الخرطوم - وكالات
بدأ السودانيون الإدلاء بأصواتهم وسط حالة من الإرباك الأحد في أول انتخابات تعددية منذ نحو ربع قرن، التي يتوقع أن يحافظ فيها عمر البشير على منصبه الرئاسي الذي يتولاه منذ انقلاب 1989. وبدأت الانتخابات وسط حالة من الارتباك في الخرطوم؛ حيث حضر الناخبون قبل موعد فتح المراكز وانتظروا ربع ساعة على الأقل للبدء بالتصويت، في حين كان موظفو مفوضية الانتخابات لا يزالون يفتحون رزم بطاقات الاقتراع أو يزيلون الأغلفة عن صناديق الاقتراع البلاستيكية. وسرعان ما تشكلت طوابير أمام المراكز، في صفين، واحد للرجال وآخر للنساء بثيابهن التقليدية المزدانة بالورود. وكان اللافت في معظم المراكز أن صفوف النساء أطول من الرجال، وأن معظم الناخبين من الشباب دون 30 عاما. وتجري عملية التصويت من الثامنة صباحا إلى الساعة 18.00 (5.00 إلى 15.00 ت غ) طيلة أيام الأحد والاثنين والثلاثاء، ويتوقع أن تعلن النتائج يوم الأحد المقبل.
وقد أدلى الرئيس السوداني عمر البشير بصوته في مدرسة في وسط الخرطوم في أول انتخابات تعددية منذ ربع قرن، التي يعتبر فوزه فيها مضمونا بمنصب الرئيس في البلد الذي يحكمه منذ 1989. وحيا الرئيس السوداني الذي كان يرتدي الجلابية التقليدية وعمامة بيضاء الحشد بقوله «الله أكبر»، رافعا يده ليظهر أصبعه الملطخ بالحبر لدى خروجه من مركز اقتراع مدرسة سان فرنسيس القريب من مسكنه ومن مقر رئاسة الجيش والأمن. وسار حشد من أنصار البشير خلفه.
ويتعين على الناخبين في هذه الانتخابات المعقدة اختيار الرئيس والمجلس الوطني (البرلمان) ومجالس الولايات في عموم البلاد، في حين ينتخب الجنوبيون كذلك رئيس حكومتهم ومجلسهم التشريعي. وأدلى زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان سالفا كير المرشح لرئاسة حكومة الجنوب بصوته في وسط مدينة جوبا عاصمة الجنوب المتمتع بحكم شبه ذاتي منذ التوقيع على اتفاق السلام مع الشمال في 2005، واستغرقت عملية الاقتراع 20 دقيقة، وهي مدة طويلة؛ حيث يتعين على ناخبي الجنوب أن يملؤوا 12 بطاقة اقتراع. وينافس سالفا كير على رئاسة حكومة الجنوب لام اكول زعيم الحركة الشعبية - التغيير الديمقراطي. ويشكل تنظيم الانتخابات السودانية الرئاسية والنيابية والإقليمية جزءا من اتفاقية السلام التي تنص على أن ينظم بعدها استفتاء مقرر في مطلع 2011 سيقرر فيه سكان الجنوب بشأن بقائهم ضمن السودان الواحد أو الانفصال عنه.