هناك قطاعات يعتقد أن عملها موسمي، وبالتالي نتائجها تأتي موسمية (للاستخدام) وقت الحاجة وهذه الأيام ينشط عمل أحد تلك القطاعات، وهي مصلحة الإحصاءات العامة التابعة لوزارة الاقتصاد والتخطيط لعمل التعداد العام للسكان والمساكن لعام 1431هـ -2010م حيث كان آخر تعداد سكاني عام، 1425هـ. وينظر البعض لهذه المصلحة بأنها من بين تلك القطاعات الموسمية تحضر أيام التعداد وتغيب باقي السنوات. ونحن في الإعلام أكثر الجهات استخداماً للإحصاءات نقول مثلاً: (5) ملايين طالب وطالبة وعن سكان المملكة (23) مليونا، وعن عدد الأجانب (7) ملايين مقيم وعدد المدارس (30) ألف مدرسة حكومية وأهلية وعدد مراكز الرعاية الأولية في الخرج (30) مركزاً وعدد البلديات وعدد المساكن (س) وهذه جميعها ليست الأرقام الحقيقية رغم أن الرقم الحقيقي متوفر لدى مصلحة الإحصاءات العامة، وهي الجهة الوحيدة القادرة على إعطاء الرقم الحقيقي، وهي أيضاً الجهة التي تزود القطاعات الحكومية بالمعلومات الدقيقة من أجل الدراسات والأبحاث والميزانيات
الباحثون يعرفون جيداً أهمية ودور مصلحة الإحصاءات العامة كونها المنشأة التي توفر المعلومات الدقيقة وتحول الكتل والتجمعات إلى أرقام..
وفي دول العالم تحظى (هيئة الإحصاءات) بالكثير من الرعاية الرسمية ومؤسسات الدولة تتعامل معها جميع الأجهزة الحكومية وغير الحكومية لأنها مستفيدة من نتائجها: التعليم العام والعالي ووزارة المالية وشؤون العمل والصحة والاقتصاد وشؤون العمال والجمارك والضرائب والجيش والهجرة.. فلو لم يتعاون التعليم (المعلمون) والجيش مع هيئة الإحصاء في الصين والهند وأمريكا والبرازيل وإندونيسيا فكيف يمكن حصر السكان ومعرفة المعلومات التفصيلية مثل تعداد سكان الصين الذي تجاوز المليار وثلاثمائة مليون نسمة والهند الذي تجاوز المليار وأمريكا فاق تعدادها (300) مليون، وأندونيسيا ربع مليار وبنغلادش ومصر.
مصلحة الإحصاءات العامة في بلادنا تستعد الآن للتعدادات الأولية للسكان والمساكن دون أن تتلقى الدعم الذي يجب من جميع القطاعات، وذلك من أجل إنجاح التعداد الذي لا يركز على عدد الأفراد، بل يتعدى إلى جميع الجوانب المتعلقة بحياة المواطن. أسئلة سكانية معلومات شخصية عن الأفراد وعن المستوى التعليمي والتخصص. أسئلة عن النشاط الاقتصادي والمهنة. أسئلة صحية، الإعاقة، الخصوبة (الإنجاب). وأسئلة عن خصائص المسكن النوع وعدد الغرف والاتصال بالخدمات، الماء، الكهرباء، الهاتف، الصرف الصحي.
وأسئلة تتعلق بأجهزة الثقافة والترفيه مثل المكتبة والإنترنت، ستالايت، تلفزيون، برامج العاب الأطفال. وهذه في مجملها تمثل أهم المعلومات اللازمة للتخطيط وأهم حاجات السكان المواطن والمقيم تستطيع مصلحة الإحصاءات وهي الجهة المسؤولة عن التعداد أن تقدم قاعدة بيانات خطط الدولة الخمسية المتعلقة بالمعطيات الأساسية، وحتى نتمكن من تجاوز مشكلات التخطيط وتعثر بعض المشاريع والخلل الواضح في الصحة والتعليم وخدمات البلديات وخدمات الماء والكهرباء لابد من إعادة النظر في تبعية مصلحة الإحصاءات العامة لوزارة الاقتصاد والتخطيط لتكون جهة محايدة ومستقلة تقوم على توفير وإعطاء المعلومات في حين تصبح وزارة الاقتصاد والتخطيط طرفاً وشريكاً في المحاسبية من نجاح أو إخفاق بعض مشروعات الخطط الخمسية.