قراءة- د.سعد الصويان
الملك عبدالله رجلٌ حِرفَتُه صناعة التاريخ والأمجاد، نذر نفسه لإعادة صياغة هذا الوطن ليلبسه أبهى حلل العصر ويقوده نحو مسار التحديث الصاعد ليعلي هامته بين الأمم، إنها مهمة صعبة ولكن الملك عبدالله رجل المهام الصعبة.. وفاؤه للوطن منحه وفاء المواطنين بكل شرائحهم وأطيافهم فَشِربت محبته القلوب وقرّت به العيون.
إذا كان الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وحّد هذا الوطن جغرافياً.. فإن الملك عبدالله بن عبدالعزيز يدشن مرحلة جديدة لغرس الولاء الصادق والانتماء الحقيقي، مرحلة ترميم البناء الاجتماعي وإعادة هيكلته وفق أسس حديثة ومفاهيم عصرية.. ليجعل من هذا الوطن وطناً فيه متسع للجميع والكل فيه سواسية.. فهو -حفظه الله- حريص كل الحرص على كل ما من شأنه أن يزيل الحواجز التقليدية والتقسيمات الاجتماعية التي تفتتنا وتجرح شعورنا الوطني وتعيق تطورنا ومسيرتنا التنموية، وهو حريص أيضاً على أن يُخرج المجتمع من عنق زجاجة التخلف الفكري والثقافي ليحث الخطى ويغذ السير نحو التحديث الشامل والأخذ بأسباب الحضارة المتكاملة والتنمية المتوازنة على كل المستويات، إنه ينام ويصحو وكاهله مثقل بهموم الوطن وقضايا المواطنين.
ولقد جسَّد الملك عبدالله هذه المعاني النبيلة والقيم السامية في خطابه التاريخي الذي ألقاه أمام أهالي القصيم في زيارته الأخيرة للمنطقة حينما وجه نداء للجميع بالترفع عن تقسيم الناس وتصنيفهم، مؤكداً أن ذلك يتعارض مع قواعد الشريعة السمحة ومع متطلبات الوحدة الوطنية.. إنه يدعونا إلى أن نخلف وراءنا كل التصنيفات والتقسيمات الفكرية والفئوية والطائفية والطبقية والقبلية والإقليمية التي تنهش جسدنا الاجتماعي.. إذا كانت توجيهات الخالق البارئ جل وعلا ألاّ تنابزوا بالألقاب.. وكذلك توجيهات ولي الأمر بما أُوتي من سلطة روحية ومادية، وهي أيضاً سلوكيات وممارسات تتمشى مع الفطرة السليمة والنهج القويم، فإننا ملزمون كمسلمين ومواطنين وبشر أسوياء وأناس عقلاء أن نحترمها ونتقيد بها ونعمل بمقتضاها.. هذا التوجيه الكريم هو بمثابة ميثاق شرف علينا أن نلتزم به جميعاً في تخاطبنا وحواراتنا مع بعضنا البعض.. لقد أعطى قائدنا الإشارة وعلينا الآن أن ننطلق في هذا الاتجاه، اتجاه التسامح واللين والرفق في تعاملنا مع بعضنا البعض.. والابتعاد عن التشنج والحدة المستفِزّة في طروحاتنا وحواراتنا.. لقد أصبح لزاماً علينا جميعاً في ظل توجيهات قائد مسيرتنا التحديثية أن نتبنّى شعار: ولا تنابزوا بالألقاب، وأن ننبذ التطرف والغلو والتعصب وخطابات التحريض التعبوية والفكر العدائي المتشنج وادعاء امتلاك الحقيقة المطلقة، هذا هو السبيل نحو بث الفكر المنفتح وتغيير البنية الذهنية وإعادة تكوين الشخصية النمطية لنستطيع مسايرة العصر والتكيف مع العالم الحديث الذي يطبق علينا من كل الجهات ويحاصرنا على كل الجبهات.
انشغال الرعيل الأول والتضحيات الجسيمة التي قدموها في سبيل توطيد الكيان السياسي وتعزيز الوحدة الجغرافية وتثبيت المنجزات والمكاسب لم يفسح لهم المجال للالتفات إلى بقية الأسس والمقومات التي من شأنها أن تعمل على تنمية الشعور الوطني وحب الأرض.. وانتهت مرحلة التأسيس وجاءت بعدها مرحلة البناء، وانشغل الرعيل الثاني ببناء مؤسسات الدولة وقطاع الخدمات والبنية التحتية.. والآن وفي ظل المعطيات والتحديات الدولية الراهنة أدرك الملك عبدالله أننا دخلنا مرحلة جديدة نحن فيها أحوج ما نكون للالتفاف والتلاحم والانصهار في بوتقة شعور وطني واحد ورؤية جماعية وأهداف مشتركة بيننا يتفق عليها الجميع.. لقد دشّن عهده -حفظه الله- مشروع تدعيم وحدتنا السياسية والجغرافية وحماية مكتسباتنا وتعزيزها عبر وحدة اجتماعية وثقافية تجعلنا نحس بأننا، إضافة إلى كوننا أبناء وطن واحد، أعضاء في مجتمع واحد متلاحم متماسك له ثقافة مشتركة.
مرحلة الملك عبدالله هي مرحلة مزج المكونات الثقافية والفكرية لهذا الوطن وصهرها لتتفاعل فيما بينها وتُشكّل مع بعضها البعض هوية وطنية شمولية يتماهى فيها الكل وتستوعب الجميع.. إنه يريد إعادة صياغة الثقافات المحلية والإقليمية والطائفية والقبلية المبعثرة ليحيلها من خيوط مهلهلة إلى نسيج متماسك.. ومن شظايا متناثرة إلى كيان ثقافي حي له فاعلية وتأثير وحضور قوي ومحسوس.. يريد أن يحول المعزوفات المنفردة إلى أداء جماعي، إلى سيمفونية ثقافية متناغمة عنوانها تكريس الهوية وروح الانتماء والولاء بين مختلف فئات الشعب وطبقاته وفي كل المناطق، كُلٌّ له فيها صوت مسموع ودور يؤديه.
مُذ أن تولى الملك عبدالله سدة الحكم توقع المحللون والمراقبون أن يكون عهده عهد الانطلاقة الحقيقية نحو التطوير والتحديث.. وما تحقق وتراكم من إنجازات حتى الآن يشهد على ذلك.. ويُشكّل قفزة كمية ونوعية أشاعت جواً من الثقة والاطمئنان والتفاؤل.. وبدأت تلوح في الأفق القريب تباشير فجر جديد ومستقبل واعد.. كثير من الأحلام التي كانت بالأمس القريب بعيدة المنال أصبحت اليوم وعوداً على وشك التحقيق في الأمد المنظور.. الكل يعلق آمالاً عراضاً على ما يتحلى به -أيده الله- من انفتاح لا يفرط بالثوابت.. ومن تسامح لا ينقصه الحزم.. ومن تواضع تجلله الهيبة والوقار.. فلا يمر يوم دون أن يصدر عنه أمر سامٍ جديد هو بمثابة عمادة إضافية تسند البيت السعودي.. ووتد يشد أطنابه ويثبت بنيانه ويضيف له مساحات أرحب من حرية الحركة والتعبير والانفتاح.. ويجعل منه ملجأ آمناً يتفيأ في ظله الجميع وينعمون بخيراته في أمن ورخاء.. لقد بدأنا نشعر بارتفاع سقف الحرية الشخصية واتساع مساحة الرأي وحرية الكلمة.. كما بدأت الإصلاحات الاقتصادية تتراكم وتكبر مثلما تكبر كرة الثلج، وهذا مما يكسبها زخماً قوياً ويعطيها قوة دفع ذاتية ويمنحها مناعة تلقائية تحد من قابلية الانتكاسات وتحصنها ضد التراجعات.. وتبقى علينا جميعاً مسؤولية أن نحمي ما تحقق لنا من مكتسبات.. وأن نجعل منها مكتسبات لها صفة الديمومة والتنامي.
قرارات الملك عبدالله الحاسمة ومواقفه الشجاعة تؤكد أن منهجه في الإصلاح ينطلق من قناعاته الذاتية ويتسق مع تكوينه الذهني وينسجم مع مزاجه الشخصي وحرصه الشديد على مصلحة الوطن والمواطنين. فقناعاته القوية -حفظه الله- أهلته لتدشين المسيرة التحديثية.. ويتضح من أحاديثه العامة ومن لقاءاته مع مختلف القطاعات الاقتصادية والفعاليات الاجتماعية حرصه الشديد على دفع حركة الإصلاح وأنه يمتلك رؤية واضحة وبرنامجاً محدداً يعمل على تنفيذه وفق مراحل مدروسة ومتدرجة.. أتى الملك عبدالله إلى سدة الحكم بعد خبرة طويلة في القيادة وممارسة الصلاحيات وتحمل المسؤولية في مختلف المجالات المدنية والعسكرية، أتى وهو يحمل في جعبته مشروعاً نهضوياً متكاملاً كان قد أُعد له قبل اعتلائه العرش بعقود وبدأت ملامحه تتضح منذ أول يوم بايعه الشعب.. وسوف يسجل له التاريخ أن عهده هو عهد الإصلاحات الجذرية في نظام الحكم وأجهزة الدولة والبُنى الاقتصادية والاجتماعية.
لقد قطعنا في هذه المدة القصيرة التي انقضت على تسلّمه -حفظه الله- مقاليد الأمور مساحة شاسعة من التطور.. هذا العهد الزاهر الذي نعيشه الآن هو عهد الرخاء والنماء والتفاؤل الذي يعم أرجاء البلاد من أقصاها إلى أدناها.. ولم يعد الراصد والمتتبع للأحداث بقادر على متابعة ما يتوالى بصفة شبه يومية على هذه البلاد في هذه الأيام من برامج الإصلاح ومن مشاريع الخير والتعمير والبناء، من بناء المساكن الشعبية للمعوزين الذين امتدت يد الملك الرحيمة لتنتشلهم من ذل العوز والفاقة إلى بناء جسور العلاقات الندية والأخوية مع عمالقة أمم العالم.. هذه إحدى ميزات الملك عبدالله وواحدة من خصاله الحميدة، فهو لا تلهيه عظائم الأمور والمهام الجسام عن الالتفات للمسائل البسيطة ومتابعة احتياجات المواطنين البسطاء مثل محاولاته تخفيف الآلام والمعاناة عن من تقطعت بهم السبل وسدت في وجوههم الأبواب من المحتاجين والبائسين، فيأمر بعلاج هذا المريض وفصل ذلك التوأم وإغاثة ذلك المنكوب، فيأتون من كل أصقاع الدنيا وأرجاء المعمورة طمعاً في رحمته واستدراراً لشفقته التي لا تفرق بين عرق وآخر.. ولا بين شعب وآخر، حتى استحقت المملكة بهذه الأعمال الخيرية لقب مملكة الإنسانية، وما أجمله وأروعه من لقب.. ولا ننسى أيضاً أنه، حفظه الله، من أكثر المتحمسين شخصياً لحوار الحضارات والديانات وتشريع أبواب الحوار البناء والتفاعل المثمر والتفاهم بين الشعوب.
ويصعب جرد الإصلاحات التي تمت حتى هذه اللحظة.. لكن لعل الحدث الأبرز كان دخول المرأة السعودية معترك الحياة السياسية والترشّح لمناصب عامة ومراكز قيادية.. تكريم المرأة واحترامها وصيانة حقوقها ودمجها في الخطط التنموية من المؤشرات الحقيقية على دخولنا عصر الحضارة والمدنية.. فالمرأة هي العجلة الأخرى التي تدفع عربة المجتمع إلى الأمام.. ومن يصغي بانتباه إلى تصريحات الملك عبدالله في لقاءاته التلفزيونية يدرك أن هذه إحدى القضايا التي تشغل باله ويبحث لها عن مخرج حكيم يحل المشكلة ويتقبله المجتمع.
إنجازات الملك عبدالله سوف تحفر اسمه في ذاكرة الأجيال.. وسوف تضيء سيرته صفحات التاريخ، فلقد تعودنا في ظل قيادته أن نكون دائماً متفائلين.. وعلى أن نفيق ونصحو كل يوم على العشم فيه والرجاء، فهو لم يخيّب آمالنا قط وكان دوماً عند حسن ظن شعبه فيه، منحوه حبهم بعدما تيقنوا من حبه لهم.. ولمسوا بره بهم وحرصه عليهم جميعاً دون تفريق أو تمييز.. لقد كان عادلاً مع الجميع، والعدل أساس الملك.
ومن دلائل توفيق الله له ورضاه عنه إجماع الشعب على حبه والولاء له وثقتهم بقيادته وحكمته ونفاذ بصيرته.. ولم تجتمع أفئدة الناس على حب شخص مثل ما اجتمعت على حب الملك عبدالله، فالكل يحس بهذه الألفة معه والارتياح له والقرب منه.. لغته الواضحة وسريرته الصافية وعفويته التلقائية وشخصيته النقية التي لا يشوبها ذرّة من التكلف والتصنع.. كلها أمور تبعث على الثقة والأمان والاطمئنان.. منحه الله بسطة الجسم وهيبة الحضور وملامح العزة وسيماء الفروسية وأمارات النخوة والشهامة. جَمَع في أقواله وأفعاله، في مظهره ومخبره خلاصة الشيم النبيلة والقيم العربية الأصيلة، وهذا ما يبعث على التفاؤل ويحيي الأمل في النفوس ويعيد الثقة في الشخصية العربية وفي العنصر العربي وفي المستقبل العربي، في زمننا هذا، زمن الإحباطات المرة والنكسات المتتالية.
كلنا شاهدنا الملك عبدالله في المناسبات الاحتفالية بإنسانيته المعهودة وعفويته المحبّبة وتلك الابتسامة العذبة التي لا تفارق محياه يحرك يديه ويتمايل بقامته الفارعة ويلتفت عن يمينه وعن شماله جذلاً يشارك الجمهور بهجتهم ويرسل لهم القبلات تتطاير هنا وهناك، مثله مثلهم لا فرق بينه وبينهم، وكأن المُلك ما زاده إلا تواضعاً وقرباً من شعبه.. حينما تدوّي القاعة وتضج عشرات الآلاف من الحناجر تهتف له وتحيّيه وتعبر له عن حبها الصادق وولائها العميق فأنت أمام منظر مؤثر تختلط فيه المشاعر والأحاسيس ويتجاوب معه العقل والقلب والوجدان.
خلاصة القول إننا أمام ملك إنسان، ملك لم يعتل العرش حباً في السلطة.. ولا طمعاً في مكاسب الدنيا وبهرجها، بل من إحساس عميق بالمسؤولية الملقاة على عاتقه من موقعه القيادي، ومن رغبة صادقة في خدمة الشعب والعمل لما فيه خير الإنسان، ومن القناعة الراسخة بأن رسالته الوطنية تحتم عليه أن يقود أمته إلى المواقع الأمامية بين صفوف الأمم المتحضرة.
هذا ملك يريد لنا الخير والعزة والرفعة والأمان والرفاهية، لذا فإن من أبسط حقوقه علينا جميعاً أن نخلص له المشورة ونمحضه النصح وأن نصطف وراءه كالبنيان المرصوص نعينه ونعضده على تحمل مسؤوليات النهوض بهذه الأمة.. ما يريده منا الملك عبدالله هو أن نسمعه أصواتنا ترتفع لتبارك برنامجه الإصلاحي وتؤيد خطواته التحديثية.. المأمول من الجميع أن يقفوا معه ويثقوا في حكمته وسداد رأيه، فهو رجل محنك نافذ البصيرة، ولا أحد يحرص ويسهر على مستقبل هذا البلد ومصلحته وأمنه واستقراره ورخائه مثل حرصه وسهره -رعاه الله وأمد في عمره- قلبه ينبض بالإخلاص لهذا الوطن وعروقه يسري فيها حب المواطن.. إن الدموع التي فاضت من ناظريه حينما حيّا أبناء شهداء الواجب في حفل القصيم فيض من حنانه وحبه لوطنه وأبناء وطنه.. يمكن للإنسان أن يتصنع البكاء ويتظاهر بالحزن والأسى، ولكن إذا ذرفت الدموع واحمرّت المقلتان.. فالبكاء صادق والمشاعر صادقة.
هذه هي رُؤى الملك عبدالله التي ينقلها لنا ساري في هذا الأوبريت ويسكبها كؤوساً مترعة بسلسبيل الشعر وعذب الكلام.. ساري هو أجدر من يستطيع تبليغ هذه الرسالة بحكم قربه من الملك وصلته اللصيقة بما يكنه ضميره الحي من نوايا خيّرة للوطن والمواطنين.. ساري ليس إلا صدى يصلنا عبره صوت الملك الذي طالما شنّف آذاننا بكلماته الأبوية الحانية وآرائه النيّرة ومبادراته الجريئة.
هذا الأوبريت بمثابة إعلان صدّاح لقيم العصر التي يريد أن يغرسها الملك عبدالله في ضمير كل مواطن.. وللبرنامج السياسي الطموح الذي يعمل على تحقيقه.. وليعلن للجميع رجالاً ونساءً وأطفالاً أن كل واحد منهم له مكان دافئ وفسيح في سويداء قلبه.. إنها رسالة حب للمواطن ورسالة عشق للوطن، وما لرسائل الحب والعشق من وسيلة توصيل إلا الشعر، شعر كلماته تحمل التباشير.. وتجلو صدأ النفوس التي طال انتظارها وترقّبها لغدٍ أفضل، وتنهض بالروح لتحلق بها في سماء الأمل الواعد واللقاء المرتقب.. الإيحاءات التي تنفثها كلمات هذا الأوبريت في ذهن المستمع والاحتمالات التي تقذفها في روع المتلقي تشرع أمامه أبواب التفاؤل وتطرد عنه وحشة اليأس.. إنها عقود مرصّعة يزدان بها جبين الوطن وتشدو بها أعذب الحناجر.
أنت أيها القارئ في هذا الأوبريت أمام لوحات أبدعتها ريشة فنان تشرَّب الموهبة فصارت تسري في دمه وتنبض بها عروقه، تجري من جنانه على لسانه لتتفشى في الأجواء من حوله كما تتفشى روائح البخور والعطور وتتوهج توهج الفسفور والبلّور، نقية نقاء سريرته وصافية صفاء ذهنه.. كلماتٌ تستحم بالأثير وتلتفع الحرير.. هذه لوحات فنية فاضت من قريحة رجل عركته الحياة وضرّسته التجارب وتحمل مسؤوليات تنأى بها صم الجبال.. إنها كلمات شاعر يتأبّط الشعر وينتعل القوافي وترتسم الصور الشعرية في مُحيَّاه، حين تصافحه فأنت تصافح الشعر.. وقد تجسّد أمامك لحماً ودماً.
رسائل الملك عبدالله في هذا الأوبريت واضحة.. وعبارات ساري شفافة كالنور رقراقة كالماء، وما علينا إلا أن نستوعبها ونستلهمها ونسير على هديها.. تقول الرسالة بصريح العبارة: هذا الوطن ملك الجميع ومسؤولية الجميع.. هذه أهزوجة التعمير وحِداء مسيرة التحديث والتطوير.. إنها ملحمة البناء وخطة النماء وبرنامج لمستقبل زاهر تلوح تباشيره في الأفق القريب لتمطر خيراً عميماً على الجميع.. ومن لهذه المهمة السامية والطموحات السامقة غير صاحب الهمة العالية والرؤية الثاقبة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، قامة تعانق النجوم وهامة لا تنحني إلا لخالقها.