Al Jazirah NewsPaper Thursday  18/03/2010 G Issue 13685
الخميس 02 ربيع الثاني 1431   العدد  13685
 
أضواء
الجنادرية.. واحة الفكر المتجدد
جاسر الجاسر

 

إن أكدنا بأن «الجنادرية» مهرجان التراث والثقافة «واحة الفكر والإبداع» ليس في المملكة كمحرك فعال للحراك الثقافي والفكري، ولا في الإقليم الخليجي، بل في المنطقة العربية، فهذا ما نردده ونفخر به. دليلنا على هذا ما نسمعه من تأكيد من كبار أدبائنا ومفكرينا ومثقفينا العرب وغير العرب عندما نلتقي وإياهم في المناسبات والمؤتمرات الثقافية والفكرية، فآخر ما نسمعه منهم «نلتقي في الجنادرية».

إذن «الجنادرية» أصبحت علامة بارزة في أجندة المفكرين الكبار.. ومحطة رحبة يلتقي فيها هؤلاء المبدعون ليتحاوروا ويتناقشوا ويطرحوا قضايا حتماً تهم الإنسان وتهم الأوطان وتهم الأمة. حوار لا بد وأن ينتج فكراً إيجابياً يساهم في تحقيق النماء الحضاري ليس في توسيع دائرة الثقافة والفهم والتعلم بل أيضاً في بناء علاقات إنسانية سوية لا بد وأن تعالج كثيراً من التشوهات الاجتماعية والسلوكيات السلبية التي أوجدتها الفرقة وعدم فهم الإنسان لفكر الإنسان الآخر، فتولدت العصبيات وتراكم الفعل العنصري الذي على أساسه بنيت وأنشئت نظريات الصدام الحضاري والثقافي الذي خلق تباعداً بين أبناء البشرية التي لا مجال أمامها سوى أن تعيش متفاهمة على كوكب واحد لا مجال للانفلات منه.

صُنْع هذا التفاهم البشري وتحقق التعايش الإنساني من خلال الانفتاح على الآخر هو ما تعمل على تحقيقه «الجنادرية»، فمنذ انطلاقتها الأولى ولا تزال تعد هذه المهمة هي الأكثر حضوراً في فعاليات مهرجان التراث والثقافة، ليس فقط في الندوات الفكرية والثقافية التي تفسح المجال لعرض الفكر الإنساني بمساحات من التنوع والتعدد، بل أيضاً في استعادتها للتراث الإنساني الذي يختزن العديد من الصور الإنسانية والتي تؤكد تغلغل الانتماء الواحد، والسعي الدؤوب للتقارب من خلال نسج علاقات إيجابية، وأن ما طرأ من تباعد واختلاف سببه عدم فهمنا للآخر، وعدم معرفة الآخر لما يجب أن يعرفه، فجاءت الجنادرية لردم هذا النقص الإنساني بوسائل ثقافية وفكرية يساهم فيها صناع الفكر والثقافة والذين يوجد منهم بين ظهرانينا الآن أربعمائة مفكر يسندون بفكرهم جهد مفكرينا السعوديين.



jaser@al-jazirah.com.sa

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد