فرض واقع الهلال الراهن نفسه ليكون الجانب المضيء، والأجدر والأكثر جاذبية للحديث عن كل ما هو إيجابي ومشرق في كرة القدم على أصولها الحديثة.
* بين مَن يتحدث بواقعية وتجرد عن العمل التكاملي الذي أثمر بطولتين من ثلاث حتى الآن.
وبين من يتحدث عن فاعلية أجانب الفريق.. إلى مَن يتحدث عن عبقرية (جريتس) وعن الأجواء الاحترافية التي وفرتها الإدارة.
في حين انقسم الذين اضطرتهم المواقف المحرجة للحديث عن الواقع الهلالي الحالي على طريقة (مكرهاً أخاك لا بطل) إلى فئتين، وإن كانوا قلة قليلة.
فئة لا تريد أن تظهر أمام الناس بمظهر مَن لا يفهم شيئاً.. لذلك تغالب مشاعرها بمسايرة المنطق الماثل، وبالتالي فهي تتحدث بعكس أحاسيسها الدفينة تجاه الهلال في كل الأحوال.
وفئة لم تستطع الخروج من أزمتها التراكمية؛ مما يضطرها إلى المطالبة بعدم التوسع في الثناء على الهلال بحجة الخشية من انعكاس ذلك الثناء على مستقبل الفريق في مشواره الآسيوي.. مع أن المتلقي أكثر ذكاءً وفطنةً من هؤلاء؛ وبالتالي فهو يعلم سبب انزعاجهم (!!)
* بعيداً عن كل هذه الأقاويل بما فيها من مفارقات.. سواء الصادق والنزيه منها، أو المضطرب، أو حتى الباحث عن مهرب من سماع صدى الثناء والإشادة بزعيم القرن الآسيوي.
أقول أولاً: إن الكمال لله وحده.. أما ثانياً إذا كان هذا الفريق بما يمتلكه من خبرات ومن مقومات النجاح والنضج الفكري والتعاملي، فنياً وإدارياً وعناصرياً.. فإنه لا يستطيع الاستفادة من الدروس كالبعيد منها والقريب، وإنه يمكن أن يتأثر بمثل هذه الإطراءات بكل أشكالها وألوانها وأهدافها.. في تعاطيه وتعامله المنطقي المفترض مع الاستحقاق الآسيوي أو غيره من الاستحقاقات.. فهو بلا شك غير جدير بحمل شرف مسؤولية تمثيل الكرة السعودية التي طالما تشرف بتمثيلها فأحسن التمثيل، وكان الابن البار بوطنه ورياضة وطنه (؟!).
على أن هذا الكلام لا يعني بأي حال تحميل الفريق فوق طاقته، أو مطالبته بالمستحيل بقدر ما يعني المطالبة ببذل أقصى جهد ممكن مع تلمس الأسباب.. فقد قالت العرب: (لا يلام المرء بعد اجتهاده).
راجياً من الله التوفيق للزعيم ولكل فرقنا المشاركة، وأن تعود كرتنا السعودية كما كانت ملء السمع والبصر.
ممارسات وضيعة خلفها أنفس أكثر وضاعة
عندما يتجرد المرء من إنسانيته ومن قيمه ومبادئه الروحية والأخلاقية، بما فيها من نوازع الخير والمروءة، حينئذ لا غرابة في أن يصبح لعبة طيعة ورخيصة في يد الشيطان يلهو بها ويحركها متى شاء وكيفما شاء، ومن ثم يتحول تدريجياً من كائن نافع مفترض إلى آخر مؤذ يسكنه الشر وتتقاذفه نوازع الحقد والكراهية.
الحديث هنا عن ظاهرة حياكة ونصب المكائد لعباد الله من الغافلين والأبرياء، سواء عن طريق التسجيلات الصوتية، أو من خلال دس العناصر (الأدوات) في المطارات وفي الموانئ، وحتى في الملاعب والأماكن العامة وصولاً إلى حبك وتأليف الشائعات المرعبة بحق المشاهد والناجحين ومن ثم نشرها بين الناس دون وازع من دين أو ضمير (؟!!).
كل هذه الممارسات والأفاعيل الوضيعة.. لا شك أنه يقف خلفها أنفس أكثر وضاعة وأشد دناءة.. هذه الأنفس التي احتواها الشر وملأها الحقد على المجتمع، إنما تمارس كل هذا الشذوذ الروحي والأخلاقي والإنساني وحتى السلوكي انطلاقاً من (أكذوبة) إفرازات التنافسات الرياضية (!!!)
فأي تنافسات رياضية هذه التي يبررون ارتكاب هذه الموبقات في سبيلها ومن أجلها.. وأي إفرازات تلك التي يتحول الشخص بفعل تأثيرها إلى عضو فاسد في المجتمع.. لا شغل له ولا شاغل سوى تسخير مواهبه ومهاراته الشيطانية في إيذاء وإرعاب خلق الله والعبث بمشاعرهم دون ذنب جنوه سوى أنهم يعيشون في مجتمع ابتلي بتواجد هذه النماذج الكريهة فيه (؟!!).
نحن لا نطالب أولئك (الأشرار) بأن يضعوا أنفسهم مكان الأبرياء الذين آذوهم كي يتذوقوا مرارة أفعالهم الدنيئة.. لأن مَن يتجرد من إنسانيته لا يمكن أن يتصور نفسه في غير الموقع الوضيع الذي اختاره لنفسه.
بقدر ما نطالبهم ونحذرهم بالكف عن ممارساتهم تلك.. وألا يضطرونا إلى المطالبة بالدعاء عليهم في الجوامع والمساجد بأن يشغلهم الله القدير القادر بأنفسهم بعيداً عن الغافلين والأبرياء من عباد الله.
حسبنا الله ونعم الوكيل.
يا لطيف
سألت أحد الأصدقاء المشهود لهم بالخبرة والباع الطويل في إجادة قراءة وتحليل التصرفات والسلوكيات عن تفسيره للحالة التي تنتاب الكثير من النصراويين وبعض الاتحاديين حينما يكون هناك حديث إيجابي هلالي.. حيث يلاحظ على الواحد منهم امتقاع اللون والتململ وكأنه أصيب بلدغة عقرب.. إلى درجة الاقتحام وقطع الحديث، إما بحشر أحد الأصفرين في الموضوع، أو بالحديث عن سلبية هلالية صحيحة أو مختلقة.
الغرض من إقحامها محاولة تعكير الأجواء الإيجابية المطروحة.. حتى أن أحد المشهورين بلقب (أكذب الكذابين) وعميدهم.. ظل طوال الموسم الماضي يهاجم المدرب (كوزمين) حتى إذا جاء (جريتس) الذي أجمع الكل على تميزه.. عاد ذات (الكذاب) لا ليقول شيئاً ينطوي على أدنى قدر من احترام وعي المشاهد.. وإنما ليقول ويؤكد أن كوزمين أفضل من جريتس.. فأجاب صديقنا.
* هذه الحالة تحتاج إلى عالم متخصص لا إلى محلل أو قارئ جيد للتصرفات والسلوكيات؛ إذ إنها تعتبر من الحالات المرضية النفسية الصعبة.
دعاء
اللهم عافنا مما ابتليت به كثيراً من خلقك.