاً وضحى للدفاع عن راية التوحيد.
وقال اللواء معلوي: الحمد لله الذي جعل لنا راية وهي راية الإسلام وهذه البلاد يعملون بها من خلال مجهودات بذلها المؤسس أصبح لنا دولة قوية يحكمها رجال أخيار، وامتدح اللواء معلوي الجهود التي بذلها الأمير خالد بن سلطان لدحر المتسللين، مثمناً لخادم الحرمين الشريفين زيارته لقواتنا المسلحة، ومعتبراً أن زيارة ولي العهد للمصابين قد أثلجت صدور المرابطين على الحدود عندما قبل رؤوس هؤلاء المصابين.
عقب ذلك ألقيت العديد من القصائد، ثم قدم قائد قوة جازان هدية لسموه، ثم تناول سموه وجبة الغداء وقد رافق سموه سمو نائب قائد القوات البرية اللواء ركن خالد بن بندر بن عبدالعزيز، وقائد المنطقة العسكرية بالجنوب اللواء علي خواجي، كما حضر الحفل قائد قاعدة الملك خالد الجوية اللواء محمد صالح العتيبي وقائد المجموعة الرابعة للدفاع الجوي اللواء حاسم بن عبدالعزيز العنزي وعدد من قادة القطاعات.
المؤتمر الصحفي
وعقب إلقاء سموه كلمته أجاب عن أسئلة الصحفيين، فحول إزالة الألغام سواء في الأراضي اليمنية أو السعودية أجاب سموه بأن الألغام في الأراضي اليمنية هي مسئولية اللجان اليمنية، فهي التي تتابع تطهير هذه الألغام التي زرعت في الجانب اليمني، أما إذا كان هناك ألغام في الحدود السعودية فإن هناك تطهيراً لها وسوف ننتهي من المسح خلال شهر.
وعن وجود مساحة بين البلدين للحد من التسلل أجاب سموه بأن الجيش اليمني والقبائل اليمنية التي لنا علاقات قوية معهم على الحدود السعودية اليمنية هي عامل مساعد لمنع أي تحرش في المستقبل، حيث يقومون بجهود كبيرة في الجوانب الأمنية.
وقال سموه إن حرص خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين هي التأكيد على الحفاظ على الأرواح وحقن الدماء.. ولكن إذا دخل أي معتد أو متسلل إلى أراضي المملكة فإن عليه الرجوع أو القتل، وحول اهتمام الدولة بأسر الشهداء أوضح سموه أن خادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى للقوات المسلحة وسمو ولي عهده الأمين مهتمان بأسر الشهداء.
وحول سؤال هل هناك تأكيدات بانسحاب الحوثيين من مواقعهم داخل اليمن، أوضح سموه أن ذلك شأن يمني وليس لنا فيه أي علاقة، فالحكومة اليمنية هي التي تعرف وهي التي تقرر.. ونحن نتطلع إلى أن تنتهي المشكلة تماماً ونرى اليمن مستقراً بعيداً عن أي مشاكل ولاشك نحن نراقب الأوضاع.
وحول سؤال (الجزيرة) هل طرأ أي تعديل على رسم الحدود وتواجد قوات البلدين على ضوء الأحداث الأخيرة، نفى سموه أن يكون هناك أي تعديل على أي اتفاقية وقعت مع الحكومة اليمنية وهي كما اتفق عليها من حيث الحدود وتواجد القوات بين البلديين.
وحول سؤال آخر لـ(الجزيرة) عن التهديدات الإيرانية بضرب المصالح الحيوية للدول الغريبة في دول مجلس التعاون الخليجي والاحتياطات اللازمة، بين سموه أن أي تهديد على الشرق أو الغرب أو الجنوب للمملكة فإننا نأخذه بجدية ونضع له استراتيجية معينة ونتعامل معه بقوة، ولكن لكل حادث حديث.. وحول تعزيز قدرات دفاعاتنا الجوية أوضح سموه أن المملكة تمتلك منظومة قادرة على حماية أراضيها ونحن نفتخر بقواتنا الدفاعية والجوية، والمملكة تمتلك المعدات المتطورة الجيدة.. ونحن نفخر بذلك.
وحول دعم اليمن قال سموه إن المملكة من أكبر الداعمين لهذا البلد الشقيق من أجل تنميته ونحن ننظر إلى اليمن نظرة إخاء وأخوة مبينة على الاحترام والتقدير.
وعن وجود نية لعمل عمليات مشتركة بين القوات السعودية واليمينة أجاب سموه بأن التنسيق موجود وهناك تمارين تمت ونفذت بين البلدين، وإن شاء الله سوف يكون هناك تمارين وتعاون أكثر.
وحول سؤال هل يتوقع سموه أن يقدم المتسللون على أعمال أخرى، أجاب سموه نحن نتوقع أي شيء ولكن الرد سيكون قاسياً هذه المرة وعن إنشاء مدينة عسكرية في جازان أوضح سموه أن القائد الأعلى للقوات المسلحة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حريصون على تطوير قواتنا المسلحة وبما ينفعها ونحن نعمل ونفكر على دراسة مثل هذا التطوير الذي يخدم الوطن.
وحول سؤال هل نفذت الشروط السعودية، أجاب سموه نعم نفذت وتسلمنا أسرانا الأحياء والأموات وتم طردهم من الأراضي السعودية وانتهت الحرب، ولكننا سوف نراقب ونبقى عيوناً يقظة.
وحول ما دار بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس اليمني، أجاب أن الحوار كان بناء وهو حوار أخوي وعلاقاتنا مع اليمن علاقة أخوية مبنية على التفاهم والاحترام وقد زادت وترسخت بعد الأحداث الأخيرة ونحن في المملكة ننظر إلى استقرار هذا البلد بأنه عامل مهم جداً.