في معرض حديث مدير عام المرور اللواء سليمان العجلان أمام ملتقى رؤساء مديري مرور المناطق الذي التأم مؤخراً بالرياض أشار إلى دور الإعلام في التوعية المرورية وأثره البالغ في تعديل كثير من سلوكيات مستخدمي الطريق وبالتالي الحد من الحوادث المرورية والتقليل من الخسائر البشرية والمادية، وجعل العجلان الشأن التوعوي الإعلامي بين عناصر مهمة ترتقي بالمهمة المرورية كان أبرزها الاهتمام بالعنصر البشري (ضباطاً وأفراداً).
وأشار إلى أن تكامل هذه العناصر يرتقي بالشأن المروري ويحسن من خدماته، ومع الارتياح لهذا الطرح وتأييده إلا أن الملاحظ أن كثيراً من المسؤولين يجعلون الإعلام لاعباً رئيساً في إنجاح خططهم ومشروعاتهم من منطلق أنه الوسيلة التي تشرح المهام للجمهور وتجعله متواصلاً مع مؤسسات الدولة عبر تقديم المعلومة والحصول على الرأي العام حولها، أو على الأقل ليتم التعريف بما سيتخذ من خطوات لمشروع ما، وهذا مما يسر أرباب الصحافة والإعلام ولا أخالهم إلا سعداء بما يقدمونه من جهود إعلامية متعددة الوسائل متنوعة الأغراض خدمة للصالح العام، غير أن الذي لا يسعدهم هو إذا قام خطيب على أي منبر احتفالي، أو ملتقى صحفي عقب اجتماع أو مؤتمر وأخذ يلوم الإعلام أو يحمّله جُل المسؤولية بمهمة نشر التوعية والتعريف بالمشروع أو المهام التي هو بصدد طرحها وتنفيذها، فلماذا الإعلام والصحافة محل اتهام بالتقصير أحيانا ولا أعني هنا أن اللواء العجلان قصد هذا - بل بالعكس هو ينظر للجهد الإعلامي بعين الاعتبار، لكني أقصد مقصداً عاماً حينما ينبري بعض المتحدثين في المناسبات ويلقي على الإعلام بعض تبعات ما قد يحدث من قصور في أداء مؤسسته، داعياً الإعلام لتسليط أضوائه وأقلامه نحو إدارته وإظهار أنشطتها، وأرى أن الإعلام والصحافة تشرع أبوابها.. ومندوبوها ومراسلوها رهن الإشارة لتقديم الخدمات الإعلامية على أن تبادر الدوائر والمؤسسات بتقديم المعلومة والتقرير المزود بالصور والمؤيد بالأرقام والحقائق والبيانات التفصيلية، أو ترك هذه المهمة لها للحصول على كل ذلك وأكثر والتعاون معها في تيسير مهمات مندوبيها، إذ إن الصحافة لا تكتفي بتقديم الكلام الإنشائي للإشادة بالإدارة والمدير والمشروع المطروح وتلميع المؤسسة، فهذا أمر تجاوزه الزمن، والزمن بما تخلله من تراكم معرفي قد حمل الصحافة وارتقى بها إلى مستويات أفضل، وربما أن بعض المسؤولين عن بعض مؤسساتنا لا زالوا بمفهوم قديم ينتظر قدوم الصحفي والإعلامي ليقف أمام باب مكتبه مستجدياً الدخول للحديث والتصوير وتلميع سعادته وإبرازه مبتسماً وهو يتحدث للمحرر عن إنجازاته وإنجازات المؤسسة التي تبدأ بسوف وسوف، مع أن سوف هذه لن تحقق إنجازاً على المدى المنظور، الإعلام والصحافة بالمملكة مثلها مثل دور الخليج والدول العربية تخطو خطوات واسعة نحو التقدم والتقنية وتستقطب المؤهلين من الأقسام المتخصصة مما يؤهلها لأن تكون مقصداً للتعاون من المسؤولين في كافة القطاعات غير أن هذا التعاون يفترض ألا يكون من جانب واحد هو (الصحافة) التي يحمّلها البعض أوزار تقصيرهم..
ومن الواقع المشاهد أن الصحافة والإعلام بكل فروعه وأدواته يتنافس بشرف نحو تقديم ما يرضي الجميع ويجاهد لإشباع كافة الأذواق بما تمليه عليه أمانته المهنية وفي حدود طاقته من الالتزام بالمصداقية والمعايير المرعية.