في الحقيقة لا أعرف إن كان للحارس (الأمين)، واللاعب المحترف (المحترم) حسن العتيبي مدير أعمال أم لا؟، فإن كان له مدير أعمال فسوف يقع عليه نصف الخطأ مما سأقوله، وإن لم يكن كذلك فعليه الخطأ كله..!
في الأسبوع الفارط تناولت في (رؤية) أهمية الثقافة للاعب السعودي المحترف على وجه الخصوص، وقلت إنها كالوقاية من العلاج، فهي ضرورية لتكوين الرأي والاتجاه، واعتماد القرارات.
واليوم نحن نتابع فصول قضية مهمة لمحبي وأنصار الهلال، زعيم القارة الآسيوية، تابعتها كمراقب وإعلامي أولاً، تتمحور في مسألة تجديد عقد اللاعب المحترف حسن العتيبي التي انتهت إلى خصم من مرتبه، ووضعه على قائمة الانتقال، وكأنها وصلت بالفعل إلى طريق مسدود.
وبدون الخوض في عمق وتفاصيل المشكلة، فإن القضية تكررت في الهلال بذات الشخوص مع اختلاف السيناريو، بالأمس لم ينل حسن النجومية التي تقنع بالتجديد معه وفق شروطه، واليوم نال حسن النجومية التي تخوله وضع شروطه.
الأكيد أن إدارة الهلال ممثلة بإدارتي الفريق والاحتراف لم تحسن الاستفادة من درس الماضي بدليل تفاعل الموضوع إلى أن وصل إلى حد وصفه بالقضية التي شغلت الرأي العام الهلالي، ووصلت إلى تراشق كلامي عبر الصحافة غير محبب، بل غير مقبول لمن يعرف تقاليد الهلال جيداً.
الموضوع لم يتم قراءته القراءة المستقبلية من قبل إدارتي الفريق والاحتراف الهلاليتين، لذلك لم يتم وضع سيناريوهات محتملة لفصول مشكلة متوقَّعة قد تنتهي إلى قضية، ولأن المشكلة في مهدها قبل أن تكبر تسمى في علم الإدارة والمتعاملين في شؤون التخطيط ب(الوحش الصغير) من المهم أن تقضي عليه قبل أن يكبر، وكبر المشكلة دليل الإخفاق في التعامل معها، أو علاجها.
ولنأْتِ للطرف الأهم في القضية - إن جاز التعبير - وهو الحارس حسن العتيبي الذي يعجبني كفاحه والمطالبة بحقوقه كلاعب، بدليل انتزاعه فرصة اللعب أساسياً ومساهمته بفعالية بإنجاز اللقب الـ(50) المتمثل بكأس ولي العهد، وبنجومية تحسب له كحارس احتياطي لم يؤثِّر عليه الجلوس في دكة البدلاء كثيراً، لكن هذا الإعجاب لا يعفي (المحترف) حسن من خطئه في استثمار نجوميته أولاً بشكل لا يسيء إليه، ولا يتم تفسيره بأنه (لي ذراع) لإدارة ناديه.
فالعتيبي صعّد مشكلته إلى الإعلام لتتحول إلى قضية، ظهرت في توقيت غير مناسب لفريقه وإدارته وجمهور ناديه الذي يستعد لخوض غمار الجولة الثانية في الاستحقاق الآسيوي، كما أنه بحديثه للصحافة يكون قد خالف اللوائح الداخلية بناديه التي تنظم علاقة اللاعب المحترف مع إدارته وفق ما يسمى ب(لائحة العقوبات والجزاءات) المستمدة من مواد لائحة الاحتراف الصادرة عن الاتحاد السعودي لكرة القدم.
ولو كان للاعب حسن العتيبي وكيل أو مدير أعمال لكفاه شر الخروج المباشر عبر الإعلام والتناطح صحافياً مع مدير الفريق بصورة غير مقبولة، وفيها خروج عن (التقاليد الهلالية) كما قلت، وكذلك فإن وكيل الأعمال سيقوم بكل ما يحفظ للاعب حقوقه المعنوية والمادية، بل سوف يحسن استثمار نجومية موكله بالطريقة المثلى، وهنا نعود إلى ما بدأت به بالتساؤل عن وجود وكيل أعمال اللاعب من عدمه لأن وجود وكيل أعمال للاعب هو عمل احترافي يعكس عقلية وثقافة احترافية للاعب أساسها التنظيم لشؤونه.
بالمختصر المفيد لا نلوم إدارة الفريق أو إدارة الاحتراف في الهلال أو حتى اللاعب حسن العتيبي في البحث عن حقوقهم والمحافظة عليها، لكن اللوم كله يقع على الأطراف الثلاثة في كيفية التعامل مع المشكلة، والطريقة التي تم من خلالها إدارة المشكلة في ناد كبير بحجم الهلال.
«المغني» كشف سوء إدارة التحكيم
بعيداً عن ميول المطرب «الحكم» عبد الرحمن الغامدي المعروف بنصراويته، فإن قضيته كشفت عن واقع مؤلم بالنسبة لي على الأقل يتمحور في سوء إدارة لجان التحكيم المحلي للعبة كرة القدم.
وأعود وإياكم للتركيز على ما تحدث به المطرب الغامدي ل(الاقتصادية) بما نصه: «...... ولم أعلم أن كل هذه الصدى سيحصل ولو علمت لغنيت للهلال منذ 20 عاماً منذ بداية مشواري الفني الذي أصدرت من خلاله سبعة ألبومات فنية مرخصة من وزارة الثقافة والإعلام وهذا يؤكد للجميع أن لي تاريخاً فنياً قبل أن أدخل مجال التحكيم وأعتقد أن الفنانين يعلمون جيداً أن عليهم تلوين فنهم بالأغاني الفرائحية والحزينة بجانب الأغاني الوطنية وللأندية وهذا الأمر حصل مع كثير من الفنانين أنهم غنوا للأندية ولست الفنان الوحيد الذي غنى لناد». انتهى كلامه.
ونلاحظ أنه ينعت نفسه بالفنان ويوثّق هذه الصفة أو المهنة له بتاريخ الممتد منذ 20 سنة، وإصداره لـ(7) ألبومات فنية مرخصة من وزارة الثقافة والإعلام، بل لم يتردد في التعاطي مع القضية بصفته كمطرب أو فنان وليس كحكم .. أي أنه يجهل أو لم يفهم - لا فرق - ما ذا يعني أن تكون حكم كرة قدم!!! .. يعني المسألة لديه (أكل عيش والسلام) كالفن تماماً؟!.. وهذه مصيبة بحد ذاتها.
ثمة أسئلة عديدة جدير بنا طرحها لكن أبرزها: من سمح لهذا المطرب الالتحاق بركب التحكيم؟ وكيف قبلت به اللجنة الرئيسية للحكام واعتمدته كحكم دون أن تسأل عنه وتتقصى؟
ثم إن ظهور قضية كهذه يجعلنا نعيد ذات السؤال المهم: ما هي المعايير الأساسية للقبول والدخول ثم الاعتماد في مجال التحكيم لأننا لو بحثنا ودققنا في مسألة القبول والدخول فإننا سوف نكتشف الأسباب الأساسية والجوهرية في رؤية تحكيم سعودي أعرج، أو فشل التحكيم السعودي..
فواصل
* أكرر بثقة: ويلهامسون أولاً ثم كماتشو أفضل أجانب الدوري السعودي لهذا الموسم.
* مباراة الأربعاء في طشقند للفريق الشبابي سوف تكشف فكر المدرب باتشيكو على حقيقته.
* يقول لي أحد الثقاة من الأصدقاء، نقلاً عن مدير فريق محلي: إن ذلك اللاعب الدولي المصاب يأتي إلى غرفة العلاج في الصباح «وهو.. مواصل» .. فتش عن الإدارة والعقلية والثقافة للاعب المحترف!
* ما زلت عند رأيي حول أهمية جدوى تفعيل مجلس الجمهور الشبابي المتحفز لخدمة ناديه.
* همسة في أذن اللاعب الكبير طارق التائب: الجمهور يريد لاعباً يحرث الملعب، وليس نجماً في المدرجات.
* الإشادات التي أتلقاها عبر الاتصال أو رسائل من زملاء إعلاميين وصحافيين متمرسين أصحاب خبرة وتجربة وقيادة عن عمل المركز الإعلامي بنادي الشباب هي محط اعتزازي ومحفزة لي ولزملائي في المركز.
* على إدارة نادي القادسية أن تستثمر عقد نجمها محمد السهلاوي بما يخدم نادي القادسية بكل نزاهة وأمانة بقرار يشترك فيه رجالات النادي الداعمون بعيداً عن العلاقات الشخصية التي لن تخدم مستقبل القادسية.
* نصيحتي الأخوية للصديق عبد العزيز الدوسري إن قرر الاستمرار في رئاسة الاتفاق أن يغربل مجلس إدارته قبل أن يقرر غربلة فريقه الكروي.
* لن يتطور التحكيم ما لم يترأسه رجل غير حكم.. فقد جربنا أفضل الحكام وفشلوا في الإدارة لأن فاقد الشيء لا يعطيه، ولأن الإدارة علم قائم بذاته، ومهارة لا يتقنها أي حكم..!