تابعت مؤخراً عبر وسائل الإعلام، أنباء الإنجاز الأمني المظفر الذي أطاح بطغمة جديدة من عملاء الشر، كثيرون منهم، ويا للأسى، من أبناء هذا البلد الغالي، تساندهم حفنة نكرة من فلول الظلال ينتمون إلى بلدان عربية وغير عربية، كانوا يخططون لشن ضربات موجعة مستهدفةً بعضَ رموز الأمن البواسل ومواقع مختارة من صروح التنمية في بلادنا، لكن (الضربات الاستباقية) الموفقة تخطيطاً وتنفيذا أحبطت أعمالهم، وخيبت أطماعهم، وسحبت (بساط الأمان) من تحت أقدامهم، فلا يبقى لهم بعد ذلك سوى الخزي المبين وبئس المصير!
***
* وقد أعاد هذا الحدث إلى ذهني ذكرى فواجع الإرهاب التي تعرض لها وطننا الغالي منذ سنين خلت على يد شراذم من البشر تنكروا لدينهم ووطنهم، وباعوا أنفسهم وضمائرهم وولاءهم بثمن بخس في مزاد الإرهاب! تذكرت أولئك الفتية المضلَّلين، بعضهم في عمر الربيع، ممن ظنوا ظن السوء أن ليس بين أحدهم والفوز بالجنة ب(حورها العين) وحريرها وعسلها سوى أن يتمنطق بحزام ناسف أو يمتطي سيارة مفخخة، ثم يفجر نفسه في أحد المواقع بعشوائية وعبثية مدمرة، ولا يبقى منه بعد ذلك سوى أشلاء تشهد عليه بسوء المآل!
***
* وقد كتبت قبل حين من الزمن أندب حال أولئك الفتية وأمثالهم ممن قضوا انتحاراً، أو أودعوا غياهب السجون، أو الذين ما برحوا يهيمون في الأرض متوارين عن الأبصار آناء الليل وأطراف النهار يلتسمون في سبيل ذلك الحيل والحيل خيفة وحذراً محاولين بلوغ مآربهم، ليفاجأوا بأيدي الحزم والعدل تقض مضاجعهم، وتكشف لهم هاوية الإفك الذي انقادوا إليه طائعين!!
***
* كتبت يومئذ كلمات ما برح رجعها وصداها ملء وجداني حاضراً حتى اليوم، باختلاف شيء واحد، هو أن عملاء سراديب الإرهاب كانوا هم الذين (يفاجئون) الأبرياء من الناس وما يملكون بضربات موجعة، فيقتلون ويرملون وييتمون ويخلفون من الإعاقات أشتاتاً!.
***
* أما اليوم، فبفضل من الله وتوفيقه أولاً، ثم بإقدام وإلهام وسهر أولي الأمن الأوفياء في كل مستوى ومكان، دارت الدوائر على المجرمين، وغدوا أهدافاً لضربات استباقية تداهمهم في جحورهم، وتجهض خططهم، وتحبط ظنونهم!
***
* لقد هزت المحنة الأمنية وجدان كل مواطن، لكنها لم تهز جذور المجد لهذا الوطن.. أو تنل من قدرته على الصمود في وجه أي معتد أثيم أياً كان جنسه أو هويته!
***
* اليوم، أكرر بعضاً من خطاب الأمس قائلاً:
واحر قلباه يا فتية العار! كم كنا نتمنى لو لم يكن الفاعل منكم سعودياً! لا لأن السعودي معصوم من الزلل، ولكن لأن فطرة عقيدتنا السمحة.. ترفض هذا الإثم.. وتنكره، فعلاً وفاعلاً! ولأن بلادنا بما جبلت عليه من حب للخير، قولاً وعملاً، لا تعرف هذه النماذج المشبوهة من درن النفس وفساد العقل وسوء الظن!
***
* واحر قلباه يا فتية السوء! كم كنا نتمنى لو انصب همكم واهتمامكم وجهودكم على تقنيات التنمية لا (بارود) الإرهاب! لو أنكم جندتم شبابكم وطاقاتكم لتنمية أنفسكم أولاً ثم وطنكم لتكونوا قطرات تحيي عوداً يابساً، لا شكوكاً يدمي نحرا.
والله المستعان، وهو حسبنا ونعم الوكيل!