لقد تشرفت بدعوة معالي مدير الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة الأستاذ الدكتور محمد العقلا للحضور والمشاركة في مؤتمر الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف تحت رعاية سمو النائب الثاني وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز - حفظه الله -، ولقد حظي هذا المؤتمر بحضور لافت ودُعي إليه مجموعة كبيرة من العلماء والباحثين والإعلاميين من بلادنا ومن خارجها، وهذه خطوة تحسب للجامعة ومديرها؛ فقد كان المدعوون من مختلف المشارب والتوجهات الفكرية، ولعله من الأجدى الاستماع لهذا العدد الكبير من العلماء والمفكرين؛ ليتم الاتفاق على معنى الإرهاب ومسبباته ووسائل القضاء عليه. ولا شك أن غالبية المتأثرين بالفكر المنحرف جهلة اغتروا به دون وعي أو تفكير. ولقد أكد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز على دور العلماء والمفكرين لمواجهة هذا الفكر الضال بفكر سليم صحيح، ويأتي حضور كبار العلماء في هذا المؤتمر ومشاركتهم في جلساته رسالة واضحة إلى أصحاب الفكر المنحرف بأن علماء الأمة ومفكريها يقفون مع ولاة أمرها ومع مجتمعها، وأن الإسلام بريء من كل من ينتهج فكر التطرف والإرهاب. ولقد رأس الجلسات عدد من العلماء والوزراء، وأكد الباحثون أسباب الإرهاب وطرق علاجه. ولقد تميزت الجلسات بالجدية والعمق والتحليل الموضوعي والتفاعل العلمي والإيجابي لبحث آفة الإرهاب هذا الكابوس الثقيل الذي أرق كل بيت في المجتمع، ولا شك أن ظاهرة الإرهاب ظاهرة عالمية لا دين لها ولا لون. ولقد خاطب المتحدثون الشباب من منطلق الحب والشفقة والرحمة والخوف عليهم وعلى مستقبلهم ودينهم الذي يُشوه في ظل هذا الفكر المنحرف والإسلام بريء منه فكراً وسلوكاً، ولا بدَّ من المعالجة الفكرية للإرهاب؛ حتى تتواكب وتتضافر مع المكافحة الأمنية في اقتلاع جذوره واستئصال شأفته وتجفيف منابعه وترسيخ قيم المحبة والتفاهم وروح التسامح ونشر أدب الخلاف وثقافة الحوار وإيضاح أسباب التطرف والإرهاب ومنابعهما ومخاطرهما وطرق التصدي لهما وبيان الضوابط الشرعية لقضايا التكفير والجهاد والولاء والبراء. لقد ناقش المؤتمر محاور متعددة في عدة جلسات وأبحاث قيمة، وأشكر معالي مدير الجامعة على كل جهوده الموفقة والشكر لكل العاملين معه الذين قاموا بعملهم بصورة رائعة مثلوا فيها بلادنا وجامعتهم الإسلامية العريقة ومدينة الرسول - عليه الصلاة والسلام -؛ فلقد كانت هذه التظاهرة العلمية الحاشدة مواجهة للفكر الضال وإجلاء الصورة المشرفة للإسلام والمسلمين، وما زال لدي الكثير عن المؤتمر أستكمله في مقال آخر بإذن الله.