الجزيرة - عبدالرحمن المصيبيح
رعى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم، مساء أمس الأول الثلاثاء حفل وضع حجر الأساس للمرحلة الأولى من مشروع واحة الأمير سلمان للعلوم وذلك في مقر الخيمة التعريفية المقامة على أرض الواحة الواقعة على طريق الملك عبدالله، وقد أعلن خلال الحفل عن تفضل سمو الأمير سلمان بالموافقة على أن يكون الرئيس الأعلى لواحة الأمير سلمان للعلوم.
وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر الحفل، صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار رئيس المجلس التنفيذي لواحة الأمير سلمان للعلوم، والأمير الدكتور عبدالعزيز بن عياف آل مقرن أمين منطقة الرياض، والمهندس عبداللطيف بن عبدالملك آل الشيخ عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رئيس مركز المشاريع والتخطيط في الهيئة.
وقد بُدئ الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، بعد ذلك ألقى الدكتور محمد بن إبراهيم السويل رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، كلمة نوه فيها إلى أن نشر الثقافة العلمية بكل برامجها وفعالياتها ووسائلها، ومنها برامج واحة الأمير سلمان للعلوم، يعول عليها أن تكون إسهاما حضاريا يرفد جانبا مهما في مسيرة التوجه نحو العلوم والتقنية، معبراً عن شكره لسمو الأمير سلمان، على دوره الكبير في دعم هذا المشروع، ومثنياً على جهود الأمير سلطان بن سلمان التي بذلها في إنجاز هذا المعلم الحضاري.
عقب ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس المجلس التنفيذي لواحة الأمير سلمان للعلوم، كلمة خلال الحفل استشهد فيها بما تفضل به خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أيده الله، بمناسبة افتتاح جامعة الملك الله للعلوم والتقنية عندما قال (لقد كان للحضارة الإسلامية في تاريخها دور عظيم في خدمة الحضارة الإنسانية بعد الله جل جلاله - فقد أسهم علماء المسلمين في مجالات كثيرة) منوهاُ إلى ارتباط القوة عبر التاريخ - بعد الله عز وجل - بالعلم.
وأضاف « إن هذا المشروع يتزامن في هذا الوقت مع نهضة علمية شاملة وكبيرة يقودها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، ويقودها في منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان عبد العزيز، التي تشهد كل يوم إنجازاً علمياً حضارياً كبيراً»، مشيداً بفكرة الواحة على اعتبارها مشروعاً استثنائياً بكل المقاييس، ويأتي متزامناً مع مرحلة زمنية هامة، ينطلق فيها شباب هذه البلاد نحو العلم والآفاق الرحبة للنهوض بالعمل العلمي.
وأشاد سموه بالمتبرعين للواحة، منوهاً إلى أنهم لا يدعمون مبنى فقط، ولكن يدعمون عملاً علمياً مليئاً بالتحديات، قائلاً «إن هذه الواحة ستستوعب أرقى أنواع العلوم والتقنية، وستكون واحة حقيقية لأبناء وبنات منطقة الرياض».
وأضاف سموه « أحيي بهذه المناسبة الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وهي الهيئة التي عودتنا على التميز في أدائها لكل المشاريع التي تولتها، وأنا شاهد حق في هذا المشروع، وفي مشاريع أخرى عملت فيها مع الهيئة، فهي هيئة منظمة، وهيئة تؤدي عملها بمهنية عالية، وهيئة أسعد دائماً بالعمل معها لأنه عمل منتج، وهي هيئة أشرفتم على تأسيسها سيدي».
كما عبر سموه، عن اعتزازه بشراكة مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في مشروع الواحة، وأثنى على الجهات الداعمة لمشروع الواحة، وفي مقدمتهم المتبرعين لها من كافة قطاعات وفئات المجتمع.
بعد ذلك استمع الحفل إلى كلمة توجيهية ألقاها خلال الحفل، لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم، قال فيها:
الحمد لله الذي يسر لهذه البلاد التطور والتقدم، وهذا بفضل الله ثم بفضل هذه الدولة التي أمنت الأمن وأعطت الفرص للمواطنين للعمل بما يكون سبباً لتنمية بلادهم».
أيها الإخوة الحمد لله نرى في كل صباح ومساء في بلادنا ورياضنا كذلك، العمل القيَم في كل المجالات، ولا شك أن الرعاية التي يرعاها خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وهذه الدولة، للعمل الأهلي والعمل الحكومي، والحمد لله كلها تعود بالنفع لهذا الشعب وأبنائه».
أشكر القائمين على هذا العمل، وأشكر المتبرعين له، ونحن والحمد لله بلد التضامن والتكافل، وأرجو أن يحقق هذا العمل وهذه المؤسسة لشبابنا التدريب والعمل وأن تكون أيضاً خير مساعد لهم في مستقبل زاهر، إن شاء الله، وأشكر المتبرعين على ما قدموا، والحمد لله الخير كثير.
إثر ذلك تشرف شركاء الواحة والمتبرعون لها، بأخذ صورة تذكارية مع سمو راعي الحفل، ثم تفضل سموه بوضع حجر الأساس للواحة، والقيام بجولة في المعرض المعد بهذه المناسبة.
ويهدف مشروع واحة الأمير سلمان للعلوم، الذي تقوم عليه مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم، إلى التعريف بما وصل إليه العالم من تقدم علمي وتقني في صنوف شتى من العلوم، ودور العلماء المسلمين في هذا التطور العلمي، لتكون بذلك بمثابة حلقة وصل تربط التراث العلمي الإسلامي بالصناعات الحديثة.
وتطبق الواحة مفهوم «التعليم بالترويح» لطرح قضايا العلم بأسلوب يحرك الخيال، مسخرة في سبيل ذلك التقنيات الحديثة للتعريف بالظواهر والقوانين العلمية التي أوجدها الله - جل وعلا - في الكون، وسط بيئة تفاعلية تدمج الزائر بالمعروضات لترسخ المعلومات في ذهنه، لتساهم من خلال ذلك في تشجيع الشباب على اكتشاف العالم، واختيار مسارات حياتهم المستقبلية، ودفعهم إلى الوعي بأهمية العلم في بناء الأمم.
كما تشكل الواحة إضافة جديدة لموارد مدينة الرياض العلمية، ووجهةَ ومعلماً بارزاً يقصدها سكان وزوار مدينة الرياض لقضاء أوقات ترويحية، وعنصراً إضافياً لمعالمها العمرانية، وحاضنة أخرى للصناعات المعرفية ومرافق البحث العلمي، فهي بمثابة استثمار وطني وتعليمي واقتصادي لكافة أفراد المجتمع.
وقد بلغت قيمة التبرعات لمشروع واحة الأمير سلمان للعلوم، أكثر من 412 مليون ريال، وسيشيد بمشيئة الله، على الأرض الواقعة على طريق الملك عبد الله في الناحية الشمالية الغربية من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، عقب موافقة المقام السامي على تخصيص الأرض للواحة بمساحة تبلغ 200 ألف متر مربع, وهو ما يساهم في تأسيس الواحة في موقع متميز يجاور عدداً من كبرى الصروح العلمية والتقنية، ومراكز البحث العلمي في المدينة، من بينها (مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، جامعة الملك سعود، وادي الرياض للتقنية، مجمع تقنية المعلومات والاتصالات).
وتقوم الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، بالإشراف على تصميم المشروع وتنفيذه، بناءً على مذكرة تفاهم موقعة بين الهيئة العليا ومؤسسة الرياض الخيرية للعلوم، تتولى بموجبها الهيئة أعمال الإدارة والإشراف على تنفيذ المشروع، وقد أنهت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض أعمال التصاميم المعمارية ووثائق التنفيذ للمرحلة الأولى من المشروع.
وتنطلق الفكرة التصميمية للمشروع، من جعل المبنى عنصراً تعليمياً تفاعلياً بحد ذاته، يكمل ما يعرض داخله، بحيث يشكل المبنى مثالاً حياً للعمارة المتناغمة مع الطبيعة. ويتكون تصميم المبنى من سقف ضخم يربط جميع عناصر المشروع، ينتصب في وسطه برج للطاقة بارتفاع 80 مترا لتوليد الكهرباء لتشغيل المعروضات، فيما يخترق السقف فتحة للداخل لتجميع مياه الأمطار كعنصر مشوق للزوار.
أما عناصر مشروع واحة الأمير سلمان للعلوم، فتتعدد إلى عدة أجزاء.
حضر الحفل صاحب السمو الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، وصاحب السمو الملكي الأمير فهد بن خالد بن عبد الله بن عبد الرحمن، وصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن سلمان بن عبد العزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن سلمان بن عبد العزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبد العزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن سلمان بن عبد العزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلمان بن عبد العزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن سلمان بن عبد العزيز.