انطلقت فعاليات منتدى الاحتراف والتمويل الرياضي يوم السبت الماضي الذي تستضيفه غرفة الشرقية بمقرها بالدمام تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب، وافتتح المنتدى نيابة عن سموه عضو الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم نائب رئيس لجنة الاحتراف أحمد عيد الحربي الذي تشارك الغرفة في تنظيمه إلى جانب عدد من الجهات الرياضية والقانونية في المنطقة الشرقية.
وقال الحربي في مستهل اللقاء: « إننا نشهد إقبالا محليا كبيرا من كبرى الشركات على رعاية العمل الرياضي والاستثمار فيه، ونشهد كذلك تطورا إعلاميا كبيرا وإقبالا متزايدا من اللاعبين للتحول باللعبة من الهواية إلى الاحتراف، كما أن مطالبة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم للاتحادات الوطنية الآسيوية بالتحول إلى دوري المحترفين الذي شهد مشاركة أربع فرق سعودية في النسخة الثانية، كما هو الحال في نسختها الأولى التي نافس نادي الاتحاد السعودي على نهائي البطولة يؤكد مكانة كرة القدم السعودية على الصعيد الآسيوي سواء بالنسبة للمنتخبات أو الأندية المحترفة الأمر الذي يؤدي إلى الاهتمام بإنشاء كيانات جديدة تتعلق بإدارته ويفرض احترافا رياضيا كاملا لجميع أوجه العمل من لاعبين ومسؤولين وتطبيق ما يتعلق بالقانون والإدارة والاقتصاد والاستثمار لارتباطها بالحقوق والواجبات والتزامات الأندية واللاعبين والشركات الراعية والنقل التلفزيوني وكل من له علاقة برياضة كرة القدم، مؤكدين بأن التداخل والترابط بين الحقوق والالتزامات لن يتم الفصل بينها إلا من خلال القوانين واللوائح والإدارات المحترفة والمستشارين المتخصصين في القانون والتمويل والاستثمار «.
وأوضح الحربي أن الاتحاد الدولي لكرة القدم يجري تعديلات دورية متجددة وشاملة على جميع الأنظمة الأساسية للاتحادات الرياضية ولوائح العمل الداخلي المتعلقة بالاحتراف وأوضاع اللاعبين والانضباط وفض النزاعات التي تتطلب إنشاء محاكم رياضية بالإضافة إلى حقوق نقل وتسويق البطولات العالمية، وفي الوقت ذاته يحث الاتحاد الآسيوي ويطالب الاتحادات الوطنية في آسيا بالتحول إلى دوري المحترفين وإنشاء كيانات جديدة لإدارته مشيراً إلى أن كل تلك التطورات تجعلنا في حراك دائم ومستمر لمواكبة التعديلات وتطوراتها لنحافظ على تميزنا الدائم والمستمر، الأمر الذي يفرض احترافا رياضيا كاملا لجميع أوجه العمل من إدارة ولاعبين ومسؤولين.
وكشف الحربي أن الموسم الرياضي المقبل سيشهد اعتماد النظام الأساسي الجديد لاتحاد كرة القدم الذي يمثل نقلة نوعية لعمل اللجان، كما سيتم إعادة تشكيل اللجان وفق أسلوب تنظيمي ومهني يتواءم مع متطلبات واحتياجات المرحلة. وأفاد الحربي بأنه تم الاتفاق على أكبر وأهم برنامج تدريب وتأهيل وتوظيف للمستشارين القانونيين للعمل في المنظومة القانونية في الرياضة السعودية، وبخاصة لجنة فض المنازعات الرياضية ولجان الاستئناف والانضباط والاحتراف وتأهيل سكرتارية اللجان على الجوانب الإدارية والقانونية.
كما سيتم الإعلان عن لائحة جديدة لوكلاء اللاعبين ستحدث نقلة تنظيمية كبيرة في عمل الوكلاء وعلاقتهم بالأندية واللاعبين وسيعلن عنها بعد مناقشتها واعتمادها من المكتب التنفيذي وسمو رئيس الاتحاد كما هو الحال مع لائحة الاحتراف التي أجري عليها العديد من التعديلات وسيعلن عنها بعد اعتمادها قبل بداية الموسم الرياضي القادم، وكذلك الحال بالنسبة للجهاز القضائي المتمثل في لجنتي الانضباط والاستئناف حيث سيتم تعديل اللائحة وإعادة تشكيل لجنة الانضباط بداية من الموسم القادم لتكون الحامية لحقوق الجميع والرادعة لكل متجاوز على القوانين ومبادئ وأخلاقيات لعبة كرة القدم.
وقال « إن القيادة الرياضية تسعى بكل السبل المتاحة والإمكانات المتوافرة أن تطور المنظومة الرياضية في كل ما يتعلق بالرياضة والشباب حماية للوطن ورعاية لشبابه من الانحراف أو الانجراف نحو المفاسد وبراثن المخدرات والإرهاب، ونسعى من خلال الرياضة إلى غرس المفاهيم والمبادئ والقيم الإسلامية العربية الراقية، ونتطلع إلى تفهم وتعاون من قبل جميع سلطات الدولة للواقع القانوني والتنظيم المستجد والمستحدث على الساحة الدولية التي تفرض الالتزام الكامل باشتراطات العضوية الآسيوية والدولية وإلا سنكون خارج المنظومة العالمية والقارية هو ما يحتم إجراء التعديلات والتطويرات التي تساهم في تحسين مناخ العمل الإداري للرياضة السعودية «.
وأوضح أمين عام غرفة الشرقية عدنان بن عبدالله النعيم في كلمته أن المنتدى الذي يعد الأول من نوعه في المنطقة الشرقية، يأتي تجسيداً لتنامي أهمية الثقافة الرياضية، وتزايد الوعي بضرورة توسيع دور الرياضة في حياتنا اليومية، كما يأتي إدراكا لأهمية هذا الدور في تربية النشء والشباب خاصة، والمواطن بشكل عام، وقدرته على الإسهام في تحقيق ما نرجوه من بناء متكامل لشخصية المواطن الاجتماعية الإيجابية، والمتوازنة بدنيا ونفسيا وصحيا، لكي تسهم في بناء المجتمع، وحتى تقوم بدورها في مواجهة ما تطرحه علينا المتغيرات العالمية من تحديات على كافة الأصعدة، وفي كافة المجالات.
وفي الإطار ذاته أفاد رئيس مركز القانون السعودي للتدريب، ورئيس اللجنة العلمية للمنتدى ماجد قاروب أن المنتدى يأتي في سياق رسالة مركز القانون السعودي للتدريب الهادفة إلى زيادة التثقيف والتوعية القانونية بإعداد وتنظيم دورات تطويرية وندوات وملتقيات متخصصة في القانون والقضاء والأنظمة العدلية والملكية الفكرية والشركات العائلية والأسواق المالية والتحكيم والتأمين والعقار التي نفذت محلياً وعربياً بدعم ورعاية وتعاون جميع الجهات ذات العلاقة بما يساهم في نشر الوعي القانوني في المجتمع السعودي بكل فئاته.. ولما كان المجتمع يُوجّه اهتماما كبيراً للرياضة.
وقال كان لزاماً أن يواكب ذلك نقلة نوعية تاريخية نشهدها الآن بشكل عام وفي كرة القدم بشكل خاص، ولذلك كانت الموافقة من سمو رئيس الاتحاد تعبر عن رؤية مستقبلية ثاقبة لمستقبل الرياضة وكرة القدم السعودية من الجوانب المالية والإدارية والقانونية والاستثمارية، حيث أكد سموه في موافقته الكريمة على تنقل المنتدى في مختلف المدن الرئيسية وعلى تنوع المواضيع بما يؤدي إلى ارتقاء الفكر الاحترافي والأداء الإداري على أسس متينة من العلم بالقوانين واللوائح ومستجداتها، وكانت توجيهات سموه هي المرشد لنا في الإعداد لهذا المنتدى. واستعرض قاروب بعض التطورات القانونية التي شهدتها الرياضة السعودية وتحديدا كرة القدم والمتمثلة في إنشاء الجهاز القضائي لكرة القدم ممثلاً في لجنتي الانضباط والاستئناف باتحاد كرة القدم ولجنة فض المنازعات الرياضية باللجنة الأولمبية السعودية واختيار أعضائها بكل حياد وموضوعية من خارج المنظومة الرياضية الذين يتمتعون بخبرات قانونية وقضائية كانت محل تقدير واحترام الوسط الرياضي والاتحادات الدولية والعالمية.